حَـبّ الجـزيـره


كنّا ثلاثينَـا.. وَ لاَ ..

لاَ نعـرفُ العَـدّ الرّقيبَ

وَ ليس فينا حامـلٌ – جَهْـلاً -

أصابعَ حاسِبَـهْ ..

لَكِنْ حقائبَ غائبَـهْ ..


-------------------------


كانتْ يَـدٌ..

حُبّـا تُعـرّينا

وَ تكسـونا

يَـدٌ..

رسمتْ أمامَ عُيونِ صاحبها جناحًـا

وَ اختفتْ

تصرّفتْ في الأمــرٍ

مِنْ عـلـم إلى حِكَـمِ العُـلـى

الصّورة الأولى السِّتـارُ وَ ضَعـفـنا

الصّورة الأخـرى المُثنّى جمعـــنا

وتسخّرتْ

هـذي الرّياحُ المَركبَـهْ ..


-------------------------


كُنّا ثلاثينا.. وَ مَا ..

حِيـنَ انحدرنا – خِفـْيـَة ً– بَيْــنَ السّطــورِ

أمامَنــا

كان الرّتاجُ مُغـلـّقـًا

وتصاعدَ البخـارُ

تقـذفـهُ الصّـدورُ مُـكَـوّرًا

شفـّافة ٌألوانُهُ

ذِكْرٌ لنا
أَوْ كاشفَـــهْ !

خَبَتِ القناديــلُ الّتي وَصَلَتْ

قـُبَيـْـلَ هُبوطنا

أوْ رُبّمَا قََـدْ عُـلّقتْ

لِقدُومنا !

مَـرّتْ

وَ لَمْ ترنا.. وَ لَنْ

تلكَ الخفافيشُ الرّماديَّـهْ

تحلّقُ في صُعـودٍ .. في هُبُـوطٍ

في هُبوطٍ .. في صُعُـودْ

تسعى بلا حـذر ٍهَمَا

وتجولُ في يُتمٍ بِمَا ..


-------------------------


الحقلُ مُنْهَارٌ

على وشكِ الهُبوطِ تصدّعًا

هجمتْ عليه طيورهُ الهمجـيّة ُ المُتوحّشَـهْ

نثرتْ – بعيـدًا – حَبّـهُ السّاري

بعيـدًا في الضّحَـى

بقيتْ من الحّـَبِّ الكبيرة ُ( شَـاهِـدًا)

لاَ تنطـفِــي

ظـلّتْ تُرتّلُ سَطرَها

لا تنطـفِــي

قِيـلَ اختفتْ، أَوْ قـدْ خَبَـتْ

قِيـلَ اختفتْ في فصـلِ بـور ٍ

شَـأنُها شـأنُ البُـذور ِ

تناثرتْ ..

شَاعَ الخَبَـرْ !

ذاعَ الخَبَـرْ !

إعْـرَابُهُ: (حَـبّ ُالجزيرةِ ناقِصٌ)..


-------------------------


الحقلُ محتاط ٌبِحُرّيّـهْ

تعانقـهُ قصيدةُ تُرْبَةٍ (ثَـوْرِيّةٍ)

بَلعتْ – ضُحـىً – حَـبًّا أصيلاً

ترْتجي ..

تذكّـرتْ بدرًا

وَ حَـبّا مُثمرًا

وَ العُـدّةََ الحَرْبيّةَ الأولََى

سَـمَـتْ

وَ تحزّمتْ بذخيرةٍ (قَـوْسِيّةٍ)

تَمّتْ ثلاثينا وَ لاَ ..

هلّتْ ثلاثينا وَ ما ..


-------------------------


البرزخُ المخْتُومُ

نَطْرُقـهُ

وَ نَهْوي..كُـلّـنَا

وَ نظنّ في القربِ ابتداءًا عاجِلاً

نَبَتَتْ (أصابعُنا)

وَ طارَ (جناحُنا) ..

عِـنْدَ الدّخـولِِ

يقولُ حرّاسٌ لنا

هيّا ادخلوا

هيّا اسْرِعُـوا !

لاَ تُدْخِلوا مَعَكُمْ حَقائبَ أَوْ نباتاً

هذي قوانينٌ مقدّسة ٌبنا

في (المدرسـهْ)


-------------------------


بَيْنَ الخلايا نافثٌ

أعمالُـهُ مَدْسُوسَـة ٌ

مُتفـوّقٌ

مُتحـرّكٌ

وَ على المـدى ، هُوَ مُخْلَـصٌ

وَ مثـالـُها ..

فيها مقـاعـدُ

عَـدّها – للعيـنِ – وَاحِـدُ

أزْمَـة ٌ (متقاعـدهْ)

الصّورة ُالأولى هنا ..

السّطرُ منقوشٌ هنا ..

هذي الأنوفُ قديمـة ٌ

قِـدمَ الرّياحِ (المَركبهْ)

هذي الوجوهُ صليـبـة
ٌ
فيها جفافٌ لاصِـقٌ

وقديمـة ٌمثلَ الأنوف القاعدهْ !

ظلّتْ رسائلُ حكمـةٍ

بَيْضَـاءُ

تَسْقـُط ُ مُرْسَلَهْ ..

كلّ الخلايا لـُقّحَتْ

الصّورة ُالأخـرى معلّقة ٌهنا

في شكلها المَجموعِ

تنتظـرُ الخـروجَ

تعلّمت عَــدًّا رقيبـا

ترتجـي ..

خَـرقتْ غيابًا

تَرتجي ..

خرجتْ سُطورَ حقيقـةٍ أزليّـةٍ

أبديّـةٍ ..

نقشتْ ثلاثينا وَ لا ..

خرجتْ ثلاثينا وَ ما ..


-------------------------


خـرجوا على سـببٍ

بِلاَ كتبٍ

بلاَ زمـن ٍ

بلا سفـر ٍ

بِـلاَ ..

خرجوا

رأيناهم بلا تعب

بلا سحـب

رأيناهُمْ (شَجَـرْ)

غرسـوا (شجـرْ)

شجـرًا .. شجـرْ

شجـرًا .. شجـرْ

أخـذوا بذورًا للقـُرَى

( مَنسيّة ً)

كانتْ ثلاثينا.. وَ لاَ..




رضا خامة