قـيد الغزل

أخاف عليها في سدى الآه تنزلقْ
وأخشى على الآهات من دفة الغرق
وأبقى على جمرين معنىً أطيقه
ومعنى الملام الغـِرِّ والله لم أطق
جواري خطا سهدي تـَرَهْبَنَ بعضُها
وعهدي بأحلامي لدى الأخريات ِ رِقْ
وعندي سبايا الحرف طهرا أصونها
وإن راودتني نزوة َ الوصل نفترقْ
وتذوي عباراتٌ ويجتاح ريشتي
سحاب تحفـَّى من ملاحقة الطرقْ
وما جيـَّشَتْ عيناي للعذر دمعة ً
ولا أحضرتْ صبرا به الصبر يختنق
فماذا يقول الهجر عنـَّي وغيرتي
عليها تـُعيقُ النجم عن قبلة الشفق؟؟
وعندي لها من كامل الشوق حلة
وأقراط حب صاغها النور للألق
ولست الموقـِّي بالمصابيح ليلتي
وجهلي بأصناف النساء له فرقْ
فهذي تبيح النوم في مهد حيرتي
وأخرى ترى بالحلم ما يُسمن النزقْ
ولست الذي بالحرف يصطاد ظبية
ولا لاقتناص الغيد أُحبو إلى العرق
وقد بايعتني تحت أفياء همسها
عناقيد طهر وضأتها يدُّ الفلقْ
فمي هكذا لا يستسيغ جنابة
ولم يرض يوما أن يصافحه الشبق
وهذا دمي ينزاح عن مسقط الهوى
بقلب ونصف منذ عشرين منزلقْ
ولولا اختباء الشعرعن غلمة الصبا
لعادت جموحُ الحرف من عصمة الورق
وأعلنت تحرير المعاجم كلها
وإن تاهت الأقلام في زحمة القلق
ولكنْ لأشعاري من الحزن طاقة
وتيارُ نبض حاجزَ الصمت يخترقْ
بأدراج عمري قـُبـَّراتٌ تعنـَّستْ
وفي ملتقى الصُّدغين عني الهوى افترق
ورغم امتلاك الشيب رأسي فلم أزل
أعاني هجوما جاس في هدنة الرمق
سواها تمنـَّى الحرف أو بعض كلمة
ولكن شعري بالحسان ِ عليَّ رقَّ
فأوصدت أبواب التـَّغزل عفـَّة ً
وأبدلتُ مفتاح الصبابات بالخلق
وغيـَّرتُ وجه العشق من ناشز لها
أخلاء آلاف ، إلى طاهر العنقْ
ولو ساورتني بالمعاني قصيدة
لحوَّلتُ ليلَ الشعر من أجلها أفق
إليها ولا غير القصيدة حاملا
فؤادي ونبضي والشعور على نسقْ
وأخبرتـُها عن منكب الشوق فوقه
قناطير حب، والبقيـَّة ُ في المؤق
حنانيك لا تقوى على ريشة يدي
لأرسم آصالا يحيط بها الغسق
وعذري أنيخ اليوم في رحلة الهوى
وفي جيب آهاتي كثيرٌ من الحرق
وفيها على شال الغروب قصيدة
بها العشق مسدول على منكب الفلقْ
عوان ٍ لدى الأوقات كل أصابعي
وما رافقت كفي إلى مذبح الأرق
ولما أقلْ بيني وبيني بأنها
تخطـَّت إلي السر والفجر لم يـَفـِقْ
كأني على أنقاض حلمين يا أنا
وبيني وباب القلب جيلين نستبق
تعرَّفتـُها من ألف قلب ٍ وربَّما
سفينة نوح شاهدت بسمة َالغرق
هنالك أعلنت القصيدة واسمها
إليك سيبقى الحب سرا ولو نـَطق
ـــــــــــــ
الكويت :18/12/2008

شكرا لأخي الشاعر الذي طلب مني قصيدة غزلية