السلام عليكم
--------------------------------------------------------------------------------
هل يتمتع الاذكياء بأمخاخ تختلف عن امخاخ البشر
طالما سئلت هذا السؤال فاحيل إلى المختصين من الأطباء ووجدت هذا البحث ففيه فوائد قالم بها الأستاذ : مدحت مريد صادق فقال :
الحقيقة أن مثل هذا السؤال ليس جديدًا تمامًا, فمنذ وقت طويل شغل العلماء بفكرة ارتباط القدرات العقلية للإنسان بالتركيب التشريحي للمخ,
وهي الفكرة التي كثيرا ما أدت إلى فحص أمخاخ العباقرة بعد موتهم للوقوف على أسرار تفوّقهم,
وفي هذا المضمار جرى تشريح أمخاخ الكثيرين مثل العالم والفيلسوف الفرنسي رينيه ديكارت,ثم الموسيقار الألماني باخ ....
وفي القرن التاسع عشر أجريت في ألمانيا والسويد وكندا بحوث مستفيضة لأمخاخ عدد كبير من الموهوبين.
ومع بداية القرن العشرين بلغ عدد نوابغ الفن والأدب والعلم الذين فحصت أمخاخهم 137 شخصًا.
غير أن نتائج كل تلك الدراسات لم تشر صراحة إلى وجود فوارق تذكر بين أمخاخ أولئك الأفذاذ وأمخاخ العامة.
والحقيقة أنه لم يرد أي ذكر لهذه الاختلافات المفترضة قبل عام 1924 عندما توفي فلاديمير لينين أول زعيم للاتحاد السوفييتي السابق,
ففي ذلك الحين استدعي العالم الألماني أوسكار فوجت إلى روسيا لدراسة مخ لينين بناء على طلب رسمي من السلطات السوفييتية,
التي أسست معهدا لأبحاث المخ في موسكو خصيصا لهذا الغرض. وبعد عامين كاملين من الدراسة أعلن فوجت عن وجود بضعة اختلافات في مخ لينين,
غير أن أحدا لم يعلق أهمية كبيرة على ملاحظات فوجت, وذلك لأن لينين كان قد أصيب بعدد من الجلطات الدماغية في السنتين الأخيرتين من حياته,
ومن ثم اعتُقد أن هذه الجلطات قد تكون مصدر الاختلاف في مخه.
وأما آخر المشاهير الذين فحصت أمخامهم فهو أينشتين, إذ عرف عن ذلك الفيزيائي الكبير أنه كان قد أوصى بالتبرّع بمخه لخدمة البحث العلمي,
ويقال أيضا إن أينشتين لم يوص بذلك وإنما عائلته هي التي وافقت بعد وفاته على التبرّع بمخه.
وأيّا كان الأمر, فالثابت أن عالم الباثولوجيا الأمريكي توماس هارفي, الذي كلف بفحص جثمان أينشتين إثر وفاته في عام 1955 سارع إلى أخذ المخ قبل مرور سبع ساعات على الوفاة, ثم حفظه بالطرق العلمية لدراسته.
وبعد فترة من الفحص أعلن هارفي أنه لم يعثر على شيء غير عادي في مخ أينشتين, ولعل ذلك كان سببا في تراجع الاهتمام بفحص أمخاخ النابهين لفترة من الوقت
إلا أن الأمر عاد ليفرض نفسه بقوة في الأوساط العلمية بعد أن تسارع التقدم في أبحاث المخ,
وبعد أن كشفت التقنيات الحديثة عن وجود خصائص تميز بالفعل أمخاخ الموهوبين في مجالات بعينها,
وعندئذ أعيد فحص مخ أينشتين بعد مرور ما يقرب من ربع قرن على وفاته, وكان ذلك في جامعة
كاليفورنيا (بيركلي) حيث تم فحص أربع قطع كل منها بحجم قطعة السكر الصغيرة,
مأخوذة من مناطق بعينها في مخ أينشتين, وتمت مقارنتها مع أربع وأربعين قطعة مماثلة من أمخاخ أحد عشر رجلا ممن ماتوا عن أعمار تقارب عمر أينشتين عند وفاته.
ولقد وجد فريق البحث أن نسب الخلايا المكونة لنسيج المخ عند أينشتين تختلف عن نسبتها في الآخرين, وذلك في منطقتين من المخ معروفتين بمسئوليتهما عن التخطيط والتحليل والمنطق الرياضياتي, وهي المجالات التي تفوق فيها أينشتين.
وبعد ذلك بنحو عشرين عاما, وتحديدا في عام 1999 أعيد فحص أجزاء من مخ أينشتين للمرة الثالثة في جامعة ماكماستر بكندا,وأعلن فريق البحث أن مخ أينشتين يخلو من جزء من أخدود معروف يوجد في الأمخاخ العادية,
واعتبر الباحثون أن غياب ذلك الجزء من الأخدود يمكن أن يكون سببا في سرعة توصيل المعلومات بين المنطقتين الواقعتين على جانبي الأخدود في مخ أينشتين,
فضلا عن أنه أضاف إلى مساحة هذه المنطقة لتصبح عند أينشتين أعرض من المألوف بمقدار 15%. فهل كان مخ أينشتين جديرا حقًا بكل هذا الاهتمام?
منقول للفائدة