عفوا كأنوا لم تنتبهوا للمغالطة الكبيرة والخطيرة في هذه المقولة البسيطة المؤلفة من عدة أسطر!!

لابد من الرد والوقوف مطولا عند مثل هذه المقولات التي ظاهرها اللطف والتسامح وباطنها نشر دين جديد وابعاد المسلمين عن ثوابتهم بحجة قبول الآخر.

فبحسب هذا المنطق: ابو لهب وأبو جهل ليسوا كافرين لان الله ربهم وربنا وليس ربنا وحدنا!!!

وهل كون الله رب العالمين ورب كل شيء، يقتضي أن يكون جميع البشر مؤمنين؟؟ إذاً ما فائدة الرسل والأنبياء، ولمَ نعبد الله طالما كونه ربنا تبارك وتعالى يضمن لنا أن نكون مؤمنين؟

أم أن الكاتب يريد أن يقول أن الرب الحق هو رب النصارى؟ الرب الثالوث المكون من الآب والابن والروح القدس؟
﴿لَقَد كَفَرَ الَّذينَ قالوا إِنَّ اللَّهَ ثالِثُ ثَلاثَةٍ وَما مِن إِلهٍ إِلّا إِلهٌ واحِدٌ وَإِن لَم يَنتَهوا عَمّا يَقولونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذينَ كَفَروا مِنهُم عَذابٌ أَليمٌ﴾ [المائدة: ٧٣]

أم أن الرب الحق هو رب اليهود؟
﴿وَقالَتِ اليَهودُ عُزَيرٌ ابنُ اللَّهِ وَقالَتِ النَّصارَى المَسيحُ ابنُ اللَّهِ ذلِكَ قَولُهُم بِأَفواهِهِم يُضاهِئونَ قَولَ الَّذينَ كَفَروا مِن قَبلُ قاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنّى يُؤفَكونَ﴾ [التوبة: ٣٠]

أم أن الرب الحق هو رب الربوبيين الذي خلق الكون عبثاً وتركه هملاً دون أن يرسل رسل ولا أنبياء؟
﴿أَفَحَسِبتُم أَنَّما خَلَقناكُم عَبَثًا وَأَنَّكُم إِلَينا لا تُرجَعونَ﴾ [المؤمنون: ١١٥]

أما معنى رب العالمين الصحيح: "خالق الخلائق، ومالكهم، ومدبّر وجودِهم وحياتهم"
والله عز وجل رب العالمين، الملحد منهم والكافر والمشرك، وهذه ربوبية لا خيار للناس فيها، لأن الله عز وجل هو خالقهم.

وأما القول: " لماذا تكفرون الناس من غير المسلمين". فمن الذي كفرهم؟ أليس الله عز وجل ورسوله ﷺ؟ ما الفائدة من إرسال الرسول ﷺ إذا كان غير المسلمين مؤمنين ويدخلون الجنة؟ ماذا استفدنا من القرآن؟ ألا يكفينا الإنجيل والتوراة؟

أين نحن من هذه الآيات التي كفرت النصارى واليهود؟
قال الله تعالى: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ} [المائدة: 17]، وقوله تعالى: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [المائدة: 73]، وقوله تعالى: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ} [التوبة: 30]، وقال تعالى: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ} [آل عمران: 70]، وقال: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا تَعْمَلُونَ} [آل عمران: 98]، وقال تعالى: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} [التوبة: 31]، وقال تعالى: {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ} [البينة: 1].... وغير هذه الآيات الكثير الكثير، والأحاديث الصحيحة وإجماع الأمة عبر القرون جميعها.

أعتذر على الإطالة.. ولكن كان لابد من توضيح اساسيات الدين الإسلامي
منقول