حينماينطق الصمت:

حينماينطق الصمت،يخرس الحمق، ويثرثرالجهل، ليتلجلج الخبل، فينبلج الصبح لذي عينين.

المحبط دائماغضب، ويشعربالتعب، لذلك يلجأللشغب، تنفيسالوضعه الصعب. لذلك تراه كالغريق الذي يبحث عن قشة ليتشبث بها.فشعوره بالنقص، وإحساسه بالوهن، يدفعه لعمل أي شئ، يستردبهابعضامن معنوياته المنهارة، لذلك تجيئ تصرفاته دائما خوارة غيرمسددة، ومحتارة مبددة.

فمن أحبطه الفشل، يشعربإنه قدأهين وصدم، لذلك لايريدأن يستكين ويندم، بل تراه يواصل بتعجرف، وتهتك مقرف، لينفس بعضامن حنقه وغيضه.

مثل هكذاإرهاصي من بقرالبشر، لايصنف إلى متعب نفسيا، ومريض سلوكيا. لذلك كان تركه أولى، وإهماله بالإحتقار والأنكار،أسلى لهامليه ومحتقريه، وأصلى لماهوفيه.

نعم هكذايصبح الصمت مع المرضى دواءا، ولخبلهم وجهلهم شفاءأ.

وعندهايصح أن نصف الصمت بالسلوك. وصفة تلازم الملوك، ليتحقق المأثورالشريف:

(من طال صمته، زادت هيبته، ومن كثر لغوه، كثرت عثراته).

وقدنصح أهل بيت العصمة والطهارة شيعتهم، بالمأثور الشريف من حديثهم الموروث من سيد البشر(ص).

(كونوالنادعاة صامتون)

الصمت إلاعن الحق، من مكارم الأخلاق، وسلوك الأكياس، أهل الفطنة الحذاق.

فالنمام ينقل النميمة، ليفسدالحال بين الإشقاء والأًصدقاء. في حين الصامت عن الحديث، عمايسمع ويشاهد، صندوق أمان، وكنزأسرار، وباب من أبواب درء الفتنة والإيقاع بين الإخوة والأحباب.

نعم كونوالنادعاة صامتون، بحسن الخصال، وشيم الرجال، والبعد عن المفاسد، ودعاة الفتنة وسوء المقاصد.

فالصامت عامل ساكت، ومجد ناشط، فهوللشرحابط، وللخير ناشروباسط.

وهكذا ينطق الصمت، حينمايكف البوح عن الصوت، ليغيض أهل اللجاج والحجاج، بتفعليل الفوت