* صابر عبد الدايم يونس ..
بقلم: سمير الفيل
ـ عرفته طالبا بالأزهر الشريف زميلا لواحد من أهم رواد قصيدة العامية في مصر هو السيد الجنيدي .
ـ كنت ازور الجنيدي ( بلدياتي من قرية شط الملح ) أثناء دراسته في الأزهر ربما في حي الموسكي أو خان الحليلي أو غيرها من الأحياء الاسلامية فألتقي زملاءه ومنهم صابر عبد الدايم .
ـ تخرج صابر وعمل مدرسا بمدرسة دمياط الأعدادية في مادة اللغة العربية .
ـ كنت أزوره ف عمارة يسكن دورها الأخير ، واقوم بمهمة النقد ، ورغم أنه يسبقني سنا فقد كان يستفيد من كل نقد يوجه له ،و كان يعمل لي شايا شرقاويا معتبرا .
ـ عاد إلى بلدته ديرب نجم وصار هو وحسين علي محمد نجمان بارزان في سماء الثقافة المصرية .
ـ ما زلت أذكر ديوانه الأول "المسافر في سنبلات الزمن " ..( وذلك باسقاط الديوان المشترك ) . كانت لي قراءات مطولة معه أعتقد انها أفادته كثيرا .
ـ بطريقة عصامية فريدة حصل صابر على الماجستير والدكتوراة ، لكنه ظل نفس الشخص الجميل خلقا ، والدمث سلوكا ، المهذب لأنه ببساطة متربي وابن ناس . بل يمكنني الزعم أنه من اطيب مائة شخصية قابلتها في حياتي ( لا يسألني احد عن التسعة وتسعين الآخرين ! ) .
ـ رشح نفسه عضوا لمجلس إدارة اتحاد كتاب مصر فانتخبناه ، ونجح لكن الاتحاد كله بسبب عجلة الروتين لم يفعل شيئا وظل نائما في العسل .. الأسود ! .
ـ قضى سنوات طويلة معارا للسعودية ورجع لمصر ثم هاهو يعود ثانية ، مضيفا لدوره كشاعر دوره كمدرس جامعي مرموق .
ـ حضرت معه الكثير من المؤتمرات الأدبية فكان محل فخار لنا بجهده وانطلاقته ووطنيته، وقيادته الحكيمة لندوات كثيرة .
ـ آخر مرة قدمني فيها بعاصمة الشرقية ( الزقازيق ) منذ حوالي ثلاث سنوات في سرا دق كبير خلال احتفاليات شهر رمضان ، قال :
"هذا شاعر وروائي وقاص ، وصحفي ، وشاعر عامية وبسبب كل هذه المواهب ظلم سمير نفسه " .
كان يتكلم من منطق تقدير لي ، ولم أحب أن اخبره أيضا أنني أيضا ملاكم وكابتن المعلمين لثلاث سنوات في الكرة الطائرة وبطل في الوثب العالي . وبائع للأحذية مدة من الزمن تقدر بعشر سنوات .. فهل نفعت نفسي بكل هذه الهوايات والمهن؟!!!
ـ ربما أختلف معه ـ قليلا ـ في نزعته التقليدية في الشعر فهو يخشى الحداثة ، ويقف على أعتابها بوجل ، وهي سمة من سمات معظم من درسوا في الأزهر .
ـ صابر عبد الدايم قبل هذا وبعده من أحب الأدباء إلى قلوب الدمايطة القدامى ( جيل السيد النماس ، أنيس البياع، د. عيد صالح ، د. عزة بدر ، محمد علوش ، زينب مصطفى عبده ، محروس الصياد ، محمد العتر ، محسن يونس ، محمد النبوي سلامة ، السيد الغواب، حسين البلتاجي ، يوسف القط ، مصطفى الأسمر ، وغيرهم وهو الجيل الذي بدأ ينشر في السبعينات منذ حوالي 30 سنة أو أكثر وتوقف أغلبه وتساقط مع امتداد المسيرة إما بالصمت ، وإما بالموت ) .
ـ هذا هو صابر عبد الدايم في مرايا الفقير إلى ربه سمير الفيل . حيث أن أغلب محاولاتي في الشعر والقصة والنقد طالها العطب ، ولما لم أفلح أبدا ، أكتفيت بالتنقل ـ حاليا وبنجاح كبير ـ عبر صفحات الأنترنت كما أخبرت أحمد السيد منذ قليل في حوار معه .... .لا أراكم الله مكروها في موهبة لديكم !!
...................
شكرا يا دكتور حسين علي محمد . يجمعنا لقاء قريب إن شاء الله .