يحتاج كل منا إلى البصيرة
فالبصيرة تجعل الإنسان يفكر فيما يرى
وفيما يسمع
وينظر ليكون على بينة ووضوح من الحقيقة
والتي تختفي فيما وراء الأشياء
وما وراء الكلمات
وما وراء المواقف
وتجعله يتطلع إلى ما هو أبعد من الصورة التي يراها

والبصيرة هي التي تدفعه
في المقابل إلى أن لا يتسرع في أية كلمة ينطق بها
أو في أي قرار يتخذه
أو حكم يحكم به
وذلك بما يبني في ذاته مناعة نفسية وروحية وفكرية
تحول دون أن يأخذه أحد إلى حيث لا يريد
أو أن يقع في المنزلق الذي يراد له أن ينزلق فيه

العرب تقول: رجل صاحب بصر نافذ
أي أنه يرى جيدا
فالبصر يري الإنسان ظاهر الأشياء
أما البصيرة تريك حقائق الأشياء

على الإنسان أن يكون متبصرا
يدقق في كل شيء
فإذا أبصر يبصر بوعي
وإذا سمع يسمع بوعي
وإذا نطق ينطق بوعي
وإذا حكم على الأُمور يحكم بوعي ومسؤولية
ويتجرد بعيداً من العاطفة والهوى والمصلحة

البصيرة لا تتحقق بسلامة العينين وإنما بسلامة القلب فكم من كفيف البصر نور الله بصيرته ففاق الاصحاء
لذا ورد في الحديث: «ليس الأعمى مَن يعمى بصره، ولكن الأعمى مَن تعمى بصيرته».

البصيرة تعني أيضاً أن يحكم الإنسان عقله في
كل الأمور فلا يكتفي بظواهر الأمور
بل ينظر إلى بواطنها عندما يقرأ
أو عندما يسمع
أو عندما يرى الأشياء من حوله فهو لا يخدع بجمالات الصور
ولا بتنميق الكلام
ولا بزخارف الدُّنيا وبهرجها والإنسان غالباً ما يُخدع بذلك وهناك الكثيرون يتفننون الآن بخداعه وقد باتت وسائل التواصل تساهم في خداع البصر والسمع
وفي تزييف الحقائق.

العبد بحاجة إلى أن يسأل ربه دائماً أن يرزقه البصيرة وأن يهدي قلبه
عندها سيلاحظ أن أحكامه أصبحت أكثر دقة سواء على الأشخاص
أو الأحداث والمفاهيم.

ما هي علامات فتح البصيرة؟
ومن أبرز العلامات هو امتلاك الشخص لحدس قوي يمكنه من رؤية مؤشرات ودلالات واضحة على بعض الأحداث
و هذا الأمر يجعل الإنسان ثابتا ومنفتحا في خطواته و واثقاً بشكل كبير بكل قرار يتخذه بشأن أمر من الأمور

من هم اصحاب البصيره؟
أهل البصيرة هم الذين يعرفون قدر نعمة الله بالهدى
و يشكرونها له
ويحبونه ويحمدونه على أن جعلهم من أهله

لذا فنحن كعبادٍ لله - عز وجل- دائما ما نكون في حاجة شديدة لسؤالنا لله عز وجل أن يعطينا إلهامه ورشده تعالى وأن يسددنا في قولنا وعملنا وآرائنا وحكمنا وسائر أعمالنا

ندى فنري
مدربة / مستشارة