الشهر هو وحدة البناء التربوي والمعرفي , وخير طريقة لتقسيم خطتك الكبرى إلى وحدات زمنية تشغيلية , فتُنهي كتاباً عميقا , أو تتخلص من عادة سيئة أو تتعلم مهارة جديدة ..
الشهر هو أكثر تقسيمات الزمن التي ترفع شعورك بعمرك فاليوم سريع ينسخه قدوم يوم جديد , والسنة طويلة يُنسي بعضها بعضا ..أما الشهر فهو مُحرّك اليقضة , ولبنة البناء المتماسك ...
حملُك كان تسعة أشهر ..تُبنى خلقا من بعد خلق في كل شهر ..فاستمر بذلك متجدداً في كل شهر ..
دُر مع القمر ..أشرق باشراقه واكْبُر بمنازلك مع منازله ..ثم انظُر إليه حين يطْلُع وتذكر حبيبك محمد حين يقول : (هلال خير ورشد ربي وربك الله) كلاكما لربّ واحد ! زملاء في فلك العبودية , تتنافسان على الخير والرشد ..فلْترشد..شهرا فشهرا
ولهذا كان رمضان شهرا
والريح لسليمان غدوها شهرا ورواحها شهرا ..
وتكفير خرق الصيام بين الزوجين يحتاج وحدتين تربويتين (شهرين متتابعين)..
والقتل الخطأ كذلك ...(التربية بالأشهر )..
ألفُ شهر ؛ يعني ثلاثة وثمانين عاما عمر شيخ طاعن في السن تُتوقع فيه الحكمة والحلم والرحمة وعمق التجربة ..
ليلةٌ مع الله ضمن شهر لله يعدلُ عمراً طويلا ثمينا ً ..فكيف بعمرٍ على طريقه عز وجل !
ليلة القدر ..هي القَدْرُ الكبير النوعي في مدة قصيرة ! عُنوان (الكفاءة والفاعلية) حين يجتمعان ..في أمة باتت لا تعرفهما !
ليلة القدر المادة الفعالة في سواغ زمني مدته شهر ...لم تكن في آخره بل في ثناياه ..ليقول كل منا لنفسه : هل لمستُها ؟ هل تغيّر شئٌ فيّ ...أما أنا أنا ..؟ أم أن روحي لازالات شمعة خافتة فاتتها فرصة التكبير لألف شمعة!
#بقلب_جديد اقرأها (ليلة القدر خير من ألف شهر )
(41)

9 يوليو 2015