حقيقة لم أجد بحثا او مقالا أوفى موضوع الفحولة والرجولة حقه من الفصل والتفنيد والتمييز بينهما:
خاصة أن كل مانجد حولنا يعزز الفحولة لاالرجولة....
اعتبرها محاولة متواضعة


الفحولة في مجتمعنا عامل عاطفي يحمل هم الزواج والإنجاب فقط، و جمع المال بكل الوسائل الممكنة غالبا، و لإظهار القوة والسيطرة والكلمة المسموعة سواء أبنيت على باطل أم على حق، فقط بسبب الاعتبار الذكري ، والذي تعززه مفاهيم وثقافة المجتمع.
،والمجتمع الذكوري عموما ، يجعل للذكر حظا ومقاما وافيا من المنعة والرأي الراجح إلى درجة ظالمة ، لا للدرجة المشروعة التي أمر بها الله وجعل لها سقفا منطقيا.
بسم الله الرحمن الرحيم:
الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىظ° بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ غڑ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ غڑ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ غ– فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا غ— إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا (34)النساء
وكلمة بما فضل بعضهم على بعض واضحة أن لذلك حدودا.
أن للرجولة مقاييس طبقها الصحابة على أنفسهم أولا فكانوا الرجال، ونسيها من لم يلتزم بها فيما بعد فضيعها.
تكلّم أَبو بكر رضي اللّه عنه بعد أن بَايَعَه الناسُ بالخلافة فَحَمِدَ اللّه وأَثْنَى عليه بالذي هو أهْلُهُ ثم قال:


أما بعدُ، أَيُّها الناسُ فَإِني قد وُلِّيتُ عليكم ولست بخيركم فإِنْ أَحْسَنْتُ فَأَعِينُونِي وإِنْ أَسَأْتُ فَقَوِّمُوني. الصِدْقُ أمانةٌ والكَذِبُ خِيَانَةٌ . والضعيفُ فيكم قويٌّ عندي حتى أرجعَ إليه حقَّه إن شاء اللّه، والقويّ فيكم ضعيفٌ عندي حتى آخذَ الحقَّ منه إن شاء اللّه. لا يَدَعُ قومٌ الجِهادَ في سبيل اللّه إلا خَذَلَهم اللَّهُ بالذُلِّ ولا تَشِيعُ الفاحشةُ في قومٍ إِلا عَمَّهم اللَّهُ بِالبلاءِ. أَطِيعُوني ما أَطَعْتُ اللَّهَ ورسولَه فإِذا عَصَيْت اللَّهَ ورسولَه فلا طاعةَ لي عليكم. قُومُوا إلى صلاتكم يَرْحَمْكُمُ اللّه.


سيرة ابن هشام : 4/240، عيون الأخبار لابن قتيبة : 2/ 234


والجدير بالذكر:
فإن الأمر العسكري : نفذ ثم اعترض ،أما بالنسبة لأمر الفحولة :
نفذ ولا تعترض، إذن هو ظالم أكثر من الحكم العسكري، خاصة لو سمعت سيئات فلان منه دون موازنة بين حسناته وسيئاته ،حتى أن صاحب الفعل لايوازن بين خصاله أيضا، فهو مصيب دوما!.
وإذن لانتابنا العجب والشك.


الفحولة :
عامل عاطفي يرجح الغريزة والرغبة على العامل العقلاني،(هي شخصية مهزوزة ضمنا-وقلما تحقق حياة سعيدة كما نفهمها إلا لو كان الطرف الثاني مضحيا صامتا جاهلا مسكينا)، لأنه يحمل اندفاعا غير محمود لمبتغاه، خاصة إن لم يحمل في طياته تخطيطا يحوي الهدف ، والطريقة المقنعة والدراسة المنطقية للفعل، وإن فعل، فمخططه لخدمة مبتغاه القريب فقط.
هنا يظهر الفرق جليا مابين الرجولة الحقيقية والفحولة :
الرجولة تعني أن يقول الرجل : هائنذا بكل ماأحمل من خصال حميدة وسيئة ..بصدق وتجرد، أقبل النقد ولي حقوق وكذا واجبات.
بينما الفحولة تملك مواربة عن المواجهة و عدم الاعتراف بالزلات، كي تجعله ذو واجهة مقبولة ظاهرا.
يحضرنا توضيحا هاما:
إن الفحولة والرجولة لاعلاقة لها بالمستوى الثقافي البتة، فكم من مثقفين لايحملون إحداها بمعنى ، قد يكون صاحب الفحولة مثقفا ، لكنه يحمل من خصال سلوكية لا تقارن بمستوى ثقافته فندعوه فحلامثقفا لارجلا، والعكس صحيح، من لايحمل عامل التعلم والثقافة ليس بالضرورة ألا يكون رجلا..
الرجل يعد ويفي، مواقفه واضحة المعالم، محدد الهدف يحسن الرد المهذب في وقته المناسب، بلا خلافات مصطنعة، يعرف متى يصمت ومتى يتكلم، إن قال فعل..وإن فعل عدل...
وعليه فللفحولة علاقة ما بالنفاق، من حيث التدثر بما يخالف المحتوى الحقيقي.
وخصال الرجولة ، خصال حميدة ، قد تنطبق على كلا الجنسين كخصال وصفات، كالإيفاء بالوعد، والحديث الصدق، وتقبل النقد الصادق، وهي قوة لاضعف..قل من تحملها...
لذا فهي صفات نادرة، حتى لو وصل صاحيها لأعلى المناصب فهو ضعيف ضعيف.
ورسولنا لنا قدوة.
صلوات الله عليه.
2-8-2016
بعد التعديل: 27-4-2017