إنها لا تخشى قدوم الخريف



كانت خضراء يانعة
ترفرف مع مثيلاتها
لتعطي النسيم العليل
والظل الوفير

لأنها طيبة، ثمارها طيبة
تدخل السرور في نفوس الجميع
وخيرها لا ينقطع
لا تدَّعي التفرد

الورقة الشاحبة، ينقصها النيتروجين
والتي عروقها خضراء، وشاحب ما حولها، ينقصها الحديد
والتي تحترق أطرافها، ينقصها البوتاسيوم
والتي تعطي ثماراً ألوانها رديئة، ينقصها المغنيسيوم

الورقة السليمة، لا تحب أن يكون ما حولها هزيل
لأنها لا تلفت النظر، إلا للمفترس من الحشرات، فتُفترَس
لأن من يك ذا فضل فيبخل بفضله، يُستغنى عنه ويُذمم
هذا من الطبيعة

يأتي الخريف، فتتبرع السليمة لأمها بكل ما في قلبها
فبعد الخضرة اليانعة
تحمّر وتصفّر ويتحول لونها بني
لتسقط من دون أن يكون في كفنها ذهب

تسقط في كرنفال بهيج
مع مثيلاتها
دون أن تتشبث بالبقاء المصطنع
لذلك، فهي لا تخشى قدوم الخريف