للأب أدوار هامة من الناحية النفسية غير دفع المصاري.
منها دوران أساسيان في تطور الأبناء.
١-يقوم الأب بالفصل بين الأم و ابنها،و بذلك يمنع إلتحامها و تماهي الطفل مع أمه.
٢- يمثل الأب السلطة و القانون في الأسرة.
و بذلك تتكون لدى الإبن الأنا العليا.
إن الخلل في الوظيفة الأولى كأن يكون دور الأب ضعيفا مهمشا،و تكون الأم شخصية قوية تمتلك القرار الأول و الأخير، يؤدى إلى علاقة ثنائية نتيجتها إصابة الطفل بعمر الشباب إما الفصام أو بالجنسية المثلية أو بكليهما.
و أما الخلل في الدور الثاني فيؤدي إلى عدم بناء الأنا العليا بشكل صحيح عند الإبن/الإبنة.
فإن ضعفت و كانت هشة كانت النتيجة أن الإبن سيكون سايكوباتيا أي مصابا بإضطراب شخصية معادية للمجتمع.
و أحيانا تعاوض الأم عن غياب دور الأب و تبالغ بزرع القيم و الكمال عند الإبن/ة فتبني الأنا العليا بشكل مبالغ مما ينجم عنه أنا عليا (أي الضمير و القيم و الدين و القوانين و العادات و ....)قوية صارمة أكثر مما ينبغي و هذا سيتظاهر فيما بعد بالوسواس القهري أو بالشخصية الوسواسية.
إن معرفة الخلل العلاقاتي بين :
الأم-الإبن-الأب يمكن طبيب النفسية من معرفة نوع المرض النفسي المصاب أو الذي سيصاب به الإبن.
للوراثة الصبغية دور لا يمكن تجاهله،بيد أن الوراثة الإجتماعية التطورية عبر تعلم نواة المرض النفسي من الأم له الدور الأكبر.
لعل ما أقوله مبني على فرضية تحليلية قديمة،و لكن ما أشاهده يوميا هو ما أراه و ألمسه بكل وضوح.
و هو ما دفعني لكتابة ما سبق،و أنا أكتب ما أكتب بهدف الفائدة و تجنب الأخطاء،و لا أوجه إتهاما لأحد،فأنا طبيب و لست قاضيا و لا أسعى لمحاسبة الناس.
الدكتور همام عرفه