هنادي !!









أُنادِيها ؛ وَ ما سَمِعَتْ " هَنادِي "
بِشِعرٍ فَـرَّ عَـنْ قَصـدِ المِـدادِ
وَ ما لِي مُذْ أَقَلَّتْ فِـي هَواهـا
سِـوَى شَـوقٍ إِلَيهـا بِازدِيـادِ
وَ قَلبٍ لَسـتُ أَمنَعُـهُ إِذا مـا
نَعَـى آمالَـهُ بَـعـدَ النَّـفـادِ
هُنا لَيلٌ ؛ وَ كِفـلٌ مِـنْ ظُنُـونٍ
يُعانِي مِـنْ ضَراوَتِـهِ سُهـادِي
بِهِ تَحبُو النُّجُومُ عَلَـى هُمُومِـي
بنِيـرانٍ تَفِـزُّ مِــنَ الـرَّمـادِ
أُناجِي الفَرقَدَيـنِ ؛ فَمـا تَدَلَّـى
إِلَيَّ مِنَ السَّماءِ سِـوَى العَـوادِي
عَلَـى أَبوابِهـا حَـرَسٌ شَدِيـدٌ
وَ شُهْبٌ تَقتَفِـي أَثَـرَ امتِـدادِي
هُنا أَفكارِيَ السَّوداءُ ؛ سـارَتْ
إِلَـى شَـكِّ ارتِيابِـي بِاطِّـرادِ
فَراحَتْ نَحوَ أَخيِلَتِي ؛ وَ عـادَتْ
عَلَـى ثِقَـةِ اعتِقـادِي بِارتِـدادِ
مَراوِحُها عَلَـى أَشـلَاءِ رُوحِـي
كَخَبطِ العِيـرِ ناصِيَـةَ البَـوادِي
هُنـا دَالٌ ؛ بِقافِيَتِـي ؛ دُمُوعًـا
ذَرَفتُ بِها عَذابـاتِ اضطِهـادِي
عَلَى شَـوكِ المَفـارِشِ أُمنِيـاتٍ
بِعَيـنٍ تَستَعِيـذُ مِـنَ الـرُّقـادِ
وَ بِـي قَهـرٌ ؛ يُعاقِـرُ قافِياتِـي
إِذا نـادَى بِأَوجاعِـي مُـنـادِ
أُكَدِّسُـهُ عَلَـى رَفِّ التِـيـاثٍ
سَرَى بَينَ الأَضالِـعِ فِـي عِنـادِ
وَ أُمنِيَةٌ ؛ تُهَروِلُ فِـي ضَمِيـرِي
تَخُبُّ عَلَى اصطِبـارِي كَالجِيـادِ
نَذَرتُ لَها الدِّماءَ تَضِجُّ سَكـرَى
بِصَبِّ التَّوقِ مِنْ عِـرقِ الـوِدادِ
ذَوَى زَهـرُ الأَمانِـيِّ الحَيـارَى
عَلَى نَجوايَ فِي جَنـبِ القَتـادِ
وَ فارَ النَّزفُ فِي تَنُّـورِ جُرحِـي
وَ ما آسَيتِ جُرحِـي بِالضَّمـادِ
حَنانَيكِ ؛ الطُّيُوفُ تَمُـرُّ عَجلَـى
فَرُدِّيهـا ؛ أَنـا لِلشَّـوقِ حـادِ
أَنا ؛ لِلعِشـقِ مَوسِـمُ سُنبُـلَاتٍ
يَكُرُّ عَلَيـهِ سِـربٌ مِـنْ جَـرادِ
وَ سَبعٌ - وَيحَها - سَحَقَتْ عِظامِي
بِـأَقـدامٍ عَمالِـقَـةٍ شِــدادِ
أَرانِي ؛ يا " هَنادِي " ؛ فِي دُخانٍ
أُصَعِّـدُ هَلوَساتِـي بِاحـتِـدادِ
وَ أَلمَحُ فِـي فَناجِيـنِ اغتِرابِـي
شَراراتٍ تَقـادَحُ مِـنْ زِنـادِي
فَلَا - يا حُلوَتِي - وَ اللَّهِ ؛ عِندِي
بَصِيصٌ مِنْ شُعاعٍ فِـي فُـؤَادِي
وَ لَكِنِّـي أُمَنِّـي النَّفـسَ أَنِّـي
أَمُوتُ عَلَـى حُرُوفِـي بِاعتِـدادِ
" هَنادِي " ؛ لَيسَ لِي إِلَّاكِ مَـوتٌ
فَبَعدِي لَا تَمَلِّـي مِـنْ حِـدادِي