فتحتْ باب الفرن و أخرجت صينية فيها فطائر ذهبية منتفخة شهية.
شعرت برائحتها تداعبني في قعر ذاكرتي. كنت أقف في المدخل منتظرة أن تسمح لي بالدخول لكنها كانت مشغولة بإعداد الغداء فلم تلتف إلي. انضم زوجها و أبناؤها للمائدة. بدأت توزع عليهم الفطائر.
قال الطفل الصغير لوالدته: أمي ألن ندعو السيدة التي في الخلف لتتناول الطعام معنا ؟
نظرت الأم في استغراب : أي سيدة تقصد؟
قال الابن: السيدة التي تقف وراءك تماما.
التفتت الأم وراءها في دهشة ممزوجة بالرعب. تجمدت في يدها فطيرة بالجبن. مددت يدي لأتناولها لكن لم أستطع إمساكها . أكدت الأم لابنها انه ليس ثمة سيدة تقف في الخلف. و أنه يتخيل أشياء غير موجودة
أنصت الطفل لما تقوله أمه وغمغم بحسرة : لن ترى من الأشياء إلا ما تريد أن تراه.
تركت الأم فطيرة على الطاولة بعد انتهاء العشاء و أطفأت أنوار المطبخ و ذهبت للنوم. لكنني حتى الآن لم أتمكن من الوصول إلى الفطيرة.