نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


غدت دبي من بلاد الاغتراب التي تستقبل المغتربين من مختلف الشعوب، وأغلبهم من السوريين، وأصبحت تضاهي التطور التكنولوجي والحضاري في اوروبا... وفق ما يقول من زار دبي أو مكث فيها للعمل ... وتمتاز دبي بمركز تجاري عالمي خاصةً في منطقة (جبل علي)، وهي المنطقة الحرة المعتمدة لتواصل التجارة بين شرق آسيا واوروبا والدول العربية، فمعظم الشركات اليابانية وشركات تايوان وشرق آسيا لها استثمارات قوية في منطقة جبل علي، بالإضافة إلى التجارة الحرة وسط مدينة دبي، وتحقق دبي ايرادات من التجارة الحرة وفق النظام المعتمد أكثر من ايرادات النفط، ولا يقتصر تقدمها الحضاري على التجارة فقط، فهي تشتهر بالتنوّع العمراني في جميع شوارعها.. ففي كل شارع تجد نمطاً معيناً من البناء إضافةً إلى الفلل الموجودة في مناطق حديثة، وتُعد مراكزها التجارية الضخمة من أجمل المراكز التجارية العالمية وفيها مكاتب تجارية خاصة، كما تنتشر فيها المطاعم المتعددة، بعضها الصيني والباكستاني والسوري واللبناني... والملفت للنظر وجود جاليات عربية كثيرة... ففي أيّ مكان تتجول فيه تصادف عرباً من مصرأو ليبيا أو سورية أو لبنان.. ويقول السيد مازن الخاني الذي عمل في دبي في مضمار التجارة الحرة عن الجاليات الموجودة في دبي: تعتبر دبي من البلاد الحضارية العالمية الأولى التي استقطبت مغتربين من مختلف شعوب آسيا والدول العربية لا سيما سورية، إذ يوجد عدد كبير جداً من السوريين في دولة الامارات المتحدة، خاصةً ان السوريين يتميّزون »بالأدمغة الفعّالة»، فهناك عدد كبير من النساء والرجال يعملون في حقل التدريس والسلم التعليمي، وقد تبوؤوا مناصب عليا في الحقل التربوي ووصلوا إلى مرتبة المدرس الأول والمدير ومعاون المدير، ويشتهر المدرس السوري بثقافته العليا وتمكّنه من مادة الاختصاص، التي يدرسها وسلوكه الاجتماعي المحبب، بالإضافة إلى شهرة السوريين بالأعمال الصناعية والتجارية أيضاً.. وقد أبدعوا أيضاً بالتخصصات الدقيقة في العلوم الطبية والهندسية ومجال الانشاءات التعاونية والشركات المساهمة، وخلال إقامتي هناك قمتُ بتأسيس عمل تجاري، ومنذ سنوات عدتُ إلى وطني بعدما أُحدثت التسهيلات الأخيرة في مجال التجارة الحرة والاستيراد والأنظمة التي شجعت جميع المغتربين على العمل في سورية، أو العمل الاستثماري المشترك بين سورية وبلاد الاغتراب والتواصل الدائم، وهذا ما يحدث بين سورية والامارات، إذ غدت العلاقات التجارية قوية جداً خاصةً بعد اصدار المرسوم المتعلق بدخول البضائع من الجمارك ذات المنشأ الاماراتي، وهذا ساعد على التواصل بين التجار السوريين والتجار السوريين الموجودين في الامارات، ويتم التعاون أيضاً بين كثير من رجال الأعمال السوريين والخليجيين الذين أنشؤوا مراكز تجارية ضخمة، وساهموا بتأسيس شركات متعددة الجنسيات، وعن التواصل بين الجاليات العربية والسورية يقول الخاني : إن التواصل بين الجاليات قوي جداً في الامارات بين السوريين والعرب عامةً، وبين العائلات السورية إذ يجتمعون في لقاءات فردية وتربطهم صداقة عميقة، ويجدون عند بعضهم ملاذاً من الوحدة الاجتماعية والروحية والغربة القاتلة، وهذا ما يفسر سرّ ارتباط الصداقة بمشاعر وجدانية شفافة فيجتمعون في المنازل في نهاية الأسبوع أو في المطاعم والأماكن السياحية والمنتزهات.. أما عن التواصل الرسمي .. فهو قوي جداً.. وتقدم السفارة السورية جميع الخدمات لأبناء الجالية، ومجمل السوريين يعيشون في الامارات بأوضاع حياتية جيدة ولا تنقصهم إلا رؤية الأهل والأصدقاء، ويعانون من البُعد عن أرض الوطن والحنين الذي يسكن في أعماق كل انسان ولا يغادره.

حوار: مِلده شويكاني
جريدة البعث السوريهالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته