رواية رحلة جسد قصة التعذيب داخل المعتقلات والسجون الاسرائيلية..
اتفاقيات حقوق الانسان.. لا تحدّ من وحشية اسرائيل

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



لودميلا.. الرواية الخامسة للكاتب الدكتور /اسكندر لوقا/ وهي جديدة بالطرح والأسلوب والموضوع.. استوحى الكاتب موضوعها من قصة امرأة تروي تفاصيل حياتها كاملةً.. حين بدأتُ بقراءة الرواية اعتقدتُ انها قصة حب رومانسية... وما ان أبحرت بسطورها وأمواجها.. حتى أخذتني الى شاطىء مجهول ومخيف وعميق، أبعاده الاستغلال الانساني والوحشية والحقد المستفحل من قِبل الصهاينة للعرب، هذا الحقد الذي لا يطال أرض فلسطين فقط، ، وهي رواية اجتماعية في إطار السيرة الذاتية، اعتمد فيها الكاتب نهج العقاد في رسم ملامح نفسية البطلة.. سجل الكاتب في هذه الرواية ما يدور في المعتقلات الاسرائيلية من تعذيب واستغلال واغتصاب بطريقة وحشية إضافةً الى القتل والعمليات التفجيرية، التي يقوم بها أبطال المقاومة... والأقرب من ذلك القدر الذي يسيّر حياة الانسان.. ويمضي به الى حيث لا يدري!!!
كانت لودميلا بورتريه الرواية والحامل الروائي، الذي تدور حوله مجريات الأحداث وهي المحرّك الأساسي لمسارات الحبكة، التي جاءت مرتبطة بمصير شخصيات كثيرة متنوعة بين رئيسية (عثمان - لودميلا- كفاح - جهاد- يحيى)، وثانوية وهامشية (رامون- غليب- نياسيلاف- تاتيانا-تانيا..)
اشتركت جميعها في بناء الرواية مترابطة الأركان.. أغلبها سلبي لا سيما الشخصيات الاسرائيلية والصهيونية التي تنتمي الى ذاك التنظيم.. وقد عمد السارد (الكاتب) في هذه الرواية الى التنويع بلغة القصّ والعرض.. فجاء السرد التقليدي مركباً منقسماً الى قسمين:
أحدهما سرد مباشر بسيط هادىء، والآخر صاخب هائج مثل أمواج البحر يتناول فكرة «الصراع العربي- الاسرائيلي»، وما يحدث بالخفاء في المعتقلات، من تجسيد للغة التعذيب، والتوتر، والصراع، والتداعيات عبر عتبات السرد القائمة على لسان البطلة لودميلا، التي تشترك بمونولوجاتها بلغة المتكلم بالقسم الأكبر من السرد.. وامتزجت هذه المونولوجات (بالديالوج) أي البوح الداخلي مع الحوار الخارجي مع بقية الشخصيات لاسيما مع فريق التعذيب، وبينهم امرأة متخصصة بذلك.. وفي منحى آخر يقتحم السارد الأحداث بضمير الغائب ليربط بين الخيوط ويوضح بعض الحقائق التي تمس البشرية مباشرةً مثل (اتفاقيات جنيف)، التي لا يعرف واضعها عمق الحقد الذي يترجمه الاسرائيلي لأبشع طرق التعذيب الانساني، وغيّر ايضاً الكاتب من وتيرة القراءة من خلال العودة الى الذكريات، والسرد بآلية الثنائية بين ( الماضي والحاضر)، والعودة الى الوراء وفق مبدأ (الفلاش باك)، لا سيما حينما ذكر حادثة استشهاد يحيى، فوجئنا أثناء السرد بلسان المتكلم بحادثة اسره وبتر ساقه، وكذلك بسرد تفاصيل حياة لودميلا الخاصة وفق مبدأ الاسترجاع والاستباق.. ما يميّز المجموعة اللغة القوية المناسبة للمضمون المتجانس السيميائي.. وتجلى ذلك بالوصف البصري للمشاهد المؤثرة داخل المعتقل، والتنُقل المكاني عبر الفضاء الروائي بين موسكو وفلسطين والقدس العظيمة وسورية (الجولان).. وضمن الفضاء الزمني الذي امتد قرابة أربعة عقود... اتّسمت الرواية عامةً بالمفاجآت التي تغيّر حياة الإنسان في لحظة مصيرية، وتدفعه لتغيير نمط حياته كاملاً.
بدأ العرض الروائي من البداية مع لودميلا، وهي تعرض قصتها من البداية... ورغم عنف الموضوع، إلا أن الكاتب لم يتخلَ عن الرومانسية والشفافية في بداية الرواية، إذ مضت بخطٍ متوازٍ مع خيوط الحب، التي ربطت بين لودميلا وعثمان، ذاك الحب المستحيل.. وكشفت سطور الرواية عن مفاجأة غريبة غير متوقعة تطال الحب.
تبدأ أحداث الرواية من موسكو، وقتما يتعرض والد لودميلا لحادث خطير، يقعده ويمنعه عن العمل، وتضطر والدتها للبقاء جانبه... فتجد لودميلا عملاً كموديل في المعهد العالي للفنون، لأنها كانت جميلةً جداً، وتتميز بجسد فتّان متناسق يؤهلها لهذا العمل.. ومضت رحلتها مع الطلاب، شعرت بالخجل في أول الطريق.. لكن الخجل تلاشى تدريجياً لأنها ملهمة لطلاب سيغدون فنانين مشهورين في أنحاء شتى من العالم.. الوحيد الذي وصلت نظراته إلى قلبها عثمان، الشاب العربي السوري، ونشأت بينهما قصة حب رومانسية شفافة، تلاحمت مع مقاعد الدراسة في أوقات الفراغ، وبقي هذا الحب مستحيلاً لصعوبة التوافق بينهما، وعدم قدرة لودميلا على التخلي عن والديها وعالمها.. «لم أكن قد نسجتُ في ذهني حكاية تتعلق بإمكانية الزواج....» ص 8.
وقد نسج هذا الحب خلافات وصدامات كثيرة مع بقية الطلبة، لاسيما الروس لغيرتهم من عثمان، واعترضوا على تلك العلاقة، رغم أنها لم تتجاوز حدود الشفافية والزمالة والصداقة- علاقة العربي بالمرأة الروسية- اعتقاداً منهم أن العرب لا يرون في المرأة إلا جسدها، ولا يسعدونها عندما تصبح زوجةً لهم لا سيما الروسية.
ومرت السنوات، وحانت ساعة الوداع.. «كان وداعاً عادياً طبعنا قبلتين على وجنتينا، وانتهى كل شيء... أقول انتهى كل شيء لأنني لم أتمكن من تلبية دعوته لي....» ص 25.
وتوالت الأحداث، لتعود الذكريات الجميلة عبر شخصية معتز الطالب العربي الجديد، وقد تعلقت به لودميلا، لأنه يُذكّرها بسمرته بعثمان، تأخذها ملامح وجهه إلى العاطفة البعيدة، وإلى الحنين المتّقد، وأوضح الحدث أن معتزاً طالب عثمان الأستاذ الجامعي ، ويحمل لها رسالةً يذكرها بوعدها لتزوره، لكن الأحداث ساءت وتعرض معتز لمؤامرة من رامون، أحد الطلاب الاسرائيليين، إذ يتعرض له ويترك أثراً دامغاً على وجهه دلالةً على كره الاسرائيليين للعرب، وكان ردّ معتز على لسان عثمان: «معركتنا معهم يا معتز.. ليس مكانها موسكو بل هنا....» ص33.
واستمر قدوم العرب إلى موسكو للدراسة، إلا أن ظهرت الأحداث شخصية جهاد الشاب الفلسطيني، الذي نشأت بينه وبين لودميلا علاقة صداقة ومحبة، دفعت ثمنها غالياً، إذ تكشف سطور الرواية عن تصاعد المسار ضدها، يقومون باختطافها.. ومن ثم اغتصابها من قِبل المجموعة، التي أطلق عليها الكاتب (هم أنفسهم).. «ولا أدري لماذا لم تحرك الأجهزة الأمنية ساكناً تجاه شكواي على الفاعلين، بدعوى أنهم.. رغم مساعيهم.. ما زالوا مجهولين» ص39.
وتحلق طيور الحب في سماء الرواية، فيطلب جهاد يد لودميلا للزواج رغم أنه يصغرها بعشر سنوات مقابل تركها العمل.. ثم يتخرج ويأخذ مسار الحبكة منحى آخر، وينتقل الحدث إلى فلسطين مكان استقرارهما الجديد..إلى القدس في الشطر العربي.. ويقتحم الكاتب الأحداث ليتكلم عن منطقة الشرق الأوسط ، وأهمية القدس كونها بلد الطفل ( يسوع العظيم) وقد شهدت ولادته " وفي هذا القسم من الرواية نرى البطلة قد التحمت بعالمها الجديد و ارتبطت به، ولم تعد تفرّق بينه وبين وطنها، وعاشت مع قصص الموت والدم والعمليات التفجيرية، وقتل الأطفال والأبرياء.. إلى أن جاءت الساعة التي استشهد فيها ولدها كفاح في عملية تفجيرية قام بها، وترك رسالةً لوالديه بُثت عبر التلفزيون هذه الحادثة صعقت لودميلا، لاسيما أنه ابنها الوحيد وما زال في الخامسة عشرة من العمر.. أحاطها الجميع وجهاد الذي أخبرها أنها ستلتقيه في الجنة، لكن صورة أشلائه المبعثرة مع الريح لم تفارق خيالها.
" يوم نلتقي يا أماه ويا أبتاه في رحاب الجنة سوف تحكيان لي قصة فرحتكما باستشهاد ولدكما الوحيد فداءَ فلسطين..." ص 47
ثم تصاعدت الأحداث سريعاً بوتيرة عالية.. فعاد الكاتب للظهور ليسرد واقع الصراع خاصةً بعد حادثة الأسر التي تعرضت لها لودميلا، أدخلوها عنوةً إلى السيارة، ووجدت نفسها في زنزانة رطبة مظلمة موحشة، وتكلمت البطلة عن سجن الخيام، وما تجده السجينات هناك من قتل وإهانة وشتم واغتصاب بطريقة وحشية..
«حتى إذا صرخت فلن ينجدك أحد، الكل حبسوا أنفاسهم قبلك الكل اعتادوا على مثل هذه الزيارات الليلية».. وبقيت بالأسر إلا أن حانت ساعة تبادل الأسرى ، فخرجت حزينةًً محطمة.. عادت إلى جهاد.. لكن الحياة لا تهدأ ولا تستكين إذ اشترك جهاد أيضاً في عملية ثم استشهد وبقيت وحيدةً بعدما استشهد الولد والزوج "أعود إلى نفسي وأدور بين غرف البيت كمن فقد شيئاً ويبحث عنه.. وكالغريب في مدينة لم يزرها.." ص 54
حاولت أن تشغل نفسها، فعملت تطوعاً في ميتم للفتيات ، وشاركت ( أم حسن وأم أيهم و أم راغب) ساعدت المراهقات وغرست في نفوسهن حب العلم والمعرفة، وهو السلاح الوحيد للفتاة، وتخبئ سطور الرواية مفاجأة كبيرة، تشترك بخيوط المغامرة الحدثية، فعبر السرد والمونولوجات والتداعيات الذاتية للبطلة، تعود ذكرى عثمان ماثلةً أمامها فتراسله وتخبره أن صديق عثمان سيساعدها على الخروج من القدس.. وهنا تنتقل الأحداث مباشرةً إلى سورية.. وتجنح الرواية بمسارها لتلتقي شخصيات جديدة، كانت لحظة اللقاء حانية رومانسية شفافة تغيّر عثمان وابيضّ شعره وشعرت أنها مع أهلها.. وتشاء الأقدار أن تجمع بين لودميلا وشقيقه يحيى الذي توفيت زوجته.. مضيا معاً في أرجاء سورية من الشمال إلى الجنوب وزارا جبل الشيخ وشاهدت أرض المعارك التي خاضها الجيش العربي السوري ضد اسرائيل 1973، « لم يضنِ عليّ بمعلومات أغنت ثقافتي، وظلّ يُعرفني بتاريخ المنطقة إلى أن جاء وقت الحديث الجاد.. أمسك بيدي ونحن أمام شلالات تل شهاب».. تزوجت لودميلا يحيى وبارك عثمان هذا الزواج، وأمضت معه سنوات جميلة لكنها لم تنجب ثانيةً لأن يحيى فقد القدرة على الإنجاب نتيجة التعذيب الذي ألمّ به داخل المعتقل.. إلا أن الهدوء والصفاء لا يستمران بالمعركة مع اسرائيل، خرج يحيى لتنفيذ مهمة على سفح هضبة الجولان ووعد أن يعود.. لكن القدر منعه من ذلك نقل إليها النبأ عثمان.. لينضم إلى قافلة شهداء عائلتها ( كفاح- جهاد - يحيى) مسكينة هذه المرأة كُتب عليها أن ترى خيوط الحزن متشابكة، وتفقد الأحبة واحداً تلو الآخر " رأيتُ جثمانه حين أحضره رفاقه.. كي أودعه كان الثقب الذي أحدثته الرصاصة الغادرة في جبينه واضحاً.. بسمته المرتسمة على شفتيه لاحقته... ص 65
وعبر عتبات السرد و المتن الحكائي تنتقل الرواية.. إلى منحى آخر ومسار مختلف إذ تصبح البطلة هي العنصر الفاعل، تطلب من عثمان أن يهيىء لها الأوضاع للاشتراك بعملية المقاومة والنضال، وهذه المرة تكون أشد قسوةً إذ وقعت بالأسر، ووصفها الإسرائيليون بأنها تشكّل خطراً على أمن اسرائيل، وتنتقل الأحداث إلى المعتقل في تلك البيئة المكانية المظلمة الموحشة... تظهر البطلة بضمير المتكلم لتعود وفق (الفلاش باك) إلى ذكرياتها، وتخلط بين الماضي والحاضر بآلية السرد مثل تعاقب الليل والنهار والظلام والضياء... يتم استجوابها فتؤكد أنها لا تنتمي إلى أي حزب أو منظمة، تذكرت في تعذيبها المناضلة جميلة بوحيرد... وتقول: «أنا حزينة حتى الموت... في قلبي غصة اسمها فلسطين...» ص70 وتربط بتناظر بين الماضي والحاضر تكتب مذكراتها وتسرد ذكريات طفولتها في موسكو، مراهقتها حياتها الماضية علاقاتها الجميلة، وفجأةً تعود إلى الحاضر تتعرض لحادثة اغتصاب وحشية من قِبل السجان (غليب) وهو روسي نقلت إثرها إلى المشفى... ربما أراد الكاتب من هذه الحادثة الإشارة إلى أن الإنسان الشرير يتصرف بشر مطلق حتى إذا ارتبط مع الطرف الآخر بصلةما «في تلك الليلة المرعبة انقض عليّ كالوحش المفترس في الغابة عندما يكتشف مخبأً لحيوان ضعيف وينقض عليه...» ص 79 وتستعرض لودميلا صورة صديقاتها (تانيا- تاتانيا....) وأخبار كل واحدة بزواجها لاسيما تاتانيا التي تزوجت مصطفى وتعاني الأوضاع ذاتها... إلى أن حانت ساعة تبادل الأسرى، إذ أعلن الصليب الأحمر تبادل الأسرى، فخرجت وهي على قناعة بأن كل اتفاقيات حقوق الإنسان لا قيمة لها... إنها شريعة الغاب)، وكل ما يردده المفكرون والفلاسفة مجردَ شعارات وهمية لحقد إسرائيل، «خرجتُ من السجن وأنا مقتنعة بأن مواثيق حقوق الإنسان الدولية لا سيما حقوق الأسرى المعتقلين غير محترمة في أي مكان في العالم...» 83 وعبر سردها ومونولوجاتها.. تكشف عن سر خطير لم نعرفه سابقاً، وهو اعتقال يحيى وانتظارها له إلا أن جاء معذباً منهكاً محطماً بساق واحدة بعد الإفراج وتبادل الأسرى
«كان حدس تاتانيا في مكانه لم يطل زمن الانتظار.. عاد مصطفى إلى زوجته... وبقيتُ أنتظر أن يطرق يحيى باب منزلنا ومرت ساعات قبل أن أسمع صوت طرقاته على الباب.. كان بساق واحدة وبيده عصا يستند اليها ..» ص 91
وهنا تتلاشى الاحداث وتضيق خيوط الحبكة.. لتصل الى النهاية، تصل لودميلا الى حالة الاستسلام والحزن الدائر حول عنقها لم تعد تصدق ما ألم بها من ألم، وكأنها تحلم حلماً مزعجاً لا تريد تصديقه، في هذه الأثناء تجتمع بصديقتها تانيا التي تزوجت من رجل أعمال في حلب وتدعوها لقضاء عدة أيام معها.. ولتزور معرضها الفني، تطلب منها ان تصبح كما كانت موديلاً، وهي في الخامسة والخمسين لكن جسدها ما زال فتّاناً.. ترفض لودميلا فتُفاجأ بطلب زوج تانيا الزواج منها، وحين تواجه تانيا تُفاجأ بموقفها، وتقول لها: أنا لا أغار منك، بل رحبت بذلك وطبعاً مقابل مآرب أخرىيريدان التوصل اليها مع زوجها.
«أنت صديقة قديمة... ولا تثيرين غيرتي..» ص 98
هنا تفقد لودميلا الثقة بالجميع الاصدقاء والاعداء، وتعود إلى صفحاتها البيضاء إلى ذكرياتها إلى قصة حياتها المليئة بالمفاجآت والاقدار، فيصوّر الكاتب بمشهد بصري درامي حزين هذه النهاية يكتب السطر الأخير .. لنصل الى ورقة الغلاف: «ثمة صفحات بيضاء أُخر في دفتري، ولكن صدقوني لقد تعبتُ من الكتابة أريد ان أنام.. فقد أرى في نومي ما يشعرني بأنني طوال هذه السنوات كنتُ أحلم وأنني لم أُهزم بعد..» .. ص 99
عوالم رحلة جسد مثيرة وحزينة ومؤلمة في آنٍ واحدٍ، بقيت للقارىء أبعاد وإيحاءات وومضات سيكتشفها...
والجدير بالذكر ان الرواية.. جاءت بـ 112 صفحةً من القطع المتوسط.
رحلة جسد : د«لوقا - اسكندر - ط 2007 دار طلاس


مِلده شويكاني

جريدة البعث السوريه