عن اسلام اون لاين:حوار:
د. علي الحمادي اسم الضيف
مدير مركز التفكير الإبداعي بدبي الوظيفة
واجبات إيمانية تجاه القضية الفلسطينية موضوع الحوار
2009/1/8 الخميس اليوم والتاريخ
مكة من... 16:30...إلى... 17:30
غرينتش من... 13:30...إلى...14:30
الوقت

محمد عبد الوهاب - الاسم
محرر الحوار الوظيفة
الإخوة والأخوات الكرام.. لقد بدأت حلقة الاستشارات، وستتوالى الإجابات تباعاً إن شاء الله.
ونرجو من الإخوة والأخوات الزوار مراعاة الالتزام بموضوع الحلقة، حيث إنه حول " واجبات إيمانية تجاه القضية الفلسطينية "
ونعتذر عن عدم الإجابة على الأسئلة التي تصلنا خارج الموضوع.
ونرحب بأية أسئلة في موضوع الاستشارات.
وكذلك ننبه إلى أن إدخال الأسئلة للضيف يتم من خلال العلامة الوامضة بجوار "إدخال الأسئلة" في أعلى الصفحة ، أو في جدول العلماء والضيوف، أثناء التوقيت المحدد للحوار فقط.
الإجابة

سعيد - الاسم
الوظيفة
في ظل هذه الاحداث الجارية هل ترى فضيلة الشيخ انه هناك امل لكي يرقى المسلمون ايمانيا مع هذا الضعف ومع هذا الهوان ؟
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم.. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد...
بالنسبة للأمل في ظل هذه الأحداث الأليمة، فإنه جدير بإذن الله تعالى للإيمان ليس قولاً باللسان فقط، وإنما هو تصديق بالجنان، وقول باللسان، وأمل بالأركان، وكان الإمام عمر بن عبد العزيز ـ رضي الله عنه ـ يرسل إلى الأنصار فيقول لهم: أما بعد.. فإن الإيمان فرائض وشرائع، من استكملها فقد استكمل الإيمان، ومن لم يستكملها لم يستكمل الإيمان.
لذلك يزداد الإيمان عندما يرافقه أمل وإخلاص لله ـ عز وجل ـ وما يحدث في غزة، هو أفضل الأعمال عند الله ـ عز وجل ـ لأنه ذروة سنام الإسلام "الجهاد في سبيل الله" وهذا مما يرفع من مستوى الإيمان، ويزيده؛ ذلك لأنه اختلط بعمل صالح، فالإيمان ليس باردًا، وإنما حارًا بحرارة هذه الأعمال المباركة
الإجابة

عادل علي - مصر الاسم
الوظيفة
دكتور علي جزاكم الله خيراً أولا.
في هذه الأيام العصيبة التي يعيشها إخواننا في غزة إلا ترى أن هذا الهجوم سببه إيمان أهل غزة عامة بدينهم وأهل حماس خاصة، ألا ترى أنه حرب ضد الإسلام، وهل فعلا من رأيكم ظهر الإيمان في هذه الحرب الشرسة؟
السؤال
لا شك أن إخواننا هنالك في غزة، وعلى رأسهم حركة المقاومة الإسلامية "حماس" وجميع المجاهدين هناك، أنهم اتصلوا بربهم، وقاموا بهذا العمل المبارك، الذي للأسف الشديد أهملته أمتنا العربية والإسلامية، وركبوا وراء سراب، ركبوا وراء الاستسلام، فبعث الله عز وجل هؤلاء الأبطال، ليرفعوا رؤوس أمتنا، ويؤدوا فريضة الجهاد المباركة ضد الصهاينة المعتدين.
ولذا فالله ـ عز وجل ـ يختبر عباده، وكلما زاد البلاء، عظم الأجر عند الله ـ عز وجل ـ كما في الحديث الصحيح.
من هذا المنطلق، فإنه بلا شك أن الحرب التي تدور رحاها هنالك في غزة، هي حرب مقدسة، وهي حرب واضحة ضد المسلمين، أما بخصوص ظهور الإيمان في هذه الحرب، فقد ظهر ذلك جليًّا بعدة جوانب:
الجانب الأول: الثبات المنقطع النظير عند جميع أهل غزة، حيث إننا لم نسمع واحدًا منهم رجلاً كان أو امرأة أو طفل أو شيخ كبير، أعلن الاستسلام، إنما الجميع يعلن الصمود، والاستمرار في محاربة الصهاينة اليهود. وهذا أمر ما اعتاده الناس.
الجانب الثاني: أن اليهود على قوتهم التي كما يقولون لا تقهر، لم يستطيعوا، والآن قرابة الأسبوعين لم يدخلوا غزة ولم يسيطروا عليها، وإنما هم في الحواشي. رغم أن الإمكانيات المادية لأهل غزة ضعيفة للغاية، ولا يمكن مقارنتها بما عند اليهود، ولكن معية الله عز وجل مع هؤلاء.
الجانب الثالث: الالتجاء إلى الله تبارك وتعالى في كل تصريحات قيادات المقاومة، وعامة الشعب الغزاوي، حيث اتصالهم بالله ـ عز وجل ـ واستعانتهم بالله ـ عز وجل ـ كبيرة جدًّا مع خذلان العرب والمسلمين لهم.
الجانب الرابع: كثير من المشاهد التي نراها على شاشات التلفاز، تنقل لنا مدى قرب هؤلاء من الله تبارك وتعالى، ومن دينهم، ولعل مشهد الشاب الذي سقط جريحًا، وهو في آخر رمق، يرفع سبابته ويشهد أن لا إله إلا الله، ثم ينتقل إلى ربه.
أسأل الله أن يتقبله شهيدًا.
الإجابة

أبو عبد الرحمن - الاسم
الوظيفة
هل من خطة ايمانية او من جدول عمل يمكن ان تقدمه لنا لكي يستطيع المسلم ان يستغل هذه الاحداث الجارية في النهوض ايمانيا؟
السؤال
أما بالنسبة لخطة عمل يمكن أن يضعه الإنسان لنفسه، فهي تقوم على عدة أمور:
الأمر الأول: متعلقًا بالذات، حيث يحتاج الإنسان في ظل هذه الأزمة أن يزيد تقربه إلى الله ـ عز وجل ـ بكثرة قراءة القرآن، والدعاء، وذكر الله تبارك وتعالى، والصيام، لا سيما ونحن في شهر المحرم، الذي نصح النبي صلى الله عليه وسلم أن أفضل الصيام بعد رمضان، صيام شهر الله المحرم.
وكذلك التركيز على ترقيق القلوب، وإن تصنع الإنسان ذلك في البداية، إلى أن يرق القلب سجية، ولا يجوز له، أن تمر أحداث غزة، وهو يرى القتلى والجرحى ولا تزرف له عين.
هذا بالنسبة للبرنامج الذاتي.
الأمر الثاني: وهو يتعلق بالحدث الذي نمر فيه، وفي هذا ينبغي أن نقوم بالتالي:
أولاً: الدعاء لإخواننا في غزة دون كلل، بل بإلحاح.
ثانيًا: الإنفاق والصدقة على أن يرافق ذلك استشعار الأجر والثواب عند الله تبارك وتعالى.
ثالثًا: نصرة إخواننا في غزة باللسان، سواء كان ذلك مع الأصحاب، أو في العمل، أو مع الأبناء والأقارب، أو على وسائل الإعلام بشتى أنواعها (إنترنت ـ إذاعة ـ تلفاز ـ صحف ـ مجلات ... إلخ).
رابعًا: هو تربية النفس على مقاطعة البضائع الأمريكية وتفعيلها، لا سيما البضائع ومنتجات الشركات التي تتعامل مع الكيان الصهيوني، حيث أعلنت مجموعة من الشركات الأمريكية بالذات، أنها ستجعل أرباح يوم السبت الماضي لصالح إسرائيل.
خامسًا: المشاركة بكل المناشط، والفعاليات التي تقام لصالح إخواننا في غزة، ولا يستصغر أي واحد منا، أي نشاط مهما صغر، إذ أن ذلك له تأثيره أولاً على المشارك تربويًّا وإيمانًا، ثم على الآخرين من عامة الشعب، وقبل ذلك له تأثيره على إخواننا في غزة، عندما يجدون العالم الإسلامي، متفاعلاً مع قضيتهم، ورافضًا المواقف الرسمية الهزيلة للدول العربية أو لكثير من الدول العربية والإسلامية.
خلاصة ما أود أن أقوله.. هذا المنهج، إن المنهج يعتمد على الإنسان نفسه، على ظروفه، لكنه يدخل في كل جزئيات حياته، ولو جلس الإنسان وفكر لوجد بإمكانه أن ينصر إخوانه بغزة في كل دقيقة، ومع كل عمل يقوم به، واحذر تحذيرًا كبيرًا من الاعتقاد بأن الإيمان، هو فقط الجلوس في المسجد، وقراءة القرآن والبكاء خشية من الله تعالى.
الاكتفاء بذلك ذمه الإمام ابن القيم ـ رحمة الله تعالى عليه ـ حينما قال عن أمثال هؤلاء، قال: "هؤلاء في نظر العلماء من أقل الإنسان دينًا، وأي دين، وأي خير لمن يرى محارم الله تنتهك، حدوده تضاع، وسنة نبيه يرغب عنها، ثم يبقى بارد القلب ساكن اللسان، شيطان أخرس، وهل بليت الدين إلا من هؤلاء".
ولذلك السلف رضوان الله عليهم، كانوا يمزجون بين الإيمان والعمل ولا يفرقون بينهما، حيث إن الإيمان من شروطه العمل، فهو يزيد بالعمل الصالح، وينقص بالمعاصي والأعمال غير الصالحة.
بل كانوا يمزجون بين الإيمان والجهاد في سبيل الله، ولما حاصر قتيبة بن مسلمة الباهلي كابل وطوقها، وجاءت ساعة السفر، وسلة السيوف، قال قتيبة: التمسوا لي محمد بن وافع الأزدي، وهو أحد الصالحين الأخيار، فلما ذهبوا بحثوا عنه، وجدوه قد صلى الضحى، وركز رمحه واعتمد عليه، وهو يدعو الله بالنصر، ويقول: يا حي يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام، نصرك الله وعدتنا، فجاء الخبر إلى قتيبة، فبكى، وقال: والله الذي لا إله إلا هو، إن أصبع محمد بن وافع خير عندي من مائة ألف سيف شهير، وشاب طريد.
وهذا يدل على أن الإيمان يزداد بمواطن العمل وساحات الجهاد في سبيل الله، وليس بالانعزال والاكتفاء بالبكاء خشية من الله تعالى في مسجد من المساجد، ولعلنا جميعًا نعرف ما قاله عبد الله بن المبارك للفضيل بن عياض حين قال:
ياعباد الحرمين لو أبصرتنا لعرفت أنك بالعبادة تلعبوا.
ريح العبير لكم ونحن عبيرنا وهج السنابك والغبار الأطيب.
الإجابة

همام - الجزائر الاسم
موظف الوظيفة
السلام عليكم
أستاذنا الفاضل الدكتور علي الحمادي ، أزمة الأمة العربية اليوم هي أزمة رجال وأزمة إيمان.. أزمة رجولة حقيقية، و لا يكون الرجال إلا بالإيمان *من المومنين رجال صدقوا...*و ما نراه اليوم من إنبطاح للأنظمة سببه هو إستطاعتهم تحييد و تدجين و تخنيث الشباب الذي يمثلون عنصر القوة في أي أمة. الواقع الذي نراه بأم أعيننا هو كثرة التخنث في شباب الأمة و تشبههم بالفنانين المخنثين و ليس تشبههم بالرجال من شباب كتائب القسام ذوي الإيمان القوي .
سؤالي كيف يمكننا إستثمار هذه العواطف الجياشة للشباب إتجاه هذه الأحداث من أجل تغييرهم و جعلهم رجالا حقيقيين أصحاب إيمان قوي ينتصرون للحق ، و ينتصرون في المعركة الفرقان -التي لن تنتهي بوقف العدوان على غزة-.و يحملون مشروع الإستخلاف الذي هو أمانة في أعناقنا.و شكرا
السؤال
هذا كلام صحيح، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يهدي لنا شبابنا، وأن يجعلهم رجالاً ربانيين، كما قال الله تعالى: (وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ) هؤلاء الرجال الذين رفعوا راية الإسلام، عبر تاريخنا الإسلامي المجيد، حتى إن الخليفة ينظر إلى السحاب، ويقول له أمطري حيث شئتِ فإن خراجك، سيصلوني.
أنصح الشباب أن يكثروا من قراءة سير وتراجم الرجال والأبطال، الذين امتلأت صفحات التاريخ بهم.
ولعلي أذكر ونحن في أزمة غزة، ما فعله الملك المظفر قطز رحمه الله، ذلك الرجل العملاق، الذي عاش في جو ربما أصعب بكثير مما نحن نعيشه اليوم، حيث قدم التتار وهو قوة مهولة، لا يقف أمامهم شيء، قتلوا الملايين من المسلمين، حتى إن ابن كثير في "البداية والنهاية" يذكر أنهم قتلوا في أربعين يومًا أكثر من مليون مسلم في بغداد، وابن الأثير يذكر في "الكامل" أنهم قتلوا أكثر من مليوني مسلم في أربعين يومًا، وأسقطوا جميع دول المشرق العربي، ولم يتبقى إلا مصر، والحجاز، واليمن.
ولما قرر التتار الهجوم على مصر، دب الرعب في نفوس الناس، وفر كثير منهم إلى اليمن، وبعدهم فر إلى المغرب، والذين بقوا في ذلك المكان كانوا في رعب شديد، فظهر أحد الرجال الأبطال الذين أرجو أن يحط فيهم قول الله تعالى: (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ ...) ظهر قطز، وفي هذا الجو المخيف، قرر أن يقف أمام التتار، وجهز الجيش، وسار به إلى الديار الشامية، وبدأت المعركة، وكان التتار مستبسلين فيها، ولذلك استطاعوا أن يكسروا ميسرة جيش قطز، وقام قطز بمساندة الميسرة، ولما اشتدت المعركة صاح قطز "واإسلاماه" واستطاع بفضل من الله تعالى أن يقضي على التتار، وأن يعيد لهذه الأمة مكانتها ومجدها.
ولذلك نقول للشباب: الأمل في الله كبير، ثم بكم، والأمل بالله عز وجل كبير، ثم بكم، وإياكم أن تخذلوا أمتكم ودينكم، وإخوانكم، أو أن تعيشوا في التوافه، فأنتم أمل هذه الأمة، وبإمكانكم أن تصنعوا الشيء الكثير.
فعليكم بالعلم، والاعتزاز بدينكم، ومرافقة الصالحين، والاقتداء بالرجال، ووضع هدف تجتهدون لتحقيقه، ثم بعد ذلك عليكم بتطوير أنفسكم، واكتساب المهارات والقدرات والتي ترفع من شأنكم.
ثم أخيرًا.. عليكم بالجد والاجتهاد والأمر جد لا هزل فيه، وصدق الشاعر حين قال:
لا تحسبن المجد تمر أنت أكله لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبر