لك الله ،،،
أغازل عينيك منذ زمنْ
وأبذر في الريح قافيةً من شجون
وأحصد شوك صدود المرافئ
أشرب بحر التلاشي
وأنت تظلين
للقلب ملتجأً وسكنْ
***
لك الله من غربةٍ
لا تغادر عند وصول القطار إلى
آخر السطـر
تحجز تذكرةً من جديد
وتجلس في مقعدي وتسافر ثانيةً
في مهاوي الزمنْ
***
لك الله من لهفةٍ
أدمنتها شفاه الشواطئ
لحنًا يحاكي التقاء النوارسِ
بالموج
والريحِ بالقارب المتهالك وجدًا
على ضفة الانتظار
وعيناه تكتحلان
بملح وجرح وشوق ونار
ومرساته
يعتريها مع الوقت لون الوهَنْ
****
بعيدًا ولدت
بعيدًا كبرت
هنالك
حيث تراودني البيد والغيد
في عالم التائهين
و سرت على أمل الملتقى
وتتبعت آثار خيل الفتوح
وناشدت (بيبرس)
أن يترجل ثم
يحادثني عن هوى الظاهرية*
قلت له :
صف ملامحها
أو فخذني إليها قبيل المغيب
لعلّي أجدد عهد الولاء
فقد سلبتني فؤادًا
تعلّق زيتونة
غرستها يد الجد لافتةً
في طريق الرجوع
وأغنية يصطفيها الجموع حداء
وأهزوجةً قرويّة
ويشربها الظامئون كؤوس حنين
بعيدًا تعلمت
كيف المياه التي سرقتها الغيوم
سترجع ذات شتاءٍ
إلى حضن تلك البحار
وتعتنق الموج أمًّا رضيّة
***
بعيدًا تكوّنتُ
مذ كنتُ
في عتمات الغيوب جنينًا
ولدتُ
تجرّدت من موبقات العقوق
لأنّي وجدتُ
انتمائي إليك هوىً وهويّة
فلا أمّ
لا أب
إلاّك مهما أرادوا انتسابي لغيرك
أو ساوموني على فكرةٍ جاهليّة
ومهما أجازوا التبنّي ومهما
أضاعوا ملامح وجهي
فما زلت منك
وعنك أغنّي
فأنت اختصار القضيّة
وأرسم عينيك في صفحة العشق
نهر ابتداءٍ
وفجر التقاءٍ
ورمز وطنْ
***
* قريتي الواقعة جنوب مدينة الخليل /نسبة إلى الظاهر بيبرس الذي بناها على أنقاض مدينة جوشن الكنعانية