تطمينات ربانيّة تدرأ الوساوس وتطرَح الهواجس :
قال تعالى : ( والله غالب على أمره ولكنّ أكثر الناس لا يعلمون ) تصدّرت هذه الآية الكريمة أحداث قصّة يوسف عليه السلام ، وكان لها صداها الواسع في خضمّ تلكم الأحداث الجسام ؛ فقد تولّى سبحانه وتعالى أمر يوسف – عليه السلام – فأحوج القافلة في الصحراء للماء ، ليخرجه من البئر ، ثمّ أحوج عزيز مصر للأولاد ليتبناه ، ثمّ أحوج الملك لتفسير الرؤيا ليخرجه من غياهب السّجن وعُزلته ، ثمّ أحوج مصر كلّها للطعام والأمن الاستراتيجيّ ليصبح عزيز مصر .
ثمّ جاء في خواتيم قصّة يوسف عليه السلام ( إنّ ربي لطيف لما يشاء ) واللطيف هو الذي يصل إلى تمام غرضه في خفاء ورفق من حيث لا يشعر به الآخرون ، فالله سبحانه وتعالى ربّ الأرباب مسبّب الأسباب ، إذا أراد شيئاً أتاه من حيث لا يحتسب البشر فَــ (مَنْ ظنّ انفكاك لطفه عن قدَرِه فذلك لقصور نظرِه ) .