القائدُ السفاح والجمهور

وكلما اقتربتُ من فستانها المعجون بالسنابل الملوّنة
أشم طعم السكر المطحونِ
والنبيذ
أمرّغ الوجه الذي تجعلكت جوانبه
أبوح كلّ سَكْرتي في حضنها
وأستريح نصف ساعةٍ
لأكسر الزمان
أموت أو أنام
واللاتِ والأفخاذ والآلام
برعشة قدسيّة تكهربتْ جنيّة الأحلام
والأرضِ.. هذا الجزء من ضميرنا المسحور
توحّدت ما بيننا الأثداء والنحور
كالماء والصنبور
والريش والعصفور
والخبز والتنور
كالله والزعرورْ
كالقائد السّفاح والجمهور
برعشة قدسيّةٍ
البرق فرّ من سحابةٍ بطيئةِ الهطول
بصعقة وحيدة تفجّر الشلال
والماء طار عالياً
ليُركِع الجبال
ومرّت الفصول
والشمس مازالت على غروبنا تصول
تصولُ أو تجول
لا تمعنوا التفكير إذ أقول
فالنيزك المجنون لا يلفّ حولكم ولا يدور
كالقائد السفاح والجمهور
برعشة قدسيّة
أدمَنَتِ القصيدةُ العبادة
إيمانها بالتين والزيتون والإنسانِ
بالحياة والممات والولادة
وقدّمتْ لأمي العذراء
رغيفها المدهون بالأحزان والسعادة
بالسكّر المطحون إذ يراودُ القلادة
ويوقظ الوجهُ الذي تَجَعْلَكتْ جوانبُه
الجنَّ والطيور
إنجيلَنا قرآنَنا توراتَنا كتابَنا الزبور
والأرضِ.. هذا الجزء من ضميرنا المسحور
وكونِنا الذي لا بدّ أن يدور
واللهِ في بلادنا
لا بدّ أن يصفّقُ الغيابُ والحضور
للقائدِ السفاح والجمهور