"نحن أولى بموسى" منكم .. وبعيسى أيضا
"نحن أولى بموسى منكم"تلك صرخة أطلقها الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم .. تعلن – فيما تعلن عنه – الثقة المطلقة في وحدة "الإسلام"في معناه الواسع .. من آدم إلى محمد،عليهم جميعا الصلاة والسلام..أما الجزء الثاني .. فبلسان الحال.
هذه مجموعة من الأفكار تداخلت .. فلعلها استوت على سوقها.
هذه الأفكار بنيت على موقف،ونصيحة .. أما الموقف فقد أخبرنا به أخونا الدكتور ناجي حين.قصة حصلت لوالد زوجه،عمي الأستاذ مصطفى أحمد مولود – رحم الله والدي ورحمه – فحين كان في المستشفى ،أعجبه تعامل "ممرضة"آسيوية غير مسلمة .. فشكر لها صنيعها،وأسف أن صاحبة هذه الأخلاق الطيبة لن تذهب إلى الجنة لأنها "غير مسلمة"فردت أنها،هي أيضا تأسف لأن رجلا طيبا مثله،غير مسيحي!!
أما النصيحة فقد قدمها الشيخ الحافظ سعيد الكملي،في إحدى محاضراته،فتعجب من أن بعض المسلمين يقيم في الغرب السنين الطوال،ويعاشر بعض النصارى،جيرة،وزمالة،ولا يدعوهم للإسلام. واقترح أن يقول أن قول أحد ألئك المغتربين لجاره أو زميله .. إن في كتابنا،القرآن الكريم،آيات لا تخصنا بل تخصك.
كأن لسان حاله يقول .. في قرآننا أرسل الله – سبحانه وتعالى – لك رسالة،مثل :
( يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سوءا بيننا وبينكم..).
عند الحديث عن المسيحية والإسلام .. أتذكر حوارا طالما استشهدت به .. حوار جاء في ندوة ( محاولة لصياغة نظرية نسوية متقدمة)،أكدت فيه بعض النسويات العربيات أن "الدين"هو سبب تخلف المرأة .. (إن نصف المعتقدات الراسخة في أذهان البشر – في الماضي القريب – والحاضر – وربما المستقبل المنظور – أتت من الديانات السماوية الثلاث،اليهودية والمسيحية والإسلام،وكل تعرض لمسألة المرأة يقود بالضرورة إلى التعرض للدين وهنا الاحتياط والفخ .. فما العمل؟){ ص 279 – 280 ( مجلة قضايا عربية / السنة السابعة / العدد الثاني / شباط / فبراير 1980م}.
إنهن ببساطة يؤكدن أن"الدين"أو ما يسمى الأديان السماوية .. هي شيء واحد .. إله واحد – سبحانه وتعالى – أرسل سلسلة من الأنبياء .. هم إخوة ... عليهم السلام.
ويشير علي عزت بيجوفيتش إلى التقارب بين المسيحية والإسلام :
(ولقد برهنت البروتستانتية – لما اشتملت عليه من عقلانية – أنها أكثر مقاومة لهذا التحدي الثوري. ومن هذه الناحية،تعتبر المسيحية البروتستانتية أقرب إلى الإسلام من الكاثوليكية.
ولكن،لأسباب تاريخية وللمواجهات السياسية بين المسيحية والإسلام،كثيرا ما تجاهل الغرب القرابة بين الإسلام والمسيحية.إن قبول الإسلام للإنجيل كتابا مقدسا،وقبول المسيح رسولا لله،تم تجاهله أيضا. ولو استطاع {الغرب} التأمل بصدق في هذه الحقيقة واستنبط منها النتائج التي تترتب عليها،فإن العلاقة بين هذين الدينين – العالميين العظيمين – قد تتوجه في المستقبل إلى أبعاد جديدة كل الجد {هكذا }){ص 276(الإسلام بين الشرق والغرب )}.
وفي حوار للداعية المعروف "الدكتور ذاكر"عبر حوار له مع شاب مسيحي،قال له :
( أنا أحترم المسيح أكثر منك أخ باترك {لعل الأقرب أنا أؤمن بالمسيح أكثر منك .. فنحن قوم "لا نفرق بين أحد من رسله" - محمود} ،إذا ذكرت اسمه لابد أن أقول عليه السلام،إذا لم أقل هذا فـأنا مخطئ. ولهذا فأنا أحب المسيح أكثر منك.أنا أتبع تعليمه أكثر منك.المسيح عيسى عليه السلام .. حسنا .. إذا قرأت الكتاب المقدس ،هو قد اختتن في اليوم الثامن..حسنا ..كل المسلمين يختتون،المسيحيون لا يفعلون.إذا كنا تقصد أن المسيحي ذلك الذي يتبع تعاليم المسيح عيسى عليه السلم،إذا قد ذُكر في سفر اللاويين الإصحاح 11 فقرة 7 – 8 كما ذكر في التثنية الإصحاح رقم 4فقرة 8 لا ينبغي أن تأكل الخنزير ،كما ذكر في كتاب أشعياء الإصحاح 65 فقرة 25 لا ينبغي أن تأكل الخنزير،المسلمون لا يأكلون الخنزير،وأغلب المسيحيين يأكلون الخنزير،إذا قرأت كتاب أفسس إصحاح 5 فقرة رقم 18 وكتاب الأمثال إصحاح رقم 20 فقرة رقم 1 يقول لا ينبغي أن تشرب الخمر،المسلون جميعا لا يشربون الخمر،و أغلب المسيحيين يشربون الخمر.
إذا كنت تعني أن المسيحي هو الذي يتبع تعليم المسيح عليه السلام،فإن المسلمين هم أكثر مسيحية من المسيحيين أنفسهم. يحبونه ويحترمونه إذا قلت أنك تحب عيسى عليه السلام ولكنك لا تتبع تعاليمه،فحبك مزيف،نحن لذلك نحب عيسى عليه السلام أكثر من أغلب المسيحيين لأننا نتبع تعاليمه ونحترمه ونوقره وهذا ما قاله عيسى أيضا ،في إنجيل يوحنا إصحاح رقم 16 فقرة 11 – 14 : إن لي أمورا كثيرة أيضا،لأقول لكم ولكن لا تستطيعون أن تحتملوا الآن"وأما متى جاء ذلك الروح الحق ،فهو يرشدكم إلى جميع الحق."
يتكلم عن النبي محمد أنه سوف يأتي لذلك فإن عيسى عليه السلام قال أنه يجب أن تؤمن بآخر الأنبياء وخاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم...) ثم أعلن الأخ باتر إسلامه.){

www.youtube.com
للمزيد من الفيديوهات والمقالات والتعرف على الموقع ندعوكم لزيارة الموقع http://www.almaseh.net ...

}.
بما أن العقيدة هي الاساس .. وتنزيه الله عن الولد أحد أضلاعها .. ففي حوار الشيخ "ذاكر" مع ذلك الشاب – باترك – تحدث الشيخ عن "ابن الله" وقال للشاب إذا كانت معجزة المسيح – عليه وعلى نبينا السلام – أنه ولد من غير أب .. فآدم – عليه وعلى نبينا السلام – أولى أن يكون"الرب"فقد خلق من غير أب ولا أم. قال"باترك" أنه لا يقول أن المسيح هو الله بل ابنه – تعالى الله علوا كبيرا – رد الشيخ : إذا فآدم هو الابن الأكبر!!
ثم قال،يبين له .. في الكتاب المقدس ( آدم ابن الله إبراهيم ابن الله ،إسرائيل ابن الله لقد ذكر في الرسالة إلى روما الإصحاح رقم ثمانية،"لأن كل الذين ينقادون بروح الله،فألئك هم أبناء الله"هذا يعني أنك إذا اتبعت وصايا الله فإنك ابن الله). وأضاف :
(يقول إنجيل يوحنا الإصحاح الثالث العدد 16 "لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد،لكي لا يهلك كل من يؤمن به ،بل تكون له الحياة الأبدية") (..) هذه الفقرة التي نقتبسها من إنجيل يوحنا الإصحاح الثالث العدد 16 في نسخة الملك جيمس : "لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد،لكي لا يهلك كل من يؤمن به ،بل تكون له الحياة الأبدية"والآن إذا قرأت هذا الفقرة في النسخة المنقحة للكتاب المقدس ،منقحة بواسطة علماء محققين وعلماء المسيحية من أعلى الأوسمة يدعمهم خمسون من الهيئات العليا المسيحية هم قالوا إن هذه الكلمة"مولود"هي إقحام وتلفيق ومخترعة ومزورة .من قالوا؟ ليس المسلمين،وليس الهندوس . علماء التعقيب المسيحيون من أعلى الأوسمة في النسخة المنقحة القياسية للكتاب المقدس (..) وألقوا بها خارج الكتاب ).
في هذا الزمن المادي المليء بالشهوات،يبدو مناقضا لرهبانية المسيحية .. ولنظرتها للدنيا،وإغلاق "الكنيسة"أبوبا التفكير،في هذا الإطار يعرض "بيجوفيتش" آيات من القرآن الكريم .. مثل قوله تعالى ( أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها وما لها من فروج ...إلخ) وقوله تعالى : (أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت) ..إلخ وآيات أخر.
ثم يقول :
(في هذه الآيات التي اتجهت بكليتها إلى الطبيعة نجد فيها تقبلا كاملا للعالم،ولا أثر فيها لأي نوع من الصراع مع الطبيعة. فالإسلام يُبرز ما في المادة من جمال ونُبل كما هو الحال مع الجسم في موقف الصلاة،والممتلكات في الزكاة.إن العالم المادي ليس مملكة للشيطان،وليس الجسم مستودعا للخطيئة. حتى عالم الآخرة،وهو غاية آمالا الإنسان وأعظمها،صوره القرآن مغموسا بألوان هذا العالم.ويرى المسيحيون في هذا حسية تتنافى مع عقيدتهم. ولكن الإسلام لا يرى العالم المادي مستغربا في إطاره الروحي. ){ص292}.
ويعرج على رغبات الجسد فيقول :
(لقد أثبت"فرويد"أن الغريزة الجنسية لا يمكن تدميرها وإنما فقط كبتها،وإن كبت الدوافع الجنسية يجلب مساوئ أكثر. فمهما كان مطلب العفة والكبت في المسيحية ساميا،إلا أن فكرة الإسلام عن ضبط الحياة الجنسية والتوسط فيها أنسب للإنسان،لأن فيها اعترافا بالمشكلة و مواجهتها،وفي هذا المجال ليس الإسلام دينا مجردا،ذلك لأن البراهين التي تدعم الحياة الجنسية كلها براهين عقلية وعملية وليست دينية.
إن القضية التي نحن بصددها قضية اتساق الإنسان مع نفسه،اتساقُ مثله العليا مع رغباته المادية والاجتماعية والفكرية. ذلك لأن الصراع في هذا المجال الحيوي مصدر أساسي للأمراض العُصابية،يُضاف إلى المصدر الآخر،ألا وهو الصراع بين الإنسان وبيئته.){ص 299 (الإسلام بين الشرق والغرب}.
ويضيف أيضا :
(يمكن تعريف الإسلام بأنه دعوة لحياة مادية وروحية معا. حياة تشمل العالمين الجواني والبراني جميعا،أو كما يقرر القرآن : ( وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا). انطلاقا من هذا التعريف نستطيع أن نقول : إن جميع الناس،أو أغلبهم،مسلمون بالإمكانية.{في الهامش : على حد تعبير"جوته" : إذا كان هذا هو الإسلام فإننا جميعا نحيا بالإسلام.}(..) لا يمكن أن يوجد الإنسان فقط مجرد حقيقة بيولوجية أو عضوا في المجتمع – إنه لا يستطيع أن يستغني عن عيسى. لا يستطيع الإنسان أن يحيى وفقا لعيسى ولا أن يحيا ضده. وكل قدر الإنسان على هذه الأرض أن يأخذ موقعا بين هاتين الحقيقتين المتضادتين. ومن هنا جاءت أهمية الإسلام باعتباره الحل الأمثل للإنسان،لأنه يعترف بالثنائية في طبيعته.وأي حل ،يُغلب جانبا من طبيعة الإنسان على حساب جانبه الآخر،من شأنه أن يعوق القوى الإنسانية أو يؤدي إلى الصراع الداخلي. إن الإنسان "بطبيعته الثنائية"أكبر حجة للإسلام){ 301 -302}.
ثم يشخص حالة الإنسان الغربي،فيكتب :
( لقد سُمح للإنسان الغربي أن يكون مسيحيا في حياته الخاصة،وأن يكون "ميكافيليا"في معاملاته العامة وأعماله. والذين لا يستطيعون أن يحلو هذا الصراع أو يتحملوه يقعون فريسة الاضطرابات العصابية){الإسلام بين الشرق والغرب}.
في الهامش أقول :
إذا كنا قد بدأنا بالإشارة إلى زعم بعض"النسويات"
العربيات أن الدين .. اليهودية والمسيحية والإسلام .. هو سبب تخلف المرأة،وأردنا أن نبين من تلك الإشارة أن الدين واحد .. فإننا نختم الحديث أيضا بالإشارة إلى معاناة المرأة المسيحية.

في اللحظة التي أشرقت فيها شمس الإسلام .. منحت المرأة المسلمة "ذمة مالية" تتملك .. وتهب .. وتتصرف بمالها كما تشاء .. وفي الوقت الذي كان الكلمات تعجز عن التعبير ،ورسول الإسلام محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم .. يخاطب زوجه – أمنا خديجة رضي الله عنها – يا خديجة هذا جبريل يقرئك من ربك السلام .. إلخ
كانت المرأة المسيحية تعاني،تسلط رجال الكنيسة ...( غلا رجال الكنيسة في إهدار شأن المرأة،وهم دعاة شريعة الحب والرحمة،فكانوا يقولون للنساء قولا له وزن الشرع المقدس : "إنه أولى لهن أن يخجلن من أنهن نساء،وأن يعشن في ندم متصل جراء ما جلبن على الأرض من لعنات(..) وقد ذهب البعض إلى أبعد من هذا،فزعموا أن أجسامهن من عمل الشيطان .. وأنه يجب أن تُلعن النساء لأنهن سبب الغواية،وكان يقال: إن الشيطان مولع في الظهور في شكل أنثى .. غلا رجال الكنسية إلى هذا الحد حتى كان من موضوعاتهم التي يتدارسونها : هل للمرأة أن تعبد الله كما يفعل الرجل؟ هل تدخل الجنة وملكوت الآخرة؟هل هي إنسان له روح يسري عليها الخلود؟ أو هي نسمة فانية لا خلود لها؟){ ص 14(الإسلام والمرأة المعاصرة ) / ألبهي الخولي / الكويت / دار القلم / الطبعة الرابعة / 1403هـ = 1983م}.
و في سنة 865م عُقد مؤتمر لبحث إنسانية المرأة،ثم قرر المؤتمر بأغلبية صوت واحد بأن المرأة إنسان خلق لخدمة الرجل.
ولم تبدأ المرأة الغربية سعيها للحصول على حقوقها إلا بعد أن قامت الفرنسية أولمب دو غونج (1748 – 1793) سنة 1791،بنشر إعلان حقوق المرأة والمواطنة،ثم صدر في إنجلترا كتاب ..( " أحقية حقوق المرأة" لماري ولستنكرافت عام 1792 .
وذكر فيلم تسجيلي،عن إحدى الناشطات في تاريخ حركة المرأة،أنه لولا الحرب العالمية الأولى،لما حصلت المرأة الغربية على حقوقها .. وذلك بعد أن فني الرجال،في الحرب،فاحتجوا إلى المرأة لتحل محل الرجال .. لذلك اضطروا إلى إعطائها "ذمة مالية" ويقول "ديورانت"أن المرأة لا يمكن إقناعها بالعمل في المصانع،إلا إذا صور لها البيت سجنا .. ومنحها القانون الحق في أن تحتفظ ببعض المال!!
ونختم،بقفزة من ذلك المؤتمر الذي عقد سنة 865م،للبحث في"إنسانية المرأة"إلى الكاتب المسرحي المعروف،هنريك إبسن 1828 – 1906،وقد كتب بيجوفيتش :
(في مسرحية "إبسن براند"يقول البطل الرئيس لأمه : إنك من خيرات الله المزروعة هنا في الأرض،ووزعت الروح التي أخذتها من الله،لقد شوهت صورته،ومرغتها بقذارات الحياة .. إنك روح لفظها هو فأخفيتها ومزقتها بالهموم اليومية .. وهذه خطيئتك)){هروبي إلى الحرية ) ص 49}
وهذه إطلالة – عبر المرأة دائما – على زاوية أخرى .. نقل ليوبود فايس،قبل أن يسلم ويصبح محمد أسد،حوارا دار أمامه،بين عمدة مصري و رجل يوناني - في قطار – طرح رجل يوناني سؤالا مفاده :
إن كان الإسلام عادلا،وهو يسمح للمسلم بالزواج بالكتابيات،ولكنه لا يسمح للمسلمة بالشيء نفسه؟!! يصف أسد العمدة بأنه رجل (.. بادي الغنى إلا انه كان مقتنعا ببقائه مجردا من كل علم.(..) وقد أجاب الرجل "الذي لا يقرأ ولا يكتب" على السؤال بقوله: ( - (( طبعا أسميه))،أجاب العمدة الوقور دون أن يتردد لحظة واحدة. وسأخبرك لماذا جاءت شريعتنا الإسلامية بهذا.نحن المسلمين لا نعتقد بان المسيح – عليه السلام – هو ابن الله،ولكننا نعتبره فعلا،كما نعتبر موسى وإبراهيم وسائر الأنبياء،رسل صدق من عند الله،وأنهم جميعا أرسلوا إلى الناس بالطريقة نفسها التي أرسل بها خاتم النبيين محمد – صلى الله عليه وسلم – وهكذا،فإذا تزوجت فتاة مسيحية أو يهودية من رجل مسلم فان بإمكانها أن تطمئن إلى أن أحدا من الأشخاص المقدسين في نظرها لا يمكن أن يؤتى على ذكره بين أفراد عائلتها الجديدة إلا بكل تبجيل واحترام. في حين انه،من ناحية أخرى،إذا تزوجت فتاة مسلمة من غير مسلم فان من تعتبره رسول الله خليق بان يذم ويساء إليه .. ولربما من قبل أولادها أنفسهم : أفلا يتبع الأولاد عادة دين أبيهم؟ وهل تعتقد أنت أن من العدل تعريضها لمثل هذا الإيلام والإيذاء؟ )) ولم يجد اليوناني ما يجيب به عن هذا إلا هزة من كتفيه){ص 228 – 229 (الطريق إلى مكة" :طبعة دار العلم لللايين}.
تشير إجابة العمدة المصري،إلى يقين المسلم،يقينا لا يقبل الشك بأن جميع الأنبياء عليهم السلام أرسهم الله الواحد الأحد الفرد الصمد .. الذي لم يلد ولم يولد..سبحانه وتعالى.
وبعد .. هذه الأسطر ليست أكثر من إشارة إلى ما يمكن،لمن لديهم القدرة على ذلك،أن يجمعوا من أفكار،واقوال .. تلفت أنظار غير المسلمين،إلى أن الدين عند الله – سبحانه وتعالى – الإسلام .. وأن الصراعات السياسية .. والاستعمارية .. والداء الأكبر "التعصب" تسببت في تشويه "الإسلام" دين آدم .. ونوح ... وحتى إبراهيم .. وصولا إلى موسى وعيسى .. وختاما بمحمد بن عبد الله .. عليهم جميعا الصلاة والسلام.
تلويحة الوداع :
إن الإسلام لم يبد لي دينا بالمعنى الشائع للكلمة بمقدار ما بدا طريقة في الحياة،ولا نظاما لاهوتيا بمقدار ما تبينته منهجا للسلوك الشخصي والاجتماعي قائما على ذكر الله) : ليوبولد فالس "محمد أسد"

أبو أشرف : محمود المختار الشنقيطي المدني