بين الضفتين!!!


نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


-يا حاج أريد أن أرى أهلي منذ زمن طويل لم أذهب إلي هناك.اشتقت لهم واشتاقوا لي لم أعد أجد طريقة للتواصل لا هواتف ولا انترنيت...لم يعد لدي صبر.
-يا بنت الحلال لم يعد هناك وطن لنا نحن سجناء عبر هذا الوطن الكبير.ومادام الإخوة أضحيتهم في الأعياد بعضهم فلا داعي لتلك العواطف المثالية اشكري ربك إننا نأكل ونشرب ونربي أبنائنا, العرب صلوا عليهم صلاة الغائب أمس ..
-لم أعد أطق فلسفاتك الثقافية لا دخل لي بغيري أريد أن أرى أهلي فربما لا أراهم السنة القادمة,الغربة أكلت من روحي وعمري ..و.الأولاد وكبروا ودخلوا معارك حياتهم ولم يبق غيرنا أنا وأنت في هذا المنزل البارد,الصامت.

-الغربة كتبت علينا مذ تمسكنا بالأنا في ذاتنا في سلوكنا وتناثرت الوحدة في روحنا, لا أحد يريدنا على وجه الأرض يا حاجه..انظري إلى موسم الحج تفهمي كل القضية.

- -!!! , طيب ,والحل يا أبو صالح؟
-سنذهب...
**************
بعد حواجز أمنيه مذله وتفتيش مهين , ووجوه كالحة كالطين الأسود...دخلا..
والمفتاح في يدها وعينيها تفتش بقلق...
-هناك بيتنا انظر..أقصد هناك كان بيتنا...ولكن أين بقية المنازل؟ وبقية عائلتي...
(انفجار كبير...)
يا حاج .. ..يا حاج.....
-تلفتت لا ترى شيئا..سوى الدماء...ورائحة المسك تعج في المكان...
تتلون بلون الدماء...
-مسك والله العظيم مسك ...كما قالوا... كما قلنا... كما وِعدنا ...(بصراخ).يا حاج لا تتركني وحدي..لا أرى شيئا....
( تجد ملثم مسلح تسأله والعبرات تخنقها)
-ألم ترى الحاج أبو صالح كان معي منذ لحظات؟إنه زوجي ليس لي غيره في الدنيا ...هل لديك هاتف؟ أي شيء أحدث أحدا يهمني أمره؟
تعالي معي يا امرأة...
وجدتني أضمد جراح الجرحى وأزيح معه كوم اللحوم ورائحة الشواء تفوح من المكان, ومازلت أسمع شهادات التوحيد..وأشم رائحة الدماء المسك من حولي....
****

كان هذا آخر ما وصلني من أم صالح....لأجد دعوة شخصيه بين يدي لحفل حجاج في أفخم صالات البلاد.....


أم فراس 28-12-2008