-
العرب من الانبهار إلى"الانقهار"!! 1- 2
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله .. هذا اعتراف تأخر كثرا .. تأخر قرابة عقد من الزمان!ربما كانت تنقصني "الشجاعة"لأعترف بالعجزعن الرد على "تعليق مفحم"أتاني من إحدى الأخوات الكاتبات .. كأنت أسمع برنامجا من إعدادها قبل عقود ..ثم عثرت على "بريدها" .. فكنتُ أرسل لها – ولغيرها ذكورا وإناثا – بعض نزف قلمي.كتبت – ذات مقالة – عن المرأة السعودية.. فسألتني :لماذا تحتقر المرأة السعودية؟تعجبتُ بطبيعة الحال .. وقلت لها إن كل ما أكتب من أجله .. هو تبيان تجربة المرأة الغربية أولا .. ثم المرأة العربية التي سبقت المرأة عندنا للعمل خارج المنزل .. مثل مصر والشام .. والهدف هو أن تتجنب المرأة السعودية الأخطاء التي وقعت فيها المرأة هناك .. إلخ.السويسرية نيكول ديف عملت عشر سنوات وحين أنجبت تركت العمل وقالت – في لقاء مع صحيفة القبس الكويتية بتاريخ 22 / 3 / 1979م - : (أنا من أنصار تحرر المرأة ولكني أؤمن في نفس الوقت بأن رسالة المرأة الأساسية هي الأمومة. وتفرغ المرأة لزوجها وأبنائها لا يتعارض مع تحرر المرأة بل العكس هو الصحيح، وأضافت تقول إنني أرى أن كل مشاكل انحراف الشباب في عالمنا المعاصر ترجع إلى عدم تفرغ المرأة لبيتها وأبنائها فالاعتماد على المربيات ومؤسسات الحضانة أدى إلى كل مظاهر الضعف النفسي المتفشي في الجيل الحالي كما أدى إلى تفكك الأسرة وجرائم الأحداث ){ ص 94 ( المرأة العربية المعاصرة إلى أين؟))والفرنسية كريستان كولنج ألفت كتابا بعنوان"أريد العودة إلى المنزل"والبريطانية من أصل استرالي جرمين غرير ،صاحبة كتاب"الأنثى الخصي"تراجعت عن بعض أفكارها .. (مؤكدة أنها تعتقد بوجود فروق جوهرية بين الأنوثة والذكورة،وأن الحصول على حقوق المرأة ليس معناه التضحية بأنوثتها أو بالعلامات الفارقة التي تميزها عن الرجل.){ صحيفة الشرق الأوسط العدد 5562 وتاريخ 9 / 9 / 1414 = 19 / 2 / 1994م}.وصحيفة الشرق الأوسط تنشر مقالة جاء فيها :(من تجربة المرأة الأمريكية التي تحسدها عليها نساء العالم والدعوة لعودتها إلى البيت والأسرة،لا تنحصر الدعوات في تلك الصادرة عن الرجل، وإنما تصدر تلك الدعوات وهو الأمر المهم، من المرأة الأمريكية نفسها، إذ تفيد الإحصاءات والاستطلاعات أن حوالي 60 % من النساء الأمريكيات العاملات يتمنين ويرغبن في ترك العمل والعودة إلى البيت){ جريدة الشرق الأوسط العدد 5949 في 12 / 10 / 1415هـ. }.هذا ومثله كان تعليق تلك الأستاذة الكريمة عليه .. والذي أعترف أنه"أفحمني" .. هو قولها :(المرأة الأمريكية تختلف عن المرأة السعودية)الجمني هذا التعليق .. !!صحيح أن المرأة السعودية تقع تحت سطوة حديث(.. والمرأة راعية على بيت بعلها وولدها،وهي مسؤولة عنهم ..) أو كما قال صلى الله عليه وسلم.. بل توجد دراسة عن المرأة السعودية – أجراها الأستاذ الدكتور مبارك الجوير – وجد فيها أن نسبة كبيرة من النساء السعوديات العملات يعانين من ضغط العمل داخل المنزل وخارجه .. وإحساسهن بـ"الذنب"لتركهن الأطفال دون رعاية ..إلخ.وصحيح – بالتالي – أن المرأة الأمريكية لا تقع تحت ضغط الحديث الشريف المذكور .. كما أنها – أي الأمريكية – لا تعاني من"واجبات اجتماعية" : من عزائم في منزلها .. وتعازي .. وأعراس .. و"عقيقة" .. وزوج يرى "مساعدة الزوجة في المطبخ".. ينقص رجولته .. إلخنعم. هناك فرق بين المرأة الأمريكية .. والمرأة السعودية!في تصوري أو في تأملي .. لتعليق أختنا الكاتبة الكريمة .. أننا كأمة عربية انتقلنا من "الانبهار" أي بحضارة الغرب .. إلى"الانقهار" .. من توجيه أي نقد للحضارة الغربية .. ولو صدر عن شخص مثلي "متخلف" ينتمي إلى عالم ثالث متخلف .. لهان الأمر .. ولكن حين يصدر النقد من الغربيين أنفسهم فهذا الذي"يقهر" ويجعل الوجه يحمر "قهرا"!!سنأخذ مثالا أو اثنين ..أولا : هذا بعض ما كتبه الأستاذ مصطفى درويش،تحت عنوان "القرن الحادي والعشرين وهموم دولة كبرى"كتب :(يقول أستاذ أمريكي زودته سنوات عمره الطويلة بالخبرة والحكمة:"في الستينات كان السكان ينامون وبيوتهم غير مغلقة من الداخل،ويمشي المرء في الشارع عند منتصف الليل وهو آمن،واليوم أكبر تجارة هي تجارة تحصين البيوت وتأمينها واتصالها بالشرطة"ويضيف :"يسير المجتمع الأمريكي على حبل مشدود بين السماحة التي تولدها الحضارة والإباحية التي كانت دائما سبب سقوط الحضارات،وقد تجاوز المجتمع الأمريكي السماحة ووصل إلى حد الإباحة،عندما وصل بالحرية إلى أقصى مداها،فتحول الجنس إلى سلعة،وتخلى الكثيرون عن طهارتهم القديمة (..) وتزايد عدد الأبناء غير الشرعيين وقويت حركة الشذوذ (..) لم يكتفوا بأن يُقبلوا بل اخذوا يبشرون بشذوذهم وكأنهم أصحاب دعوة جديدة،وانقلبت حركة تحرير المرأة إلى مشاحنة بين الرجل والمرأة،حتى أوشك النسيج الاجتماعي على التمزق ،وهو ما تؤكده الإحصاءات الاجتماعية ففي 1993،زاد الطلاق خلال الثلاثين عاما الأخيرة بنسبة 200% وزاد الأبناء غير الشرعيين بنسبة 420% وارتفعت الجرائم العنيفة بنسبة 560%){ ص 14 (مجلة الهلال القاهرية عدد أغسطس 1994م. }إن اعتراف هذا"الأمريكي" - قبل أكثر من ربع قرن - بما وصلت وأوصلت إليه الحضارة المادية الغربية .. يثير "قهر"المنبهرين .. كما سنبين في المثال الثاني :الأستاذ مصطفى درويش نفسه كتب تحت عنوان :(" هوليود مراقبة : محنة صناعة الأفلام مع جماعة الاحتشام"، وكان يعلق على كتاب ( هوليود مراقبة : القواعد الأخلاقية الكاثوليك والأفلام) لمؤلفه جريجوري بلاك، يقول الأستاذ مصطفى :( وأعود إلى فاتحة الكتاب لأقول أنها استهلت بكلمات جاءت على لسان" روجر ماهوني" كاردينال لوس أنجلوس في بيان وجهه إلى اتحاد معاد للأفلام الجنسية مركزه هوليود .. ومتى؟ في فبراير 1992، أي في أيامنا هذه، والقرن العشرون على وشك الرحيل. وكان بين ما جاء في كلمات ذلك البيان أن صناعةالافلام تشكل عدوانا على القيم التي يؤمن بها أغلب الناس في المجتمع الأمريكي، وأن تلك الصناعة لم يعد في وسعها الاختباء وراء صرخة حرية التعبير، تطلق في غير محلها بين الحين والحين. ولم يكتف بيان الكاردينال بذلك الاتهام، وإنما طالب بإحياء قواعد الرقابة على الأفلام، التي كان معمولا بها من 1930 وحتى 1966 (..) وكانت حجته التي تذرع بها للمطالبة بالعودة إلى الماضي هي موجة الجنس المفرط والعنف المسرف التي اجتاحت الأفلام، وضرورة وضع حد لها حفاظا على القيم من الزوال. الأمر العجاب فيما تقدم أن الكاردينال في بيانه لم يضع في الاعتبار الأهوال التي مرت بها الإنسانية { تحدث الكاتب عن الحرب العالمية وإلقاء القنبلة الذرية، والاختراعات المذهلة التي أنجزتها الإنسانية، ومن بينها غزو الفضاء، وثورة المعلومات، والاتصالات، والقفزات التي حققتها الديموقراطية،وحرية التعبير، إثر اندحار الفاشية وقوى الظلام الشمولية .. يا ساتر ثم يكمل :} فالكاردينال والحق يقال إنما يريد بطلبه إحياء قواعد الرقابة، والعودة إلى نظام عفا عليه الزمن){ مجلة الهلال القاهرية سبتمبر 1996م.})نعم."كاردينال" أمريكي غربي .. من العالم المتقدم جدا .. يُطالب بعودة الرقابة على الأفلام .. فيحمر وجه عربي مسلم .. ويعتبر هذه "ردة"عن الحضارة والتقدم!!نختم بأسطر من أخينا"بيجوفيتش" ( حرب الثلاثين أخرت ألمانيا. ويتحدث المعاصرون للحرب عن التوحش والتأخر الروحي العام الذي يطبع النصف الأخير من القرن السابع عشر في هذا البلد. وبدأ الإصلاح بداية القرن الثامن عشر باستيقاظ الوعي الشعبي،وانتعاش التقاليد الألمانية ومناهضة التأثير الأجنبي.كل نهضة تبدأ بالشعور بالاحترام تجاه الذات نفسها. وإذا صلحت فإنه لا يُفهم وضع سياج إزاء بقية العالم،ورفض أي اتصال. إنه اختيار الطريق الذاتي والاتصال ذو المسربين مع بقية العالم. هذه هي النهضة الحقيقية.){ ص 165( هروبي إلى الحرية)}.وبعد .. إن قدر الله – سبحانه وتعالى – فسوف أكتب جزء ثانيا لهذه الكُليمة أو لهذا الاعتراف .. ولكن تحت عنوان مختلف.. هو"فيلم وهابي" .. والأصل أنه "فيلم سَلفي" ولكن لتشابه "سَلَفِي" مع"سِلْفِي : Selfie"اخترت "الوهابي"أبو أشرف : محمود المختار الشنقيطي المدني
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى