[*]نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
[*]من اليمين ملدا شويكاني-الدكتور عرفان زهرة- زوجته

[*]الطلاب السوريون متفوقون... ويدرسون تخصصات علمية دقيقة
[*]تمضي الايام بطيئةً روتينيةً... ينتظر فصل الصيف لتحمله الطائرة الى أغلى مكان يحط فيه ... رغم كل البلاد البعيدة التي زارها بحكم عمله ودراسته...الا أن قلبه يهفو دائماً الى دمشق...ليجد الطمأنينة والسكينة في ربوعها رغم بعد ثلاثين عاماً ، يشتاق الى هوائها وحدائقها وسكانها وشوارعها...ثم تمنعه ابحاثه العلمية الدقيقة ، ولا عمله الاكاديمي ، وحضور المؤتمرات والندوات من المجيء الى ربوعها... الدكتور عرفان زهراء حاصل على اجازة جامعية من دمشق في الكيمياء ،ثم سافر الى استراسبورغ لتحضير الدكتوراه ، ثم عمل في معهد بلوتكنيك في نانسي- فرنسا وهذا المعهد بمثابة مدارس هندسية تطبيقية عليا، توازي الدراسات العليا، احداها مدرسة الصناعات الكيميائية ولا يُقبل فيها الا الطلاب المتفوقون ، يقوم الدكتور عرفان بالتدريس واعداد الابحاث المتعلقة بتلوث البيئة ، وطرق تقنية معالجة المياه بطرق جديدة، وتكاليف اقلّ ، وكثير من الدول الصناعية الكبرى تطلب هذه الدراسات التقنية لاسيما ان فيها معامل كثيرة تحتاج الى معالجة المياه قبل التخلص منها وطرحها ، وتتسم الابحاث بطابع الحداثة والابتعاد عن الطرق الكلاسيكية القديمة، ويتحدث الدكتور عن مدينة نانسي ، فهي مدينة جامعية يرتادها عدد كبير من الطلاب من جميع الدول رغم صعوبة الدراسة الاكاديمية فيها، لذلك يتقدم اليها المتفوقون فقط... وبعد الدراسة يجدون فرصَ عمل جيدة ، ونانسي قريبة من المانيا وبلجيكا ولوكسمبورغ وسويسرا مما يؤهلها لقدوم الطلاب واتباع دورات تدريبية للتخصصات العلمية الدقيقة ، فيها ما يقارب خمسين ألفَ طالب ، ويبلغ عدد سكانها مع ضواحيها 350 ألفاً، وهي من المدن الطلابية الكبرى في العالم وفرنسا، وتشتهر ايضاً بعراقتها وحضارتها، اذ تشتهر بالسمة الحضارية لعهد الدوق وايام الملوك . من اشهر معالمها ساحة ستانيسلاس ، وفيها صالات معارض ومتاحف... يعد متحف نانسي من اشهر واغنى المتاحف العالمية، وفيها اوبرا موسومة بالنقوش والعمارة القديمة ، يغلب عليها الطابع الفرنسي القديم ، وتعود الابنية فيها الى عام 1800م ، وتتألف من ثلاثة طوابق ، وفي ضواحيها فلل صغيرة ، اضافة الى البيوت الشعبية وتسعى الدولة الآن الى ازالة تلك البيوت واستبدالها بابراج حديثة ، يسكن الدكتور عرفان في مدينة ميتس، وهي مجاورة لنانسي وتمتاز بطبيعتها وحدائقها وابنيتها ، وفيها فلل صغيرة بُنيت على الطراز القديم، وهي مشهورة بمحطة القطارات ويعود تاريخها الى الحرب العالمية الاولى... وعن التواصل بين افراد الجالية العربية السورية يقول الدكتور عرفان: إن الطلاب السوريين موجودون ، ولهم حضور كبير ويتم التواصل بينهم بصورة دائمة، يدرسون في تخصصات الهندسة المختلفة اضافة ًالى العلوم الاخرى، وتوجد في نانسي رابطة سورية تتصل بأفراد الجالية العربية وتنظم اللقاءات لاسيما في رمضان وأيام الاعياد... اضافةً الى الصداقات الفردية مع افراد الجالية السورية والعربية( تونس-الجزائر- المغرب- اليمن...) وخلال اللقاءات السورية يتم الحديث عن الوطن واخباره، وجميعهم يتابعون الاخبار عبر الفضائيات السورية والانترنيت... ويعلق الدكتور بأنه يتابع المسلسلات السورية ويشيد بتفوق وتطور الدراما السورية ، ويفرح كثيراً بمتابعة المسلسلات الدمشقية القديمة، التي تعرض الايام الشامية والعادات وتصوّر المنازل العربية الكبيرة، هذه المشاهد توقظ الحنين في اعماقه الى منزل جده والى عائلته، وعن حضور المؤتمرات... يتابع الدكتور فهو يسافر خلال العام اربع مرات، في اكثر لحضور المؤتمرات في شمال افريقيا ودول عربية مجاورة ... ورغم التواصل مع المؤتمرات التي تقيمها وزارة المغتربين في سورية... الا انها قليلة واغلبها يكون طبياً ، ويتمنى الدكتور عرفان وافراد الجالية السورية ان تُقام في سورية مؤتمرات تخصصية على مدار العام ، وان يُستفاد من خبرة الباحثين السوريين في المجالات التخصصية لاسيما موضوع ندرة المياه وتقنية معالجتها، وان يكون هناك تواصل عبر الانترنت لنقل الدراسات التخصصية ، والتنسيق مع المكاتب في الوزارات... وفي نهاية الحوار يتحدث الدكتور من الاندماج بالمجتمع الفرنسي فهو بعد اكثر من ثلاثين عاماً من الغربة ، لايشعر بالانزعاج والضيق لاسيما انه متزوج من فرنسية ولديه ثلاثة ابناء فأهل زوجته يعاملونه كفرد من عائلتهم ، [*]وكذلك الجيران والاصدقاء... فالشعب الفرنسي شعب لطيف ومهذب يتصف باللطف والرقة وحسن التعامل.. واشاد بأساليب الرفاهية وتقدير المسؤولين في العمل للابداع والتميّز، وتوافر الضمان الصحي والاهتمام المعنوي... وعن الحالة الاجتماعية فحالات الطلاق في تزايد مستمر هذا وقد شاركتنا الحوار ابنته الدكتورة جوانا ،وهي متخصصة بمعالجة عيوب النطق تعمل في مشفى متخصصة في جزيرة الريونيون في المحيط الهندي ، تابعةً لفرنسا يؤمها السياح من جميع بلدان العالم ، لجمال موقعها السياحي ودفئها في الشتاء حينما يكون البرد قارساً في باريس، وشمسها الساطعة في الصيف... فيأتون اليها للسباحة والاستمتاع بساحاتها الخضراء ومياهها الوافرة... وتصر جوانا على زيارة الوطن سورية في كل عام لرؤية الاهل، والتمسك بجذورها العربية رغم ان والدتها فرنسية، وقد احبت جوانا اسواق دمشق ودمشق القديمة وعلقت على الاطعمة الدمشقية اللذيذة والمقبلات المتنوعة... وقد زارت مع الدكتور عرفان وافراد العائلة الكبيرة الساحل السوري... فأعجبا بالمناطق الجبلية ( كسب) والاماكن السياحية فيها ... وعلى التطور الكبير الذي بدا واضحاً على الشريط الساحلي السوري ، واكد الدكتور على ان جمال اشجار الزيتون والمجال الخضراء تضاهي اجمل بقاع العام، ويتمنى الدكتور مزيداً من التقدم والنجاح لسورية في الجمال السياحي ،وأبدى سعادته الغامرة في قضاء الاجازة آملاً ان يعود في العام القادم برفقة زوجته وجوانا مع شقيقها وشقيقتها لزيارة الوطن ورؤية الاهل ...ويهدي محبته الى الجميع ...

[*] حوار: مِلده شويكاني