شَهرَزاد ..



..









قُولُوا لَهـا : ( إِنَّمـا الإِمعـانُ بِالشَّـكِّ


نابٌ مِنْ الظُّلمِ فِـي شِـدقٍ مِـنَ الإِفـكِ


وَ لَا مُبَـرِّرَ ؛ أَنْ تَرتـابَ - إِذْ فَعَلَـتْ -


فِيما أُفَكِّرُ - إِطلَاقًـا - وَ مـا أَحكِـي )


وَطِئـتُ يـا شَهـرَزادُ الجَمـرَ نافِـلَـةً


وَ كُنتُ أَزحَفُ فِي فَـرضٍ مِـنَ الشَّـوكِ


وَ عِشـتُ أَنـدِبُ حَظًّـا لَيـسَ يَنفَعُـهُ


كَثِيـرُ حِرصِـيَ إِمَّـا سِيـقَ لِلهَـتـكِ


أَمِنْ عَثـارِيَ ؟ أَمِّـنْ سُـوءِ حَظِّـيَ ؟ أَمْ


مِمَّا وَفَيتُ ؟ أُلَاقِـي الشَّـرَّ ؟ أَمْ مِنـكِ ؟


أَعجَزتِنِي ؛ ما بَكَـتْ عَينـايَ تَبتَسِمِـي !


وَ ما ابتَسَمتُ - عَلَى رُغمِ الجَوَى - تَبكِي !


أَتَرفُضِينَ حُرُوفَ الشِّعـرِ مِـنْ كَلِمِـي ؟


وَ حَرفُ شِعرِيَ فاقَ الجِنَّ فِـي السَّبـكِ ؟


أَمْ تَطلُبِـيـنَ مِــنَ الـعُـذَّالِ قافِـيَـةً


وَ لَيسَ مِثلِيَ يَقفُو الـدُّرَّ فِـي السِّلـكِ !


أَنـا أُبَلسِـمُ فِـي حُبِّـي الجُـرُوحَ فَـلَا


تُجَرِّبِـي مِديَـةَ التَّعذِيـبِ فِـي الفَتـكِ


فَينانَـةٌ قافِـيـاتُ الشِّـعـرِ ؛ وارِفَــةٌ


رَشَحتُ مِنهـا الهَـوَى الرَّيَّـانَ بِالمِسـكِ


ما بَينَ رِمشَيكِ ؛ لِي أُرجُوحَـةٌ ؛ وَ عَلَـى


مِدمـاكِ ثَغـرِكِ قَـدْ أَمعَنـتِ بِـالـدَّكِّ


يا شَهـرَزادُ ؛ وَ لِـي فِـي كُـلِّ ذاكِـرَةٍ


عَرشٌ مِنَ السِّحـرِ فِـي مَندُوحَـةِ المُلـكِ


وَ صَولَجـانُ بَيـانٍ إِذْ يَـلُـوحُ عَـلَـى


إِمـارَةِ الشِّعـرِ لَا يَلـوِي عَلَـى صَـكِّ


مَـعَ الدَّهـاءِ فُتُـونٌ فِــي مَـراوِحِـهِ


تَعدُو بِرِجلٍ - عَلَى الأَكبادِ - مِـنْ حِنـكِ


فَيَنفُـضُ الـحَـذَرُ الأَوهــامَ قاطِـبَـةً


وَ يَرتَقِي بِالـرُّؤَى عَـنْ عَثـرَةِ الضَّنـكِ


يا شَهرُ ؛ ما بِـيَ غَيـرُ الشَّـوقِ يَدفَعُنِـي


إِلَـى العِنـاقِ ؛ فَـلَا تَستَعجِلِـي نَهكِـي