عانيت في تلك الحياة
شعر : صبري الصبري
عانيت في تلك الحياة ومن يكن
مثلي يعاني في دروب حياةِ
فهموم أمتنا الكبيرة كلها
همي .. يؤرقني بكل غداةِ
وكذا بليلٍ ألتقي بهمومها
وضحى وظهرٍ أمتي في ذاتي
عانيت فرقتها ووهن قرارها
وذهاب قوتها بعصف شتاتِ
عانيت غربتها وعجز مسارها
وضياعها في حالك الظلماتِ
ونعاسها في كهف نسيان به
فقدت كثير الفضل والميزاتِ
ورقادها في بئر هاوية الهوى
بين افتتان الناس بالشاشاتِ
ولهاثها خلف الملاهي أطبقت
جهرا علينا بالهجوم العاتي
عانيت قدسا لا يزال بقيده
يحيا بحزن في قيود عتاةِ
ويمر عام بعد عام يصطلي
نارَ البقاء بقبضةٍ لطغاةِ
وهو الذي طه الحبيب المصطفى
فيه استقر بأشرف الساحاتِ
قد أمَّ فيه الأنبياء جميعهم
من قبل معراج إلى المرقاةِ
عانيت قهري وابتعادي مُجبَرا
عن مسجد أقصى له قبلاتي
عانيت فقدان التآلف بيننا
كي ما نكون بكافة الجبهاتِ
جند العزيمة باتجاه واحد
نحو المنادي : أسرعوا لنجاتي
أنا مسجدٌ أقصى أعاني جهرة
مكر اليهود على مدى السنواتِ
أنا قدسكم قدس المعالي مالكم
جمعا رضيتم كلكم بسباتِ
عانيت جدا من خصام ظاهر
بين الجميع على امتداد جهاتِ
ما بين (فتح) أو (حماس) سارعوا
للهجر دون تصالح وصلاتِ
ساءت نوايا الأقربين ومزقوا
وصل الأخوة وارتضوا الهناتِ
وثوى عدوهم الأثيم مدججا
بسلاح فرقتنا بكل ثباتِ
نحن الضعاف إذا افترقنا أمتي
هيا لعمل صالح النيَّاتِ
هيا لتوحيد الصفوف فقدسنا
عاني وعانينا لظى الحسراتِ
أنسيتم الأمجاد ؟! أمةَ (أحمدٍ)
هبي كفاكِ رقدة الأمواتِ
عانيت في تلك الحياة ولم أزل
حقا أعاني صادحا أبياتي
فلعل شعري أن يذكر أمتي
بالخير جاء بمحكم الآياتِ
صلى الإلهُ على الرسول وآلهِ
طه حبيبي سيد الساداتِ