دجاج للبيع ،، للشاعر : عبد الرحيم محمود


عبس الكـون فـي جميـع فـؤادي
وغـدا الكـون رافــلا فــي ســواد
كــل يــوم يـمـر يـذهــب جـزئــي
وأنـــا جـاهــل وقـبــري يـنــادي
مذ ولدت الأحزان تأتي لحضنـي
دون جــهــد ودون أي اجـتـهــاد
يـا لعـمـر يــذوب ثلـجـا بصـيـف
دونمـا يبصـر الحبيـب انـفـرادي
عشـت عمـرا مـع العـذاب مقيمـا
فـي شقـاء وضـاع مـنـي بــلادي
وخلا الجيب من نقودي فأضحى
لا صـديـقــي يـمـدنــي بــالــوداد
صـرت نهبـا مضيعـا بيـن أهلـي
أكتـوي نـارهـم ونــار الأعــادي
كنت نهـرا مـن الجمـال وموجـي
سـاحـر الـشـط والقـرنـفـل زادي
أصبـح الشـوك مالئـا كـل دربــي
وغـد الحـزن ساكنـا فـي فـؤادي
عـجـبـا للـحـيـاة تـشـقـي لـبـيـبـا
وتحابـي التيـوس فــي كــل نــاد
وتسـاقـي الـكـؤوس كــل حـمـار
مـن عصيـر الرمـان دون رشـاد
يــا لشـعـب يـقــاد مـثــل قـطـيـع
كــحــمــار مـــوثـــق الأوتـــــــاد
راقـصـا فــوق جـرحـه يتـعـامـى
عن ضيـاع الأوطـان بعـد العبـاد
وتـرى الجالسيـن فـوق عـروش
بـرعــوا كـلـهــم بــــذر الــرمــاد
يمسكون الرغيف والكل جوعـى
وتـرى الـذل فـي العيـون ينـادي
فـهـنــا دولــــة تـعـيــش بـفــقــر
وهــنــا دولــــة تــصـــادر زادي
وهــنــا حـاكـمــا يــبـــدد مـــــالا
دون عــــــد لـغـانــيــات بـــنـــاد
هـو فــي العـهـر عبـقـري لبـيـب
شربه الخمر صار بعض الجهاد
ينـفـق الـمــال دون أي حـســاب
ويـبـيـع الـنـخـيـل فــــي بــغــداد
عند ذكر الأوطان يبدي انكسـارا
وخضـوعـا لـكـل مــن سـيـعـادي
يـا بـلادا قـد أقـفـر الخـيـر منـهـا
وأرى الفقـر دائمـا فــي الـوهـاد
وأرى النـاس أصبـحـت كقطـيـع
تأكل العشب فـي شعـاب الـوادي
زرعوا الذل في دماهـا فأضحـت
تكـره العـز أن يــرى فــي فــؤاد
خنثوا الشعب ليس تلقـى رجـالا
مثلَ رأس الخشاش صعب القياد
ذهــب الصـحـب إذ تـبـدد مـالــي
ورأونــي كالـشـؤم بـيـن الـعـبـاد
وغـزا الشيـب فاعتزلـن حـسـانٌ
وتناقـصـن إذ غــدا فــي ازديــاد
وشيـوخ عـلـى الفـتـاوي فـحـول
تـتـغـنــى بـالـعـلــم والأمـــجـــاد
فهـي تفـتـي بـصـدق كــل زعـيـم
وتــراه الإلـهـام فـــوق اجـتـهـاد
فـإذا قــال شـرقـوا صــار شـرقـا
مـن فـروض الإلـه دربَ الرشـاد
وإذا قــال غـربـوا صــار غـربــا
يظهـر الحسـن روعــة الأضــداد
وهــو أمــر أتــاه مــن عـنـد رب
وغـــدا مثـلـمـا الـنـبـي الـهــادي
فاجعلـوا رأسكـم لنعلـيـه أرضــا
ثــم كـونـوا لنـعـلـه كالـمـهـاد !!


نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي