أعتذرُ للصين!
لا شيء. فقط شاهدت بالأمس – عبر قناة الجزيرة الثقافية – فيلما وثائقيا،عنوانه"كيف أفلس الغرب".مشاهدة هذا الفيلم سربت إلى ذهني فكرة الاعتذار ... لأن المعادلة التي كانت في ذهني هي .. أن الصين تأخذ نقودنا وترسل لنا – أجلكم الله "زبالة"بضائع تتلف قبل الاستعمال!!رغم أنني أعلم أن الصين دافعت عن نفسها ..سمعت هذا مرتين ،لدينا في السعودية،وفي مصر .. والمرافعة تقول :يا جماعة الخير تجاركم هم الذين يطلبون أرخص البضائع .. فتجراكم .. والجهات الرقابية لديكم،هم المسؤولون.. ولو طلبوا بضاعة جيدة .. مثل التي ترسل إلى الغرب،لحصلوا عليها!على كل حال .. لفتت نظري في الفيلم بعض النقاط :النقطة الأولى : في الصين .. ينعدم "الضمان الاجتماعي" .. ولكن توجد أسعار معقولة { خارج الفيلم أعتقد – والعهدة على الذاكرة : أنهم كانوا في الصين يشنقون التاجر الذي يرفع الأسعار!} أما في بريطانيا فيوجد ضمان اجتماعي .. مع هجمة شرسة على الاستهلاك تسعر نارها وسائل الإعلام .. النتيجة :كل اللقاءات التي وردت في الفيلم .. في الصين .. أفاد الناس أنهم يوفرون من دخولهم ما بين 30% و 50%أما في بريطانيا .. ثلاثة فقط أفادوا أنهم يوفرون .. 10% واثنان .. قليل ... البقية في صوت واحد"لا شيء" وأضاف أحدهم .. إني أصرف الراتب قبل أن أستلمه!هذه العبارة قرأتها مرارا – عبر"تويتر" – لبعض المواطنين .. وكأن "العولمة"قد وحدت بين الغرب .. وشرقنا!النقطة الثانية : الصين تبيع منتجاتها للشعوب في الغرب .. والحكومات الغربية تقترض من الصين .. الأموال نفسها تعود للصين .. وكأن التنين الصيني .. حرفيا "منشار طالع واكل،نازل واكل"!!النقطة الثالثة : سؤال : هل الإنسان غبي؟في بريطانيا .. كان الفرق بين دخل اللاعب والإنسان العادي – أعتقد – أن الفيلم قال .. أنه ستون ضعفا .. الآن – بعد جنون الرياضة – أصبح الفارق أربعمائة ضعف!!من يمول ذلك غير المواطن العادي؟ من يشترك في القنوات أو الشبكات؟ من يشتري أقمصة بل وأحذية اللاعبين .. أجلكم الله.النقطة الأخيرة .. وهذا مكمن الاعتذار .. بين الفيلم أن الصين ساهمت .. ببضائعها الرخيصة .. أو غير مرتفعة الثمن .. في عدم انفجار التضخم في العالم .. بعد الأزمة المالية 2007 – 2008وبعد .. هل درسنا تلك التجارب .. هل استفدنا منها .. هل ثمة أمللم أضع علامة استفهام واحدة .. وليش "لأي شيء" أضيع علامات استفهامي؟؟!أبو أِشرف : محمود المختار الشنقيطي المدني