المصدر : ترجمة فداء حلاوة 21/04/2009
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعييمكن أن يمرَّ أيُّ شخص منا بظروف صعبة وأوقات عصيبة. عندها نكون بأمس الحاجة إلى من يقف إلى جانبنا، وعندها لا نكون بحاجة إلى أكثر من من كلمة تساعدنا على مواجهة الموقف؛ تخفّف عنا معاناتنا، وتشعرنا باهتمام الآخرين.
ولكن كيف يمكن أن نجد الكلمة المناسبة لمساعدة أصدقائنا عندما يمرون في مثل هذه المواقف؟.



قد لا يجد بعض الأشخاص الكلمات المناسبة في مثل هذه الحالات السلبية، بل يتفوهون بعبارات دون أيّ تفكير يمكن أن تكون مؤذية أكثر منها مواسية. وبدلا من التخفيف عن الشخص، فإنهم يزيدون الأمر سوءاً.
ويقول الخبراء إنَّ مثل هذه المواقف تحتاج فعلا إلى حكمة في اختيار الكلمات المناسبة لمواساة أحد الأشخاص العزيزين عليك.
وقد يمرُّ أحد أصدقائك بتجربة طلاق صعبة، أو قد يترك وظيفته، أو يصاب أحد أبنائه بمرض صعب.. فكيف يمكن أن نتصرف في هذه الحالة؟، وكيف يمكن انتقاء الكلمات بعناية، وقولها بكثير من الاهتمام؟، وكيف نستطيع التعبير عن اهتمامنا بمشاكل أحد المقربين منا دون أن نحرج أنفسنا ونحرجه أيضاً؟.
حالة الطلاق
لا تعتبر جميع حالات الزواج محصنة ضدَّ الطلاق، ويمكن لأحد أصدقائك المقربين جداً منك أن يعاني من هذه المشكلة.
لا تقم أبداً بلوم صديقك على اتخاذ قرار الطلاق، فعلى الأرجح صديقك قد فكر مطولا قبل اتخاذ هذا القرار.
وبغض النظر عن مدى عزمه وتصميمه على اتخاذ مثل هذه الخطوة، فإنَّ الطلاق يستثير الكثير من المشاعر السلبية؛من أهمها الغضب، والذنب، والخجل، وأحياناً قد يؤدي إلى الشعور بالارتياح، سواء كان الشخص رجلاً أم امرأة.
ويرى الخبراء النفسيون أنَّ أهم ما يمكنك عمله في هذه الحالة هو الاستماع، إذ يكون صديقك هنا بحاجة إلى التعبير عما يشعر به، وإلى المساعدة في السيطرة على مشاعره.
وهناك بعض العبارات التي يجب عليك تجنبها قدر الإمكان؛ فلا تحاول التساؤل أبداً عن التفاصيل، فهذا ليس من شأنك ما لم يشعر صديقك بحاجة إلى الحديث عن الأمر، كما لا تسأل أبداً: “هل فكرت بالأولاد؟”، حيث إنَّ صديقك قد فكر بالأمر برمته أكثر مما تتصور.. بل من الأفضل أن تشعر صديقك بأنه قادر على تخطي المشكلة من غير أن يدعها تؤثر سلباً على حالته النفسية.

حالات المرض
يمكن أن يتعرَّض طفل أحد أصدقائنا أو أحد أقربائه الذين يعزهم إلى الإصابة بالمرض.
ولكن كيف يمكن لنا أن نقدم المعونة النفسية دون أن نزيد المشكلة سوءاً، أو نحرجه؟.
ينصح الخبراء هنا بأن تحاول أن تكون شخصاً مفيداً لصديقك؛ فالأشخاص الذين قد يمرض أحد أطفالهم عادة ما يكونون تواقين لمساعدة الصديق، لاسيما في حالة الأمراض المستعصية.
ولكن إذا لم تكن عروض المساعدة واضحة، فإنها قد تعطي نتيجة عكسية.
وفي حال اضطر صديقك للمكوث في المستشفى إلى جانب طفله الذي يخضع لعملية جراحية على سبيل المثال، حاول مساعدته من خلال إعلامه بالذي يمكنك القيام به بالضبط.
وهنا يمكنك -على سبيل المثال- أن تتبرع بأخذ أطفاله إلى المدرسة، أو إحضارهم من المدرسة، أو أخذهم للعب مع أطفالك في الحديقة العامة.
هذا وينصح الخبراء بأن تقدّم الدعم العاطفي، وأكد له أنَّ هذه المرحلة ليست أبدية بل مؤقتة، وهو قادر على تجاوزها.
من الضروري أن تبيّن لصديقك أنك مهتم لحالة طفله أو أحد أقاربه دون أن تزيد المسألة سوءاً، بالقول: “آمل ألا يكون المرض في مرحلة متقدمة”؛ حيث تنعكس هذه العبارة سلباً على مشاعر صديقك.. كما أنه من الخطأ أن تقول: “هل هو معد؟”؛ فمثل هذا السؤال قد يبدو أنانياً، وخالياً من الإحساس.