اهلا بك دكتور شرفتنا:
حين يصدأ السلاح
قبور الغرباء
أخاف ان يدركني الصباح
غيض من فيض عطاء غمرنا به كاتب نعتز أنه بيننا الآن:
الكاتب الكبير عدنان كنفاني شقيق الشهيد البطل غسان كنفاني رحمه الله واسكنه فسيح جنانه :
مواليد يافا ـ فلسطين مهندس ميكانيك
أديب وكاتب وصحفي.. عضو اتحاد الكتّاب العرب
عضو اتحاد الكتّاب والصحفيين الفلسطينيين "فرع سورية" ومقرّر جمعيةالقصّة
يشرفنا بمشاركته لنا هذة الأمسية
...........................
.............................

د. محمد حسن السمان
من لم يتوضأ عند الصبح بماء دمشق
من لم يسمع أصواتَ مآذنها
من لم يسمع أجراسَ كنائسها
من لم يذهب لزيارة قبرِ صلاح الدين
لا يعرفُ أبدا حبّ دمشق
هذا العشق الذي يؤصّل شرف الانتماء إلى أرض وسماء وأمّة، هو الذاكرة وملعب طفولة ومدرج الفتوّة، هو المعلّم الأول والمنارة، وهو البوصلة، وهو الشرف..
نعم هو الوطن.. هو الأصيل الذي يصهرنا فيه ونحن نبحث عن صفاء الروح في زحمة الحياة..
وهو الباني، يحمل كل معاجم اللغات، ويسكبها عطراً في لغة شرّفها الله بأن جعلها لسان أهل الجنّة، ولغة القرآن الكريم، فحملت قيمنا وتاريخنا وتراثنا ومفاخرنا، وسكبت في شرايين القادرين على العطاء أثرها النبيل..
إنه الوطن.. ذلك الحب المعجون ببريق ذكريات لا تغيب، يفتح ذراعيه، ويشرّع صدره ليستقبل أبناءه الغائبين..
فهل كانوا حقاً غائبين.؟
وعندما يعيش الوطن فينا نحمله أينما ذهبنا، لأننا ندرك أنه ومهما طال الغياب يبقى الوطن هو الشاطئ والموئل والرجاء.
ولو أردت أن أقدّم أستاذنا د. محمد حسن السمان، وهو الأديب والإعلامي والعالم والناشط في مجالات الخدمات الاجتماعية والإنسانية، وهو النورس الذي جاب البلاد مسيرة سنوات طويلة، يضع في كل مكان أثراً ومعلماً، ويربي الجيل تلو الجيل على قيم المحبة والانتماء والالتزام الوطني والقومي والاجتماعي والإنساني.. هو الغني عن التعريف، لن ألجأ إلى سرد مجرّد لسيرته الذاتية والأدبية والعملية، بل سأقول إنه كالنوارس، مهما أخذتهم أجنحتهم إلى البعيد فلا بد أن يؤوبوا إلى أعشاشهم، و د. السمان نورس، حمل عشّه في صدره على مسيرة ربع قرن ونيف، وحمل ياسمين دمشق، وحواريها وبيوتها المشرعة للنور، وكان رمزاً للعطاء، وعندما برّحه الحنين، حطّ على شاطئه، وأقام في عشّه.
سخّر معرفته وعلمه وذكاءه لخدمة الإنسان، لأنه يؤمن بقيمة الإنسان وقدرته على البناء والسموّ عندما يملك حريته ويملك قراره.
أعطى بلا حدود، وكانت دمشق منارة عطائه.
وها هو ذا بيننا الآن، ما يزال يقبض على الحلم، وما يزال يؤسس للأجيال منابر المعرفة، وما يزال يرفد مسيرة الحياة بدفق إنساني نبيل.
يعود د. السمان إلينا، إلى بيته ومدينته وعشقه، يحمل ما يزال ذلك الطموح الكبير، يواصل مسيرة النجاح والعطاء، ويعمل مع انطلاقة دمشق كعاصمة للثقافة العربية على تأسيس ملتقى ثقافي أدبي يجمع فيه حملة الفكر والأدب مواكبة لمسيرة تطوير وتحديث ورفعة الوطن.
يعود د. السمان يحمل ذكريات نتمنى أن نعيشها بين دفتي كتاب لا بد سيكون منارة هداية للأجيال الطامحة إلى النجاح.. يعود د. السمان إلى بوح الياسمين وعبق الكبّاد وسحر دمشق التي ما فارقت خيالاته.
باسمي، وباسم الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين في سورية، أقول: د. محمد حسن السمان، عوداً حميداً، وعمراً مديداً ونجاحات لا تنقطع.
والسلام