دوامات الضوء الأصفر






تعلقت بعنقه بصوت واهن راحت تتوسل إليه
لا تتركني..... أشاح بوجهه عنها تعلقن بأرجله يقبلن حذاءه
داس على أجسادهن متخلصاً منهم، فتح الباب ،خرج وتركه مفتوحاً على مصراعيه
ألقى بجسده إلى الشارع ،كانت خطواته المترنحة تجوس كل الطرقات.
التقت الوجوه الشائهة ، تعارفت ،تجاذبت ، والتفت حول المائدة ،لعبوا ،شربوا ،انتشوا وضحكوا ،فرعت الزجاجات ، بكوا ،تعانقوا وتعاهدوا ،في تلك الليلة أنهم من الآن أصدقاء يجمعهم قلب واحد وهدف واحد
قال أحدهم : ألم تلاحظ أننا جميعا قصار القامة
..المهم أن أيدينا طويلة ؟
-المهم أننا نجيد الجري في الوقت المناسب
سأل احدهم عن رأيهم في التفاح الأمريكاني ، فأجابوا أنه ليس هناك أحلى من "الأميريكاني" !! وتلمظ ااْخر وهو يسأل عن البط البكيني،
- تصايحوا بأنه لا اطعم ولا ألذ من البط البكيني ..بالذات البكيني ...اعترض واحد منهم بأنه ثقيل على المعدة وانه يفضل البط البلدي ، فلحقه اخر بأن النوع ليس مهما وأن المهم هو الصدر..الفخذ أطعم ..
أنا أحب مصمصة الرقبة أنا أموت في الشوربة ..أما أنا فأحب فيها كل شئ
اصطكت الأكف والقهقهات المخمورة
انهوا خلافاتهم على أنه لابد من المشاركة وأ ن أي واحد منهم سيقوم بشراء التفاح وإحضار الزجاجات و الًمَزه وصيد البطة.يكون له الحق فى البدء بأكل ما يروق له من حضرة البطة
وتذكر هو أنهم سبعة وأيام الأسبوع سبعة
يمر الوقت ثقيلا والليل يوشك على الرحيل والزجاجة فارغة بجواره
تذكر أن أخوته البنا ت سبعة
والوجوه الصفراء لإخوته البنات تمر أمام عينيه مختلطة بتجاعيد وجه أمه وصوتها الحزين لا يفارث أذبيه ولاتسكته خمر المحيط
"البركة فيك يا بني راح أبوك وأخواتك البنات أمانه في رقبتك "..
ا"يا سلام"...هو يخلف وينبسط وأنا أشيل الهم ؟
ينفجر ساخراً مالي أنا ومال وجع القلب ده؟ ، جاء دوره ، قام مترنحا
،دخل وأغلق الباب خلفه نهض
التفاحة فوق الطبق، والسكينة على المنضدة، ودخان السجائر يعبق المكان ويحجب الرؤية عنه.
البطة ممددة على السرير، سال لعابه خلع ملابسه ،تمدد بجوارها ،راح يداعبها.
كان في كل يوم يده تغوص في اللحم الطري، يهبر ويمصمص ويرتوي حتى يتوه
غمغم ، ( الدنيا اتقلت بركتها كده ليه )؟؟
؛ الله يسامحك يا صاحبي جايبها من أي جمعية؟
انتبهت هي لغمغمته فاستدارت نحوه ،عرفته قفزت من فوق السرير صارخة
الوجه الأصفر الشاحب جعله يقفز خلفها وفى يده السكين
ظل يطعن.. يطعن.. في الصدر، والرقبة، والبطن، والفخذ، وهو يصرخ
يا فاجرة.
سال الدم الأحمر على الأرض، والضوء الأصفر يأتي من النافذة..
فبانت كل الأشياء