يا بني ..
تَميل الشّمس إلى جهتك .. تُنبتُ لك زَرعك ..
أو ؛ تزاورُ عنك حتّى لا تحْرقك .. أو ربّما تتوقّف ساعةً تحسِم لك المعركة ؛ مثل يوشَع !

تفعل لك ذلك ؛ إن كنت بدريًّا في اكتمال !

لقد كانت معركة بدرٍ ؛ معركة إقرار الحَقائق ..
إذ كشَفت علانية ؛ عن أسباب المدَد الإلهيّ ..
وكيف تقطِف الأحلام .. ويُحصحص بين يديك الفَجر !

لقد كشفت معركة بَدر ..
أنّ طاقة المؤمن ؛ مثل زِناد يبلغ المُستحيل ..
إذْ يقول الله { إنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ } !

فالمُؤمن في طاقة إنتاجه ؛ يَفوق عِشرين ..
وهذا بعض معنى الحديث ( وكنتُ يده التي يبطِش بها ) !

فإن تدَنّى العبد ؛ كان الواحِد باثنين .. { فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ ۚ } .
ولا أقل من ذلك !

لقد كشَفت معركة بَدر ..
أنّ التّوحد بين الروح البشرية والروح المَلائكية ؛ يشرعُ الأبواب للتنزّل العلوي ..ّ ويَمنح الأيدي المُقاتلة ؛ سُيوفاً سماوية !

فحين تجاورت أرواح أهل بدر مع أرواح الملأ الأعلى ؛ استَحقوا اختلاط الأنفاس في القتال !

كشَفت معركة بَدر ..
أنّ ترسانة تعكف على صناعتها بكلِّ ما تملك ؛ يمدّها الله بما يُحيلها حديداً .. ولو كانت ضُلوعك التي بين جَنبيك !

لذا ..
اطلِق صهيلك ؛ حتى يبلُغ المدى .. عندها ؛ تَتنادى لك الملائك بالأثر !

صَلِّ باشتعالك ..
وهروِل الى الله ؛ بثوْرة الإيمان ..
صَلِّ صلاة تائب ؛ عن خيانة الجهاد !

الجهاد ؛ أن تبذل وسْعك ..
وسورة الأنفال ؛ تُخبرك أنّك قادرٌ أن تمتدّ على كلِّ أطراف السّواحل بسَعيك ..
فأنت بروحِ عشرين مُقاتل !

لرَكعة في جِهاد الوسعِ ؛ تنصب لك أمواجاً من الأجر .. أحبّ إلى الله من رَكعة جَسد ؛ كان قادرا ًأن يصنع الفُلك .. لكنّه ترك الطّوفان ؛ يغمر المآذن !

لا تخشى الحَرب ..
فالسّيف لا يسلِب الرّوح ..
إنّما يسلب الرّوح ؛ الوَهن !

الوَهن ..
يضعُ لك فواصِل ؛ في وثيقة العبور الى الفِردوس الأعلى .. ويظلّ بك حتّى تصير في هامِش الشَّرف !

لقد كشَفت معركة بدر يا ولدي ..
عن بصيرةِ المؤمنين ..
فرأوا الملائكة على خيلٍ بِيض .. كلّ حبّة رملٍ ؛ تنتفض في أيديهم قهراً على الظّالمين !

كانت الكائنات ؛ تصلّي لأجلِ بَدر ..
وترتّل الملائكة سُورة الأنفال .. و { يُهزم الجمع ويُولّون الدُّبر } !

يومها ..
كشَفت معركة بدرٍ عن الإيمان الثائر ؛ أنَّه وحده من يمتَصّ لهاثَ العَجز فينا !

ترى ..
كمْ مِن الإيمان ؛ نحتاج كي نكون مثل بَدرِيّ ؟!
مثل شلّال سنابل ؛ خطوته في الأرض تُكتب بخَطوة عِشرين مُجاهد !

{ أعدّوا } ..
هكذا كان الأمر ؛ فأعدوا كل الوسع ..
ثمّ قَلّ العدد ؛ فاستحقوا المَدَد !
كانت السّماوات ؛ مَلأى بالوُعود ..
وعلى الأرض ؛ علامات مَصارع القوم !

كلّ الجهات كانت حُبْلى بغيم النّصر ..
" لكنّ الأبواب ؛ لا تُفتح بدون طارِق " !

لذا ..
ظلّ النّبي جاثياً على رُكبتيه .. في ليلةٍ ؛ كانت تصهل خيلُ الملائكة فيها في عَرض السّماوات كلّها ..
وتنتظر دعوةَ النّبي كيْ تَدنو وتتجلّى ؛ مثل بَرقٍ خاطِف .. يقلِب الموازين لصالحِ مَن أعدُّوا !

لصالح من سَقطت عَباءتهم ؛ مِن شدّة الدّعاء عن المَناكب !
..
بالإِعداد ، والدُّعاء اكتمل الترتيل ؛ فاستحقوا التّنزيل !

الإيمان الواعي ..
تِلك هي قصّة بَدر ..
لا الإيمان الباكي !

بدَْر ؛ هي بدرُ الحقيقة ..
أنّ النّصر ربانيّ السِّمات والشّمائل ..
فإن فهمتَ يا ولدي ؛ فأعرِض عَن هزيمتنا ولا تُجادل !

#د_كفاح_أَبو_هنّود
#GazaUnderAttack
#savesheikhjarrah