طالِق ..



...










دَقَّتْ عَلَـى وَتَـدِ الظُّـرُوفِ مَطـارِقُ


وَ تَفَتَّقَـتْ بِيَـدِ الصُّـرُوفِ حَقـائِـقُ


سَقَطَ الزَّمانُ عَلَى المَكـانِ ؛ فَأَصبَحَـتْ


تَربُـو عَلَـى طُـولِ السِّنِيـنَ دَقائِـقُ


وَ صَرَعتَنِـي بِيَدَيـكَ ؛ ثُـمَّ سَحَقتَنِـي


يـا أَيُّهـا الظُّلـمُ المَدِيـدُ السَّـاحِـقُ


بِإِشـارَةٍ ؛ فُـرَصُ النَّجـاةِ تَمَـزَّقَـتْ


مِـنْ إِصبَـعٍ نُصِبَـتْ عَلَيـهِ مَشانِـقُ


اللَّهُ ! كَيفَ الإِصبَـعُ المَمـدُودُ - مِـنْ


بَيـنِ البَنـانِ - تَثُـورُ فِيـهِ حَرائِـقُ ؟


اللَّـهُ ! كَيـفَ نَطَقتَهـا كَقَذِيـفَـةٍ ؟


وَقَعَتْ شَظاياهـا بِقَلبِـي : ( طالِـقُ ) !


حُرَقُ الحُـرُوفِ تَراكَبَـنْ فِـي كِلْمَـةٍ


فَتَراكَـمَـنْ وَ كَأَنَّـهُـنَّ صَـواعِـقُ


كَيفَ استَطَعـتَ ! بِلَحظَـةٍ تَدمِيـرَ مـا


عِشنـا نُعَمِّـرُهُ ؟ وَ كَيـفَ تُنـافِـقُ ؟


وَ رَوابِطًـا مــا بَينَـنـا ؟ وَ بُنَـيَّـةً


فِي المَهـدِ ؟ ضَيَّعَهـا أَبُوهـا المـارِقُ !


وَ جَنِينَيَ الْـ: مازالَ فِي المَجهُولِ ! مـا


يُدرِيـهِ مـا قَـدَرَ الإِلَـهُ الخـالِـقُ ؟


عِشـتُ اصطِبـارِي غُمَّـةً فِـي غُمَّـةٍ


فِي ظِـلِّ مَـنْ عـاشَ الخَيـالَ يُراهِـقُ


وَ دَعُوتُ فِي جَـوفِ الظَّـلامِ بِشَهقَـةٍ


مَوصُـولَـةٍ ؛ لِلأُمنِـيـاتِ تُسـابِـقُ


وَ رَجُوتُ , ما نَفعُ الرَّجاءِ ؟ وَ أَنتَ فِـي


جَهـلٍ يُطـارِدُكَ الهَـوَى المُتَـلاحِـقُ !


نَقضِي - أَنا ؛ وَ مَخاوِفِي - اللَّيلاتِ ؛ لَا


نَغفُو , وَ تَغفُو - ماجِنًـا - يـا فاسِـقُ


وَ نُعانِقُ الوَجَـعَ المُقِيـمَ , فَهَـلْ تُـرَى


تَـدرِي ؟ إِذا مـا الغانِيـاتِ تُعانِـقُ !


حاوَلتُ - إِي ؛ وَ اللَّهِ - بَلْ جاهَدتُ كَي


تَبقَى لَدَيَّ , فَهَـلْ يَتُـوبُ السَّـارِقُ ؟


وَ ذَرَفتُ - لَا حُبًّـا بِقُربِـكَ - أَدمُعِـي


لَكِنْ , لِأَجـلِ نَجاتِنـا , يـا غـارِقُ !


وَ حَلُمتُ - مَعْ كُـلِّ اليَقِيـنِ - بِأَنَّـهُ


وَ لَرُبَّمـا ؛ وَ عَسَـى يَـزُولُ العـائِـقُ


فَيَعُـودُ لِـلأَرضِ الجَدِيبَـةِ خِصبُـهـا


وَ تَمُـورُ فَـوقَ البادِيـاتِ حَـدائِـقُ


وَ يَصِيـرُ شَـوكُ الإِنتِـظـارِ زَنابِـقًـا


وَ يُبَـدِّدُ اللَّيـلَ الصَّـبـاحُ الـرَّائِـقُ


فَصَدَمتَنِي ؛ وَ هَزَمتَنِـي ؛ وَ أَنـا هُنـا


بَينِـي وَ بَينَـكَ فِـي العَلائِـقِ فـارِقُ


غِرِّيـدَةٌ ناحَـتْ عَلَـى غُصـنِ الوَفـا


وَ غُـرابُ بَـيـنٍ بِالخِيـانَـةِ نـاعِـقُ


لَا غَروَ أَنَّـكَ قَـدْ ذَبَحـتَ حَشاشَتِـي


وَ مَحَقتَنِـي ! فَليَمحَقَـنَّـكَ مـاحِـقُ