شعراءنا الأحبة في فرسان الثقافة
طلب مني أحد الأدباء أن أكتب له نثراً أو شعراً يصف شعوري عندما واجهت الكعبة الشريفة أول مرة في حياتي ، وهو الشعور المعروف عند الفقهاء بشعور الهيبة الجلالية . والحقيقة أنني شعرت في البدء بصعوبة الموقف والوصف لأن مثل هذا الشعور يعجز اللسان عن بيانه على حقيقته لأن الشعور قي تلك اللحظة شعور غامر يفوق القدرة على الوصف الكلامي ، ولكنني استطعت قدر الإمكان أن أكتب له مقدمة نثرية ثم أتبعتها بقصيدة شعرية تضم ثلاثة عشر بيتاً، مما فتحه الله على قلبي ولساني ، وإن كانت متواضعة .
وخطر ببالي فكرة طرحها على الأخوة الشعراء في رواء ، لأنها بالفعل تمثل تحدياً في صلب القدرات الشعرية على الوصف الشعوري للأحوال والمعاناة فهذه هي وظيفة الشاعر على حقيقتها ، وليكن حافزها أسلوب المساجلة على نحو رباعيات على البحر ذاته والقافية ذاتها مع اختلاف حرف الروي حتماً .
ويحق للشاعر الإتيان بأربعة أخرى شرط أن يتلو شاعراً غيره ( أي لا تكون أبياته متتالية) .
البحر الذي سننضم هذه الأبيات عليه هو البحر المتقارب وضربه فعولْ المردوف .
البحر وزناً :
فَعُولُنْ فَعُولُنْ فَعُولُنْ فَعُولُنْ.... فَعُولُنْ فَعُولُنْ فَعُولُنْ فَعُولْ
//*/* //*/* //*/* //*/* ... //*/* //*/* //*/* //**
من جوازات هذ1ه التفعيلة : فَعولُ //*/ ، وفي التفعيلة الأولى من كل شطر يجوز : عُولن /*/* (فَعْلُن) كما يجوز (عول /*/) . ولهيبة الموقف وجمالية الوزن في هذا البحر يستحسن عدم استخدام الجوازات (الزحافات قدر الإمكان) على حسب السياق ، والمهم أن تبرز قدر الشاعر على وصف هذه الحالة .
ملاحظة : كلمة الضرب مردوف أن يكون الحرف قبل حرف الوري حرف مد ( الألأف أو الواو أو الياء ) ويجوز جمع الواو مع الياء في الرباعية الواحدة.
سأبدأ بهذه الرباعية :
شاعر أمام البيت الحرام
كأني أمامَ العتيقِ ذَهولْ
وهذا الجلالُ بسري يجولْ
وما أنْ وقفت بِبَيْتِكَ عبداً
رأيت الجمال إليك يؤولْ
وهذي المهابة دوماً بقلبي
لكَعْبَةِ رَبِّي بروحي تَصُـولْ
هي الكونُ فيها تَجَلَّى عَظيماً
وفي ثوبها ذاك سِتْرٌ مَهُولْ
الشاعر الدكتور ضياء الدين الجماس
المطلوب في الرباعية التالية تغيير حرف الروي (هنا اللام) ، ويحق للشاعر تغيير حرف المد ( إما واو أو ياء أو ألف) .
أدعو لشعرائنا بالتوفيق والإبداع .
ملاحظة : أعتقد أن هذه المساجلة توجب التثبيت حتى تكتمل قصيدة مشتركة لا تقل عن 30 بيتاً