صراخ وعويل وبكاء شجي تخلطه حروف تكسر القلوب من حنجرة رجل خمسيني يناشد اهل المهاجرين بمساعدته ليطعمي أولاده الجوعى وقلوب الناس تسمعه من خلف الجدران وتختلس النظر إليه فالكل ظمآن للسعادة ويمكن أكثرهم يصرخون بصمت مثله.. ما أصعب ان تنهمر دموع رجل على خده لعجزه عن تأمين مايقتات به اهله، حالات تدمي قلوب سامعيها نراها كل يوم في جمعية إسعاف الفقراء..
نحن على أبواب عيد مبارك العيد الذي افتقد البهجة والفرح والسرور العيد الذي قال فيه نزار :
يا عيد عذراً فأهل الحيِّ قد راحوا..
واستوطن اï»·رض أغراب وأشباحُ...
ياعيد ماتت أزاهير الرُّبى كمداً..
وأوُصِدَ الباب ما للباب مفتاحُ...
أين المراجيح في ساحات حارتنا..
وضجَّة العيد والتَّكبير صدَّاحُ...
الله أكبر تعلو كل مئذنة..
وغمرة الحبِّ للعينين تجتاحُ...
أين الطُّقوس التي كنَّا نمارسها..
ياروعة العيد والحنَّاء فوَّاحُ...
وكلنا نصنع الحلوى بلا مللٍ..
وفرن منزلنا في الليل مصباحُ...
وبيت والدنا بالحبِّ يجمعنا..
ووجه والدتي في العيد وضَّاحُ...
أين الذين تراب اï»·رض يعشقهم..
فحيثما حطَّت اï»·قدام أفراحُ...
أين الذين إذا ما الدَّهر آلمنا..
نبكي على صدرهم نغفو ونرتاحُ...
هل تذكرون صلاة العيد تؤنسنا..؟
وبعضهم نائم والبعض لمَّاحُ...
وبعدها يذهب الإخوان وجهتهم..
نحو المقابر زوَّاراً وما ناحُوا...
لكن أفئدة بالحزن مظلمة..
وأدمع العين باï»·سرار قد باحُوا...
كنا نخطِّط للأطفال حلمهم..
ونبذل الجُّهد هم للمجد أرواحُ...
تآمر الغرب واï»·عراب واجتمعوا..
فالكل في مركبي رأس و ملَّاحُ...
وأين أسيافنا والجَّيش عنترة..
وأين حاتمنا هل كلهم راحُوا...
يا عيد عذراً فلن نعطيك فرحتنا..
مادام عمَّت بلاد الشَّام أتراحُ
نسأل الله أن يعيده علينا وعليكم بالخير واليمن والبركات والبهجة والسرور.
هيثم قصيباتي