لا وقت للحب...
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
كل يوم تمر به على عجل, تشتري منه علبة علك,وكل يوم يشم عبق ريحها المسك.
أدبها وحشمتها تهز كيانه , تشعره انه مازال شابا,تنخر في عظامه المهترئه وتخبره بأمل جديد.
مازال ينتف تلك الشعرات البيضاء في ذقنه , ويرتب هندامه فربما نظرت إليه إحداهن ,لم يعد قادرا على كبح نظرات الاشتهاء التي تنتابه دوما,تبعده عن صدأ قلبه الذي أكلته السنون,فربما قصف امر ما قاعدة أحلامه القابعة في رأسه المتعب.
وحدها التي علقت بذاكرته , لفتت نظره,يكفي أنها لا تعاكسه بسلوكها ..كما الفتيات الاخريات ..,ود لو يحكي لها ما الذي أتى به لهذه المهنة البائسه ,والتي أنزلته لسابع أرض , قد كان فوق السحاب يحكي قصصا عن الملايين...
شاطئ البحر الغدار لا يهدأ أبدا.
تلك الهاجعة في عتمة الدار تجتر وجعها وتلملم كبارا نضجوا وما نضجوا...لم تعد قادرة على دور المحب الغارق في حمم الخيال...حق لها أن ترميه في غياهب الظلمة لأنه لم يف بوعده بعد كل هذا العمر...ومن أين له؟
أفواه جوعي وقلب مفعم بالأسى..
*****
نظر إليها, نظرت إليه,وحاجز سميك من العرف حال دون لفظها,خرجت ومشت وحدها تتلفت بغنج وصمت قاتل,تسمع ولا تسمع.. جملا رددها وابتلعها..
ذاك اليوم كان رائعا جدا, صافيا بسماء فيروزية جميله.ونسمات الصبح مافتئت تداعب قلبه الغض ,كان يعلم تمام العلم أنه لن يدخل دهاليز المستحيل وسوف يذلل خطواته لتوصله لشاطئ الأمان..
بات أقوى من أي وقت كان على نسف ماضي احرقه قتل ما تبقى من حب يبحث عنه فلم يجد سوى اليتم الاجتماعي والغدر والعوز...
جاءت نسمات الربيع تداعبه برفق من جديد...
-أحس بأنني..
-وأنا كذلك...
-لكنني لم أعد أملك وقتا للحب..
-....
أم فراس 30 -11-2008