أوراق النتيجة
***********
حين دخل حجرتها وجدها كالعادة تفعل شيئاً غير عادى ، وقد اعتاد أحوالها الغريبة ، كانت فى هذا اليوم تمزق أوراق النتيجة ، جلس بجوارها على السرير ونظر مبتسماً قائلاً :
ماذا تفعلين ؟
هى : أمزق أوراق النتيجة .
هو : لماذا ؟
هى : ولو تركناها ما اختلفت نتيجة !!
هى أيام وراء أيام فى شهر وراء شهر يحملون نفس الأسماء ونفس الارقام .
هو : يالها من فلسفة ، دائما تبهريننى وماذا ايضاً ؟
هى : ارجوك لا تتهكم .
هو : أنا لا أتهكم إنها روح الدعابة .
هى : روح الدعابة شىء والتهكم شىء آخر ، التهكم نوع من الإهانة .
هو : الإهانة هى أن أراك تهدرين وقتك وتفكيرك فى أشياء غريبة ولا تهتمين بى .
هى : أنت كل حياتى أنا فقط أريد أن أجرب أن أحيا بلا تاريخ ، ودون وقت ،
هو : وانا أريد أن أحيا معك وأنا على علم بالتاريخ واليوم والساعة والثانية .
هى : حبيبى ، أرجوك تحدث معى بلهجة جديدة ، بلغة جديدة ، بمفردات جديدة ..
هو : تصدقى بالله أنا معك مسكين .
هى : هل لديك أقوال أخرى ؟
هو : نعم ، حين تصلين إلى حد الهوس ماذا أفعل ؟
هى : لا شىء فقط عليك ان تبحث عن امراة اخرى جديدة .
هو : قد تظن أننى السبب فى هوسك فترفضنى .
هى : قل لها إنها أسباب وراثية .
هو : قد تعتقد أننى تأثرت منك وتخاف الارتباط بى .
هى : قل لها أنك نجوت بنفسك فى البداية . قبل أن تتأزم حالتى
هو : قد تظن أننى تخليت عنك فى أول فرصة .
هى : نعم أنت فى مشكلة حقيقية ، يبدو أننى قد ظلمتك معى ،
هو : نعم والله أنا مظلوم معك .
هى : لا عليك تعال نلملم تلك الأوراق السخيفة ونلقى بها فى سلة المهملات ونبدأ من تلك اللحظة فى الاستمتاع بالحياة القادمة بلا ترتيب مسبق للأولوية ولا للأبجدية فما رأيك ؟
موافق ، اتحفينى وابدأى .
هى : نخرج الآن إلى أى مكان شرط ان نضحك ،
هو : أوافق .
هى : ثم تمدحنى قليلاً ، ثم تقل لى كلمات الحب ، ثم نأكل ، ثم نتحدث ، ثم نزور أحد أصدقائنا ، ثم نسير فى الطريق ممسكاً بيدى ، ثم نعود . و....
هو : كل هذا وتقولين بلا ترتيب مسبق ،
تركها وقام منصرفاً ، نظر اليها وهو يمسك بباب الحجرة قبل أن يغلقه ورائه قائلا :
حبيبتى أعيدى ترتيب أوراق النتيجة
.