نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


حذرت دراسة علمية حديثة من أن الرجال في روسيا يخاطرون بفقدان أرواحهم بسبب تناولهم مشروبات كحولية هي عبارة عن خليط من الكولونيا وعطور الحلاقة والمنظفات.
وقدر باحثون بريطانيون أن نصف الوفيات بين الرجال الروس في سن القدرة على العمل، تعود إلى تناول الكحول في صورة مواد خطيرة على الصحة.
وتقول الدراسة، التي نشرتها مجلة لانست الطبية إن هذه المواد تشمل صبغات من الأعشاب ، متنوعة الأشكال وتباع في الصيدليات بأسعار رخيصة لكنها تحتوي نسبة من الكحول تبلغ 97%.
ولا تحتوي هذه المواد نسبة من السموم، لكنها تعد قاتلة بالنظر لمعدل الكحول المرتفع في تركيبها.
و يصنف متوسط العمر للرجال في روسيا عند معدل منخفض بشكل غريب، إذ يبلغ 59 عاما بالمقارنة مع 72 عاما لمتوسط أعمار النساء.
وقد أظهرت دراسات سابقة مستويات عالية من استهلاك الكحول بين المواطنين في روسيا حيث يحظى مشروب مثل الفودكا بشعبية واسعة.
لكن الفريق الذي أشرف على الدراسة وهو من كلية الطب الاستوائي والصحة العامة في جامعة لندن، حاول استكشاف الأثر الذي تسببه المشروبات غير العادية.
ودقق الفريق في 1750 حالة وفاة لرجال تتراوح أعمارهم بين الخامسة والعشرين والرابعة والخمسين فيما بين عامي 2003 و 2005.
وأجريت الدراسة بمدينة إشفيسك، وهي مدينة روسية نمطية بمنطقة جبال الأورال، وتحقق الباحثون من عادات تناول الكحول للرجال المتوفين عبر مقابلات مع ذويهم.
وفيات عالية
وتبين أن عادة الشرب الخطير، وتعني الإفراط في تناول مشروبات عادية مثل الجعة والخمور والمشروبات القوية كالويسكي والفودكا والمشروبات الكحولية غير المصنفة، كانت سببا في نسبة 43 % من الوفيات.
كما تبين أن احتمالية وفاة الرجال الذين يتناولون هذه المشروبات بإفراط كانت أعلى بست مرات عن الرجال الذين لا يشربون إطلاقا أو ليس لديهم مشكلات كحولية.
أما الرجال الذين يتناولون المشروبات الكحولية غير المصنفة فإن احتمال وفاتهم تزيد بمعدل تسع مرات عن الذين لا يشربونها.
وقال كبير الباحثين البروفيسور ديفيد ليون " نحن نتحدث عن مواد مثل ماء الكولونيا وعطور ما بعد الحلاقة التي تباع في الأكشاك بأسعار رخيصة لانها لا تندرج تحت تصنيف الضرائب على الكحوليات".
وأضاف " لقد حللنا المكونات السمية لهذه المواد وتبين أن ما تحتويه هو ماء وإيثانول، ومكسبات رائحة، ولهذا فإن السبب في الوفيات هو ما تحتويه من تركيز عال للكحول في مادة جاهزة للشرب".
ورجح ليون أن يكون معدل الوفيات أعلى قائلا إن الدراسة اقتصرت على الرجال الذين كانوا يعيشون مع عائلاتهم، وطالب بفرض قيود مشددة على بيع تلك المواد.
ويقول أندرو مكنيل، مدير معهد الدراسات الكحولية، إن مشكلة الإفراط في تناول الكحوليات منتشرة في أوربا الشرقية بشكل عام.
وأضاف" لقد نمت الظاهرة في ظل الشيوعية عندما كان الكحول هو الشيء الوحيد الذي يقدر الناس على شرائه، وقد حاول جورباتشوف إفاقة الجميع لكنه لم يقدرعلى ذلك".
ويضيف مكنيل إن النمو الاقتصادي السريع في السنوات الأخيرة ربما قد أضاف إلى المشكلات الاجتماعية التي تزيد من الإفراط في الكحوليات.