اصنام الإعلام
ابني حبيبي.. عندما تقرأ هذا المنشور بعد سنوات إن شاء الله اعلم الآتي..
هذا الشخص هو لاعب الكرة محمد صلاح.. واحد من أفضل المواهب الكروية في تاريخ مصر.. وصاحب أفضل مسيرة احترافية في الرياضيين المصريين في التاريخ..

وهو ككثيرٍ من لاعبي الكرة صاحب تعليم فني متوسط ومستوى ثقافي ضحل.. وقد من الله عليه بشهرة عالمية جعلت الإعلام التافه يصور للناس أنه صاحب عقلية فذة.. حتى صار بعض الناس يلقبونه بـ "Mo Mentality"

ومن التسمية الأخيرة يا بني الحبيب يتضح لك أنه كان صاحب عقلية منسحقة ومازالت تنسحق أكثر وأنا أكتب لك هذه الأسطر.. فأول ما تنازل عنه هذا اللاعب كان اسمه الذي سماه به أبواه وتحول من محمد إلى Mo.. ثم انظر يا بني لهذه الصورة ستجد أن شركة ملابس رياضية ألبسته ملابس مهلهلة مثيرة للسخرية وعلقت في رقبته حذاءاً كدعاية لمنتجاتها ولعلامتها التجارية.. وهو يقف في هذه الصورة وأخواتها في التعليقات مبتسما ابتسامة بلهاء تنم على أن العقلية غائبة وواقعة تحت تأثير الشهرة والملايين.. عقلية جعلت صاحبها على كل هذه النجومية كدمى العرض في الفاترينات..

بُني الحبيب.. لا أعلم كيف سيكون حال الدنيا حينما تكبر وتصبح قادرا على قراءة وفهم هذا المنشور.. لكن إن كان ما يزال الحال كهذا الحال أو أسوأ فلا تنخدع يا بني بأصنام الإعلام وهذه القدوات المنسحقة تحت نعال الرأسمالية والشركات العالمية..

واعلم أن وظيفتك الأولى أن تكون مسلمًا عزيزًا بإسلامك مترفعًا عن مواطن الابتذال والدنو مهما كانت المغريات.. وتعلم يا بُني أن تُنزل الناس منازلهم بمعاييرك المنضبطة بضوابط الشرع والرجولة والمروءة والأصول لا بمعايير المال والشهرة والإعلام.. فرُب نجم في الإعلام لا يساوي في سوق الرجال ثمن ملابسه.. ورُب خادم في مسجد أو شيخ في محراب أو عالم في معمل أو فلاح في أرضه لا يدري به أحد وهو يزن في ميزان العقلاء آلاف الرجال..

وسلام لك يا بني من أبيك..

#دكتور_ناصر_سامي