بِك ..



...










حَـرِّرِي الشَّعـرَ مِـنْ قُيُـودِ المَشابِـكْ
وَ انزِعِـي الخَـوفَ قَبـلَ نَـزعِ ثِيابِـكْ
قَـدْ تَأَخَّـرتُ عَنـكِ بِالرُّغـمِ عَـنِّـي
" وَردُ " ؛ كُفِّي عَـنِ اجتِـرارِ حِسابِـكْ
مـا تَغَيَّبـتُ قاصِـدًا ؛ غَـيـرَ أَنِّــي
أَتَحَـرَّى الدُّمُـوعَ مِــنْ أَهـدابِـكْ !
كُــلَّ دَمــعٍ ذَرَفـتِـهِ كَفكِـفِـيـهِ
مـا خَـلَا الدَّمـعَ مُرفَـقًـا بِعِتـابِـكْ
لَيـتَ شِـعـرِي ؛ كَـأَنَّـهُ قَـطَـراتٌ
لِنَبِـيـذٍ مُعَـتَّـقٍ مِــنْ شَـرابِــكْ
فاسكُبِي فِـي الكُـؤُوسِ إِكسِيـرَ حُـبٍّ
وَ حَيـاةٍ لَـذِيـذَةٍ , مِــنْ قِـرابِـكْ
إِيهِ يـا " وَردُ " ؛ لَـو عَلِمـتِ بِأَمـرِي
وَ مُصابِـي ؛ صَمَـتِّ رُغـمَ مُصابِـكْ !
فَدَعِينِـي أُنبِـيـكِ شَـطـرَ حَـدِيـثٍ
عَنْ عَذابِـي , لِتَخلُصِـي مِـنْ عَذابِـكْ
كُنـتُ بِالأَمـسِ آتِيًـا بَـيـنَ جَنـبَـيّ
يَ اشتِيـاقٌ لِـفَـورَةٍ مِــنْ شَبـابِـكْ
فَرَمَـى الزِّنـجُ ؛ وَ العَبِـيـدُ بِـدَربِـي
ثَـورَةً مِـنْ دَسـائِـسٍ ؛ وَ الأَتـابِـكْ
فَتَوَقَّـفـتُ بُـرهَـةً قَـبـلَ عَــودِي
لِنِـداءِ الـثَّـوراتِ فِــي جِلبـابِـكْ
بُـرهَـةً ؛ مُـنـذُ حِقـبَـةٍ أَرتَجِيـهـا
بِانتِـظـارِ التِهابِـهِـمْ ؛ وَ التِهـابِـكْ
ثُمَّ أَقسَمـتُ عِنـدَ " حَافَـةِ " صَبـرِي :
( كَبِـدَ الخَصـمِ ؛ أَو طَعِينًـا بِبابِـكْ )
فَأَنـا - مِثلَمـا عَـهَـدتِ - عَنِـيـدٌ
أَمتَطِـي الجَهـلَ ؛ راغِبًـا عَـنْ رِكابِـكْ
وَ عَلَـى لَهفَـتِـي ؛ أُقَــدِّمُ حَـربًـا
وَ عَلَـى عِطـرِ وَجنَتَيـكِ ؛ السَّنـابِـكْ
وَ يَمِينًـا ؛ لَعَضَّـةُ السَّيـفِ صَــدرِي
هِـيَ أَشهَـى لَـدَيَّ مِـنْ عَـضِّ نابِـكْ
وَ عِنـاقُ الرِّمـاحِ أَقـرَبُ مِـنْ نَــفْ
سِـي كَثِيـرًا مِـنْ ضَـمَّـةٍ لِقِبـابِـكْ
وَ دِمـاءُ النُّـطُـوعِ عِـنـدِيَ أَزكَــى
مِــنْ رَحِـيـقٍ مُخَـتَّـمٍ بِرِضـابِـكْ
وَ كَـذا سَكـرَةُ الـجُـرُوحِ بِـرُوحِـي
لَهْـيَ تَربُـو عَلَـى طِــلَا أَعنـابِـكْ
فاسمَعِينِـي ؛ لِـكَـي أَقُــصَّ سَرِيـعًـا
قِصَّةَ الأَمسِ ؛ وَ احـذَرِي مِـنْ رُهابِـكْ
هَاجَـتِ الـحَـربُ بَينَـنـا بِنَـزِيـفٍ
كَبُحُـورٍ مَخَرتُـهـا فِــي عُبـابِـكْ
و مِنَ الحَشدِ - " وَردُ " - أَومَـأَ نَحـوَي
رَأسُ غِـرٍّ , مَرَّغـتُـهُ فِــي تُـرابِـكْ
( أَيُّ جَهلٍ ؟ ) - سَأَلتُ - ( جَرَّكَ نَحوَي !
أَيُّ نَحـسٍ ؟ بِرِجلِـهِ قَـدْ أَتَـى بِـكْ !
أَخُـراسـانُ ؟ أَرسَلَـتـكَ لِتَشـقَـى !
يـا أَبـا مُسلِـمٍ ؛ فَوَيـلُ عِقابِـكْ ! )
( بَلْ أَنـا الخُرَّمِـيُّ ) - قـالَ - فَـرَدَّتْ
فِرَقُ الجُنـدِ ؛ إِثـرَهُ : ( عَـاشَ بابِـكْ )
صِحتُ : ( حَانَتْ - وَ رَبِّكُمْ - ساعَةُ الثَّأ
رِ ؛ وَ إِنِّــي لَآخِــذٌ بِالمَـحـابِـكْ )
يـا لَبَأسِـي ! جَهَلـتُ حَتَّـى أَطاحَـتْ
ضَربَتِي الطِّفـلَ عَـنْ رَضـاعِ المَضابِـكْ
هَطَـلَ المَـوتُ مِـنْ حَدِيـدَةِ سَيـفِـي
مِثلَمـا الـوَدقُ هاطِـلٌ مِـنْ سَحابِـكْ
فانتَضَـى الوَغـدُ سَيـفَـهُ ؛ فَتَـأَبَّـطْ
تُ شُــرُورًا ؛ فَسُقـتُـهُ لِجِـنـابِـكْ
فَتَـهـاوَتْ ضُـلُـوعُـهُ دامِـيــاتٍ
كَجُنُـونِ الخَيـالِ حَــولَ صَـوابِـكْ
قَبـلَ جَـزِّي لِنَحـرِهِ كــانَ نَجـمًـا
يَتَعالَـى , فَبـاتَ فَــوقَ خَـرابِـكْ !
تَـحـتَ نَصـلِـي تَلَلـتُـهُ فَتَـدَلَّـى
فَـهُــوَ الآنَ مَـغـنَـمٌ لِـذُبـابِـكْ
وَيكِ يـا " وَردُ " ؛ هَـلْ رَأَيـتِ بَنانًـا
كَشِـرارٍ - تَطِيـرُ - فَـوقَ ثُقـابِـكْ ؟
فَكِّـرِي جَـيِّـدًا ؛ وَ ثَــمَّ أَجِيـبِـي
مَــعَ أَنِّــي لَا أَحتَـفِـي بِجَـوابِـكْ
فلَقَـدْ ثُـرتُ ؛ فانتَقَـمـتُ ؛ وَ إِنِّــي
لَسـتُ آسَـى ؛ لِأَيِّ قَـعـرٍ وَ نـابِـكْ
أَيمُـنُ اللَّـهِ ؛ وَيكَـأَنَّـكِ غَضـبَـى !
أَو كَـذا يَبـدُو مِـنْ خِـلالِ عِتابِـكْ !
لَا تَلُومِينِـي ؛ إِنَّنِـي سِـيـقَ جَهـلِـي
لِانتِقـامٍ , وَ أَقصِـرِي عَـنْ سِبـابِـكْ
وَ احذَرِي " وَردُ " ؛ قَدْ ثَأَرتُ ؛ وَ حِقـدِي
بَعـدَ أَمسِـي ؛ يَـوَدُّ شَـقَّ جِعـابِـكْ
مِـزَقُ اللَّـحـمِ وَ الـدِّمـاءُ بِكَـفِّـي
فامسَحِيـهـا , وَ دَلِّـلِـي بِاقتِـرابِـكْ

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي