2*1 (قصص شاعرة)


1- ثَوْب و مثوبة

سمعت قول الشاعر " أيكون الضاويّ مضيئاً ..، وتكون الضاوية محكمة للصرح القادم؟! " .. فتحت عينيها .. رفعت أغطية البرد القارص.. ذهب المطر الساقط فوق زجاج الشرفة.. كانت ظمأى..، وضعت نهر الأوزون على ثقب القهر..، وظلت تشرب..، تكتب.. تشطب..، ترسم جنساً أدبياً يسكن وجدان الثلج..، يغطي جسداً في شكل دخان..، قرأت نبض قصاصات الورق الأزرق والأخضر..، راحت تلهث.. تسأل..، تبحث في التوراة وفي الإنجيل..، وصارت أقرب للفتوى في القرآن ..، تراود أيقونات القصة في محراب الشعر بعين واحدة..، تبصر زاوية التوبة..، تتفاعل والشجر الخافت حول قضايا إرسال الموروث إلى ذهن الحاضر والغائب.. قالت:- " بسم الله أقرر أن التوبة خير حضور في الجلسات..، أطالب ألسنة التاريخ بعفو يشمل أعمدة الدعوى..، رفضت خطبتها راضية من أجل المستقبل..
نشر الحكم وبقيت راحلة ضمن القطع الفنية..، عادت تقرأ سورة غافر.

:::::::::::::::


2- عصرنة اللون الأخضر

كان يسير ببطء، يتكئ على أدخنة "السيجار" وأبخرة الجو الشتوىِّ..، ليفتح ذاكرة الشارع..، تسقط زهرة سيجارته فوق ضريحِِ عشوائى من ورقٍ يسكن خلف الصندوق الخاص بكهربة القطر الأوسط..، بعد قليلٍ يدخل منزله الكائن فى قلب القاعدة الكبرى وشمال القطب..، فتخبره نشرات "التلفاز" بكارثةٍ راح ضحيتها عددُُ ممن ذهبوا لصلاة الفجر بمسجد "هود"..، وقد أكد مصدر أخبارٍ أن الحادث يرجع للعطل الناجم عن حرق الأسلاك، ومن ثمَّ "الماس" المتفجر..، شَرَدَ الذهن ثوانٍ..، أغلق نافذة البيت..، تساءل: "كيف يتم الترميم لمسجد هود؟؟!! وأين طراز الفن الجامع؟؟!!" ..، واسترسل بعد حضور الزوجة مندهشاً:- "ماذا تعنى عصرنة اللون الأخضر فى قائمة القتلى؟؟!!" ضحكت حزناً.. قالت: "والأحياء كذلك.. ليس بعيداً .. قد لاح الموج وحان أذان الصمت ولا حول ولا قوة إلا بالله القاهر.. قم فتوضأ كى ترحل"
قُطع التيار..، فنادت:- : يا.. يا كسرى ..." لم يسمع .. هرب المجنون إلى قيصر..، وتولى التحقيق رجال الشرطة..!


::::::: عساها تنال بعض الرضا :::::::