غرابةٌ ينتفــي فــــي وصفهـا الْمثـــلُ****ضلّتْ عجائبُهـــا المنْحى و لا خجـلُ
أرختْ على أمّتــي بُهْتانهــــا كِسَفـــاً**فاستعذبَ الطيشَ مَنْ جاروا و مَنْ عدلوا
قولٌ و لا سيرةٌ في السّعْـــيِ تدعمُــه****و المُنكــــراتُ هوىً يجتاحُـهُ الخــللُ
كمْ عالِقٍ فـي نِفـــاقٍ ليـــس يتركُـــه****و غــارقٍ في الغِوى مــا قـالَ يَعتـزِلُ
و بائـــعٍ لجنــى الأوهــــام مُمْتهـــنٍ****فهمَ العقـــولِ لهـــديِ الرُّسْلِ ينتحِـــلُ
لـــوْنُ السريـرةِ لا مِـــرآة تَعْكِسُــــه****مِنْ فرطِ لَبْـــسٍ على الإبهام يرتحــلُ
هذا الهُراءُ الذي الإحســـاسُ يرفضه****بات عظيمـاً و كمْ عجّـتْ بـه السبــلُ
على الوجوهِ بَـــدَتْ للْمكـــر أقْنِعــةٌ****و اسْتصْغَرَ الصفْوَ مِنْ إسفافه الخطـلُ
و اغْتالنا الغدرُ تحْتَ النَّعْلِ مُعْتسِفـــا****دليلُهُ الحيْـفُ لا رفــقٌ و لا وجـــــلُ
قد أعْرَضَ الصدقُ عنْ حقٍّ و لائمـةٍ****بُعَيْـدَ مــــا دلّلـــتْ أهـــواءَه النِّحـــلُ
لا دعـــةٌ بقلــوب النـــاس مُحْسِنَـــة****و إنمــــــا جمرةٌ شُهْبانُهــــا العِــــللُ
يا أكـــرمَ الكُرَمــاءِ الغــيُّ جارِفُنـــا****و الغـــدرُ غادِرُنـا و اغْتالنـا الدجـــلُ
و ذي صُروحُ العُلى في السفح جاثية***منْ غفلـةٍ طَرْفُها فيـه انْتهـى الحَــوَلُ
فهلْ إلى ما يَشُـــلُّ الفكْــرَ مِنْ أمــلٍ****حتي يعودَ لنــــا ما البطــشُ مُعْتَقِـــلُ
و هل تجـودُ لنــا الأيــــام مُنفرجـــا****من قبلِ ما الْقَلْـــبُ بالأوزارِ يشتعــلُ
مِنْ قبلِ ما يُصبحُ المنظورُ مُعضلة****و يختفــي النــورُ بالإظْـــلامِ يكتحِــلُ