ماستْ قليلاً فاختفتْ آثارهُ





سَرَقَتْ بليلٍ قلبيَّ المُتَعفِّفا
فأفاقَ صُبحاً هاتكاً مُتعجرفا



ما كانَ يعرفُ قبلها سِكِّيْنَةً
شَقَّتْ عظاماً دون أن تَتَشظفا



راحتْ تُلاطفُ قلبهُ ببنانها
وبكَفِّها نَهْرُ الوقار تَوَقَّفا



سارت بهِ نحو المغيب وَغَيَّبَتْ
أفكار من بالفكر غاص تفلسُفا



ماستْ قليلاً فاختفتْ آثارهُ
وتَشَرْذَمَتْ منهُ الجموع على الصفا



رَقَّتْ بهمستها فكانت ثورةً
عَظُمَتْ و ذَوَّبَتِ الفؤاد فأشْغَفَا



ساقتَهُ مأسوراً بحبلِ جَمالها
وهوَ الذي أسَرَ الجيوش و كَتَّفَا



مُذْ قد رآها بُدِّلَتْ أوطانُهُ
بين الرموش وبين ثغرٍ قد صَفا



رَسَمَتْ لهُ من فنِّها ما أبْهَرَتْ
عيناً ذَوَتْ من قبل أن تتعرفا



سِحْرٌ على خدٍّ تَجَمَّعَ واكتسى
فكسا الفؤاد فهل يحوز تَرَشُّفَا




الإبراهيمي
السعودية
سيهات