امرأة تسافر عكس الموج ،، للشاعر :عبد الرحيم محمود


سأروي قصتي ومـض السـراب
وأهديـهـا لـمـن تـهـوى عـذابــي
وأشـرب غصتـي فــي كــل يــوم
وتكـويـنـي عـذابــات اغـتـرابــي
عجـيـب أمـــر سـاحـرتـي لأنـــي
أرى فـيـهـا مــــرارات الـغـيــاب
أراهــــا مــــرة تــأتــي نـسـيـمـا
وأحـيــانــا كـسـافـيــة الــتـــراب
فتمنعـنـي مــن الـزهــر اقـتـرابـا
فأسـألـهـا فتـبـخـل بـالـجــواب !
وتحـرم شهدهـا نحلـي فأمـضـي
ونـحـلـي جـائــع ورد الــروابــي
وتحبسنـي عــن الفنـجـان بـخـلا
لتسقـيـنـي بـــه مــــر الــشــراب
وتحـرم موجهـا شـطـي وصــولا
وزورق خافقـي يشقيـه مــا بــي
وشهـدي قـد غــدا مــرا وصـابـا
ونخلي صـار لـي بعـض اليبـاب
وأقـفـرت السـواقـي غـيـر مـلــح
تسـاقـط وبْـلَـه ســـود الـسـحـاب
فلا أرضي غـدت أرضـي وقلبـي
تـنـكـر نـبـضـه عـهــد الـشـبــاب
وجرحـي نــازف دمـعـا ونخـلـي
يسافـر قطـفـه عـكـس الخـوابـي
ونرجـسـتـي تساقـيـنـي هـجـيـرا
ويمـنـع خوفـهـا مـنـي اقـتـرابـي
فـــلا رطــبــا ولا ظــــلا ظـلـيــلا
أرى فـي جنـتـي غـيـر الـخـراب
وتعـرف حلوتـي قلـبـي المعـنـى
وتهجـر روحهـا نهـري وغـابـي
أيـذوي الزهـر فـي بستـان حبـي
وتـهـجـره فـراشــات التـصـابـي
ويسـكـنـه إذا مـــا رحـــت مـنــه
قبـيـح الـبـوم أو شــؤم الـغـراب
لمـاذا الهجـر يـا أغـصـان ليـلـي
ويـا بوحـي لسهـلـك والهـضـاب
ونرجستـي تسافـر مـن سفوحـي
وفــي العينـيـن أبْـحـر والعـبـاب
قميـصـك لـــم يـــزل وردا نـديــا
وثـوبـك نـاعـم والـرمـش بـابــي
لـمـاذا أرزتــي تـرضـى بـبـعـدي
وثلج الحـب يرقـد فـي الثيـاب ؟
بقلـبـك نبـضـة والـخـوف فـيـهـا
بـأن تلـغـي إلــى زهــري إيـابـي
تـعـالــي فـالـغــرام لــــه أمــــور
يجـلـيـهـا بـتـمـزيـق الـضــبــاب
ويجـبـرنـا عـلـيـهـا دون ريــــب
تعالي ، يا سكوني واضطرابي !
ليصـبـح عـمـرنـا خـمــرا ووردا
ويورق عشقنـا رغـم الذئـاب !!


نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي