. . . انطفأتْ شمعةٌ كبيرةٌ من شمعاتِ هذه الحياةِ الدنيا الأولى ، ولعلها أضاءت في سماءِ الحياةِ العليا الآخرة .
. . . توفي يوم أمس الأحد 28 / 2 / 2021 رجلٌ فاضلٌ كبير كان لي سنداً كبيراً ودعامةً عتيدة ، وكنتُ ألجأُ إليه كلما حلَّ بي أمرٌ جلل ، أو أصابتني مصيبةٌ كبرى ؛ فأجدُ لديهِ الحلَّ المناسبَ والكلماتِ الشافية .
. . . غابَ عن عالمنا أستاذٌ باحثٌ قديرٌ متميزٌ هو الأستاذ مروان مراد .
. . . عاصرتهُ خمسَ عشرةَ سنة ، فاكتسبتُ منه علماً ومعرفةً ، وحاولتُ كثيراً أن أحذوَ حذوَهُ في لطافتهِ وأناقتهِ وإنسانيته .
. . . أستاذي القدير : الكلماتُ والعباراتُ تعجزُ عن أن تجعلني أفيكَ حقكَ مما كنتَ تهبني إياهُ من تشجيعٍ ودفعٍ معنويٍ يفوقُ كل وصف .
. . . كنتَ مثالاً باذخاً جداً للإنسانيةِ الكبيرةِ والحبِ الوافر الغزير ، أحببتَ كل الناس ، ما عهِدتُكَ باعدتَ أو جافيتَ أحدا .
. . . ولا أنسى ما أنساهُ يومَ رأيتكَ أولَ مرةٍ في الجمعية الجغرافية عام 2005 في محاضرتي الأولى ، فأخذت بيدي ونهضتَ بي وشجعتني للمضي قدما ، وأخذتني إلى مكتبةِ الأسد وحجزت لي موعداً لتقديمِ محاضرةٍ في مدرج المكتبة ؛ فكان لي من ذلك دعماً معنويا كبيرا جدا .
. . . ولو أردتُ أن أعدِّدَ أفضالَكَ وإنجازاتَك وميزاتِك لما كفتني صفحاتٌ وصفحات ؛ ولو ألتقي مع محبيكَ لنكتبَ عن أفضالك لكانت لنا مجلدات .
. . . أستاذ مروان أنا مَدينٌ لك بالكثير .
. . . أبكيكَ بكاءً مريراً جدا لم أبكِ مثلَهُ من قبل ، لقد جعلني رحيلُكَ أحسُّ بالوحدةِ والوحشة .
. . . حين يقولون ( إنسانٌ فاضل ) ، فأنت فاضلٌ حقاً .
. . . أين أنتَ أيها الكبير لتُصححَ لي وترشدَني وتعلِّقَ على هذا الكلام .
. . . ليرحمْكَ الله أيها العزيزُ الكريم ، وليدخلْكَ الجنانَ الفسيحة .
. . . عزائي الشديد إلى أقربائهِ وأصدقائِهِ ومحبِّيه .