أقوال الصحف العبرية من داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة

17/03/2008

اشارت الصحف الصهيونية الى عدم القدرة على الحسم ضد المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة من الجو مع صعوبة الدخول البري الى القطاع . كما اكدت التخوف من رمزية ودلالات اصابة المروحية الاسرائيلية فوق قطاع غزة منذ ايام.

وكتبت صحيفة هآريتس عبر عاموس هرئيل وآفي يسسخروف عن عودة المواجهات في قطاع غزة واعادت ذلك الى اغتيال المقاومين الخمسة في الضفة العربية الاسبوع الماضي.

وقال الصحيفة: استأنفت اسرائيل غاراتها الجوية في القطاع، فأشرت بذلك الى نهاية اسبوع التجربة الذي منحه الطرفان للتوقف عن القتال في قطاع غزة، بمبادرة مصرية. في غارتي أمس قتل ثلاثة مسلحين من الجهاد الاسلامي، وهي الحقيقة التي ستضمن على ما يبدو استمرار نار صواريخ القسام على النقب اليوم ايضا.

عمليا، التوقف عن النار لفظ أنفاسه يوم الاربعاء، عندما قتل افراد من وحدة "يمم" الخاصة خمسة مطلوبين فلسطينيين في الضفة الغربية، فردت الجهاد في ذات الليلة بنار الصواريخ على سديروت. ولكن رغم أنه في الغداة اطلقت صواريخ عديدة ايضا، تجلدت اسرائيل حتى يوم امس. وكان لذلك اسباب مختلفة، بينها حالة الطقس التي جعلت الامر صعبا على الطائرات والطائرات بدون طيار. السطر الاخير هو ان الجيش الاسرائيلي والجهاد استأنفا القتال بينهما، بينما حماس تحافظ حاليا على البقاء في الظل: لا تطلق صواريخ بنفسها، ولكنها لا تفقد صوابها كي تكبح جماح نار الجهاد.
الوساطة المصرية ستستمر هذا الاسبوع، في محاولة للعودة الى تهدئة الخواطر، ولكن الفوارق بين الطرفين في المسائل الحرجة (فتح معابر الحدود من القطاع، استمرار الاعتقالات التي يجريها الجيش الاسرائيلي في الضفة، تبدو الان عسيرة جدا على الجسر.

في نهاية الاسبوع اصابت رصاصة اطلقها رجال حماس مروحية اسرائيلية فوق القطاع. وتباهت حماس من أن الجيش أكد الاصابة رغم أنه أعلن ان هذه رصاصة واحدة لم تلحق ضررا هاما بالمروحية. وكانت هذه بقدر كبير مسألة صدفة، إذ أنه حتى مثل هذه الرصاصة من شأنها أن تسقط المروحية اذا ما اصابتها في نقطة ضعف. وتفيد النار بشيئين:

الاول - ان حماس تطبق نظرية القتال التي انتهجها حزب الله في جنوب لبنان، تبحث عن انجازات رمزية تردع الجيش الاسرائيلي وتبث روح القتال في جمهور القطاع.

الثاني - في أن المنظمة رغم أنها تملك عددا صغيرا من الصواريخ المضادة للطائرات من طراز ستريلا (اس.اي 7) فانها لا تستخدم حاليا سوى الرشاشات المضادة للطائرات، والتي استولى عليها رجالها بعد أن هزموا فتح في حزيران من العام الماضي. ويحتمل أن تكون الصواريخ محفوظة لعهود اكثر توترا، في حالة ان تقرر اسرائيل مثلا احتلال اجزاء من القطاع. سلاح الجو يعمل حسب فرضية عمل متشددة ويتبع قواعد حذر في استخدام المروحيات، خشية اصابتها.

القوة الجوية تواصل كونها العنصر المركزي في نشاطات الجيش الاسرائيلي في القطاع. نحو نصف الفلسطينيين المسلحين الذين قتلوا في المناطق في العام 2007 اصيبوا بنار سلاح الجو (في القطاع بلغت نسبتهم اكثر من 60 في المائة). ولغرض المقارنة، فان معدل المسلحين الذين اصابهم سلاح الجو في العام 2002 بلغ 5 في المائة من اجمالي القتلى. وحسب معطيات الجيش الاسرائيلي كانت نسبة القتلى في الغارات الجوية العام الماضي، بين المخربين والمدنيين (ما يسميهم الجيش "غير المنخرطين") 1:24، مقابل نسبة 1:1، قبل اربع سنوات من ذلك.
السيطرة الكبرى لسلاح الجو تستعين بتعاون وثيق من قيادة المنطقة الجنوبية والمعلومات الاستخبارية المحسنة جدا التي ينقلها جهاز المخابرات. ولكن لن ينثر احد الاوهام وكأن حل القسام سيكون جويا. في كل هذه المحافل يعترفون بان التقليص الكبير لنار الصواريخ لن يتم الا من خلال تواجد طويل لقوة برية في مناطق اطلاق الصواريخ في شمالي القطاع، والذي من جانبه سيكلف الجيش الاسرائيلي اصابات عديدة. الدرس من لبنان معروف، وتطبيقه عمليا لا يزال ينطوي على التأخيرات والمصاعب"، ختمت صحيفة هآريتس.

صحيفة معاريف تطرقت الى اصابة الطائرة وقالت:

"يوم الجمعة اطلق نشطاء حماس النار من مدفع ثقيل نحو مروحية قتالية لسلاح الجو كانت تحوم فوق شمالي القطاع. واصابت احدى الرصاصات المروحية واضطر الطيارون الى الهبوط في قاعدة مجاورة لفحصها. وتبين في الفحص ان المروحية لم تصب باذى هام، كون الرصاصة اصابت الجسد الخارجي فقط.

الناطق بلسان الذراع العسكري لحماس، ابو عبيدة، وعد أمس بأن يواصل رجاله "مهاجمة الطائرات، السيارات والجنود الصهاينة". واضاف بان "مقاتلي حماس اطلقوا بالمدافع على مروحية من عدة جهات. وهذا تقدم لقوات المقاومة ورسالة لقوات الاحتلال بان رجالنا سيواصلون مهاجمتهم بكل الوسائل التي في حوزتهم. وجاء على لسان الناطق بلسان الجيش الاسرائيلي بان "سلاح الجو لا يفصل عملياته". ومع ذلك فقد قال مصدر عسكري في نهاية الاسبوع انه "لعدد من المرات في الماضي، حين لاحظ الفلسطينيون مروحيات الجيش الاسرائيلي تصل الى منطقة غزة، رفعوا فوهات البنادق والمدافع في محاولة للمس بها. هذه المرة اصابوها برصاصة واحدة في جسد المروحية ولم يلحقوا ضررا جديا. هذا حصل في الماضي ولا ينبغي الاستخفاف بذلك".

وفي ذروة الانتفاضة الثانية، طرحت أوساط جهاز الامن التخوف من أن تتزود منظمات الارهاب في غزة بسلاح مضاد للطائرات. كما برزت مخاوف من أن تهرب منظمات الارهاب في القطاع صواريخ ستريلا في محاولة للمس بمروحيات الجيش الاسرائيلي. هذه الصواريخ لم تطلق بعد، ولكن لهذا السبب يمتنع سلاح الجو عن تحليق شخصيات هامة جدا في سماء القطاع، حتى في الايام التي سبقت فك الارتباط"، ختمت معاريف.