بين الواعظ والعارف:




الواعظ يبكيك، والعارف يرقيك


الواعظ ينصحك ويُغريك، والعارف ينصح لك ويربيك


الواعظ يذكرك بذنبك، والعارف يشغلك بربك

الواعظ وسيلته الكلمات، والعارف وسيلته الهمم العاليات


الواعظ لا يتجاوز الإسلام والإيمان، والعارف يغرف من بحور الإحسان والإيقان


الواعظ يدعوك للأحكام، والعارف يدخلك حضرة العلّام


الواعظ يتكلم عن حفظ وتزويق، والعارف يتكلم عن شهود وتحقيق


الواعظ يقيم لك الدليل والبرهان، والعارف يفتح لك البصيرة والعيان


الواعظ عينه على معصيتك وتقصيرك، والعارف قلبه على مقامك ومصيرك


الواعظ يبحث عن الشر ليطفيه، والعارف يتتبع الخير لينميه


الواعظ همته في حصول التأثر والحال، والعارف همته في المقامات ومنازل الرجال


الواعظ يخوفك ويقيمك على وجل، والعارف يطمئنك ويفتح لك باب الأمل


الواعظ يفرق قلبك بالمسائل والقضايا، والعارف يجمع شتاتك على رب البرايا


الواعظ يقول ما عنده ويتركك، والعارف يزرع فيك ويتعهدك


الواعظ يرمي الحمل كله عليك، والعارف يحمل عنك ويأخذ بيديك


الواعظ يراك من غير جنسه، والعارف يحلك محل نفسه


الواعظ يذكرك بما في العالم من قبائح وشرور، والعارف ينبهك إلى ما في العالم من الجمال والنور


الواعظ خائف على الدين، والعارف خوفه على المسلمين


الواعظ إذا لم ينطق كسفت شمس إشراقه، والعارف إذا سكت ينير باطنك بإطراقه


الواعظ يدعوك إلى الحور والقصور، والعارف همته في الحضور ورفع الستور


الواعظ يحتاج من يعظه، والعارف عظم باليقين حظه


الواعظ يعجبه تكثير العدد، والعارف مشغول بتكثير المدد


الواعظ يذكر خيرية الأوائل السابقين، والعارف يرفع قدر ثلة الإحسان من الآخِرين