أنا الشعب


غُيومٌ غَشَتْ دَرْبَنَا ، أَمْ
سَمَاءٌ تَبَاكَتْ عَلَيْنَا
لِدَمعِ الأَيَامَى وَنَوْحِ الأَيَامَى
عِــرَاقٌ هَـوَى ؟ أمْ
سَرَابٌ دَنَا ، وَاحْتَوَانَا
بِدَربٍ عَسِيرالْمَدَى ، قَد هَجَانَا
فُرَاتٌ جَرَى الْمَاءُ فِيْهِ دِمَاءْ
وَيَافَا وَحِيفَا بِقََيدِ الأَسِيرْ
وَقُدْسٌ تُنَاجِي جِرَاحَ الشّهِيدْ
بصَمْتِ الْعَزَاءْ
دُرُوبٌ بِلُقْيَا عُوَاءِ الْخُطُوبْ
زُرُوعٌ هَوتْ مِنْ ظَمَاءْ
قُُلُوبٌ دَمَتْ مِنْ عَنَاءْ
أَرَى ظِلَّ طِفلٍ تَلاشَى بِغَدرٍ غَشَاهْ
وَحِقْدَ الأَعَادِي ، فَضَائِي يَجُوْبْ
وَأَضْحَتْ سَمَائِي رَدَى ، فِي نَهَارٍ غَيُوبْ
وَأَمْسَتْ بِلَيلٍ ظَلُومٍ لَهُوبْ
بِأنّاتِ رُوْحٍ ، وَأَرْضٍ تَبُورْ
وَدَارٍ تَهَاوَتْ ، بِغُصْنٍ يَزُودْ
فَصَاحَتْ دُمُوعُ الْعَذَارَى
مَتَى الْحُلمُ يَصْحُو ؟ يَعُودْ
بِشَدُو الأَمَانِي ، وَفَجْرٍ ضَحُوكْ
كَفَانَا ، كَفَانَا بُكَاءْ
كَفَانَا وُعُودْ
بِدَرْب الْقُرُوْدْ
وَقَوْلٍ كَذُوبٍ ، أَبَاحَ الدّمَاءْ
وَقَتْلَ الصّبا فِي عُيُونِ النّساءْ
بِرُغْمِ الْقيُودْ
وَهَدْرِ الْجُنُون
وَسَيْلِ الْعَوَادِي ، وَِقَهْرٍ وَجُورْ
أَنَا الشّعبُ أَمْضِي بِعَزمٍ يِقِينْ
أَرَى مَوعِدِي فِي رَبِيعٍ زَهِيرْْ
بِفَجْرٍ مُجِيبٍ وَعِزٍ مَهِيبْ
وَيَا لَيْلُ طِفلِي بنَجمٍ سَهِيدْ
غَداَ فِي شِرُوقْ
أ
َنَا الشّعْبُ يَا أُمّةً كَالنّسُورْ
أَنَا الشّعْبُ أَمْضِي بِقَلبٍ جَسُورْ
وَرَبّ ِ الْوَرَى إنّنَي لَنْ أََخُورْ
فَمَهْمَا أَطَالَ الزّمَانُ الْخَرِيفْ
وَمَهْمَا شَقَانِي عَدوٌ لَدُوْدْ
وَدَمْعُ الأَيَامَى كَفَيْضِِ الْبُحُورْ
فَلا تَحْسَبنَ انْتَهَى الْيَوْمَ ثَأرِي
فَمَا أَنتَ يَا مَنْبَتَ الشّرِ بَاقٍ
عَلى طُهْرِ أَرْضِي وَصَرْحِ الْجدُودْ
فََدَربِِي حَـرِيقْ
يَصُبّ الدّوَاهِي ، جَحِيماً يَثُورْ
وَيَأتِي عَلَيْكَ الرّدَى بِالْفَنَاءْ
بِعِطْرِ الشّهِيدِ الّذِي قدْ غََشَاكْ
إَذَا طَالَ لَيلٌ ، وَأَعْيَا الرّجَاءْ
فَإنّ النّهارَ الّذِي فَي غَفَِاءْ
سَيصْحُو ، وَيزْهُو
بِطَلْعِ الشّمُوْسْ
وَأَنْتَ الّذِي سَوفَ تَناَى يَؤُوسْ
فَإنّي بِأَرْضِي عَلَيْهَا الأَمِينْ
وَإنّي لِحَقّي وَفِيٌ مًجِيبْ
وَلَو كَلّ قَلبٍ سَيُمْسِي شَهِيدْ
فَلَنْ يَقْبلَ الْحُرُ ، نَوْحَ الْبَوَاكِي
وَلنْ يَبْلغَ السَيلُ ،ِ سَهْلاً وَوَاديِ
فََسَلْ عَنْ صمُودِي ، وَسَلْ عَنْ كِفَاحِي
فَيـَومٌ عَليّ
بــِأَلْفٍ عَلَيكْ
سَتَزهُو دِيَارِي ، بِعَوْدِ الْحقُوقْ
وَصَحوِ الرّبِيعْ
وَأُلْقِي إِلَيكَ الرّدَى وَ الْوَعِيدْ
فلَمْلِمْ دُمُوع الْخَريفْ
وَذُقْ مِنْ هَوَانٍ
وَذُُقْ مِن مَخِيفْ
فَصَبرٌ جَمِيلٌ ، فَصَبرٌ جَمِيلْ
أَنَا الشّعبُ يَا أُمّةً كَالنّسورْ
أَنَا الشّعْبُ أَمْضِي بِقَلْبٍ جَسُورْ
وَرَبِّ الْوَرَى إنّنِي لَنْ أَخُورْ


شعر : مراد الساعي