تقييم سلوكيات الاطفال الخاطئة وسبل تصويبها(منقول)


يتعلم بعض الاطفال الكثير من العادات العدوانية عن طريق ملاحظة نماذج لهم مثل الأباء أو الأخوة الذين يمثلون القدوة الحسنة بالنسبة لهم، ولاشك أنها مشكلة عامة تثير ذعر وخوف الوالدين خاصة أن الأفعال العدوانية التي ترتكب من جانب الطفل لا يقتصر حدوثها في المنزل فحسب، بل تسبب لهم الكثير من المتاعب في بعض الأماكن العامة سواء في المدرسة أو النادي أو عند زيارة الأقارب. فتكون شخصية الطفل حسب البيئة المُحيطة به،
و الاطفال هم الجيل القادم و الصاعد في أي زمن وهم الذين يشكلون مجتمعناعن طريق تطور الحياة واستمراريتها نحو الاحسن والأفضل.ومن هذه الخواص تأتي اسباب العناية بالطفل والاخذ بيده منذ بداية تكونه في بطن امه حتى خروجه للحياة و نموه وتطور شخصيته وتربيته تربية انسانية صحيحة. سوف نقوم بتسليط الضوء على بعض من سلوكيات و حقوق الطفل واحتياجاته وكيفية تقييمه. تُعنى مراكز التدخل وممارسو علم النفس الإكلينيكي القائمون عليها باتباع إجراءات علمية مدروسة ودقيقة أثاء تنفيذهم لخطط العلاج. وتُعد أدوات التشخيص من القواعد الأساسية التي تنبني عليها الممارسات العيادية اللاحقة. فمن المسلم به أن دقة التشخيص تقود خطة العلاج بصورة موجهة ودقيقة. فالتشخيص الدقيق يحدد الإجراءات العلاجية الواجب اتخاذها للتعامل مع الحالة المُشخصة للطفل ويقدم مؤشرات حول عوامل الخطر التي يتوجب وضع أهداف مناسبة لها ضمن خطة العلاج. ويأتي هذا الاهتمام بعملية التشخيص نتيجة الاضطرابات المتعددة والمتداخلة التي قد يعاني الأطفال منها، فقد يختلط الأمر على المُشخص بسبب الطبيعة التي تظهر فيها الاضطرابات عند الأطفال والمعيقات التي تتم مواجهتها في عملية التشخيص الناتجة عن القصور المحتمل عند مثل هؤلاء الأطفال في قدرتهم على التعبير عن مشاعرهم وأفكارهم، إضافة إلى ظهور الاضطرابات المصاحبة لاضطراب أساسي، مما يجعل الحاجة إلى العناية بدقة تشخيص اضطرابات الأطفال غاية في الأهمية من حيث الوضوح والتصنيف لها،

فالسلوكيات السلبية/الخاطئة عند الأطفال على انواع مختلفة ولها اسباب مختلفة ولهذا علاجها يرتبط بعدة أمور يجب معرفتها قبل التطرق لطرق العلاج .

فمن أسباب هذه السلوكيات على سبيل المثال لاالحصر :

1ـ استجابة الطفل لواقع سيء، فمثلا اذا كان العنف هو لغة التفاهم في المنزل سواء مع الصغار أو بين الكبار فإن الطفل سيأخذ هذه اللغة أو الطريقة ويستخدمها في التعامل مع الآخرين ، وهنا مَهما عملنا لقمع هذا السلوك فإن النتيجة لن تكون فعاله طالما أن مسبب هذا السلوك لازال قائما.

2ـ اهمال الطفل بحيث لا يهتم به أبدا أو لايعتنى به الا حين ممارسته لسلوك سلبي مثل الصراخ أو التخاصم مع أقرانه, و هذا يقع فيه كثير من المربين و الاباء و الامهات فلا ينتبهون للطفل الا وقت الخطأ ولهذا اذا أراد أن يلفت نظرهم أتى بسلوك سلبي و هكذا.

3- معاناة الطفل من نقص في توفير حاجاته الأساسية ما يجعله غير راض عن الواقع فلا يهتم برضا من حواليه من المربين أو الوالدين.

4- سوء التربية ما يجعل الطفل لايفرق بين السلوك السلبي أو الايجابي ولابين الخطأ والصواب.

5- عدم الشعور بالأمن هو أيضا من الأسباب التي تجعل الطفل لاينصاع للأوامر بسبب خوفه من شيء ما.

6- بعض الحالات النفسية قد تكون سببا في بعض السلوكيات السلبية.

- وهناك أسباب كثيرة مثل عدم العدل بين الأولاد، ووجود الغيرة بسبب الحرمان ، وكذلك وجود شيء من المكاسب للقيام بالسلوك السلبي مثل البكاء أو العنف والكلام حول هذا يطول.

والسلوكيات السلبية أنواع .. منها ما هو عابر مثل الكذب البسيط أو فرط الحركة في سن ما قبل المدرسة أو عدم القدرة على الاستجابة للأوامر في حال وجود اغراء شديد ، و منها ما ينتج عن ضغط نفسي معتدل مثل مص الاصبع او قضم الاظافر و هذه كلها عادة ما تخف مع الوقت وخير ما يمكن ان نفعله هو عدم التركيز عليها او الاهتمام بها.

ولكي نتعامل بطريقة صحيحة وسليمة لتعديل هذه السلوكيات يجب أن نتعامل مع السلوك السلبي بحسب الضوابط التالية:

ـ تقدير السلوك السلبي بقدره و عدم اعطائه اكبر من حجمه فمثلا وجود ازعاج في حال حضور ضيف و الطفل صغير السن هو أمر متوقع ، و كذلك بكاء الطفل وقت الخوف أمر متوقع فلا يمكن معاقبة الطفل على ما هو طبيعي ان يصدر عنه.

- عدم جعل هوية الطفل او المراهق و علاقتنا به مرتبطة بهذا السلوك السلبي بل دائما نفرق بين شخص الطفل و المراهق و محبتنا لهما و بين اقترافهما للخطأ و عقوبتهما عليه ، وما أقصده هنا ألا تتمحور العلاقة بين الأهل والطفل حول الخطأ فقط بل تذكر ايجابيات الطفل والمراهق كي نستطيع تعديل سلوكه.

- ان يكون واضحا للطفل ارتباط العقوبة بالخطأ و ذلك بان تكون العقوبة في نفس الوقت الذي وقع فيه الخطأ بقدر المستطاع.

- ان تكون العقوبة مؤقتة (وقتا قصيرا) و مقابلة للتطبيق اذ كلما طالت مدة العقوبة كلما ضعف تأثيرها التربوي و أصبحت نوعا من القهر و الاذى.

- الا يكون في العقوبة اذى او اهانة.

- ان تكون العقوبة بالضرب محدودة جدا و في حالات نادرة و ان تكون للتأديب لا للتنفيس عن النفس و انتقاما من الطفل و ان يكون فيها التزام بالامر النبوي وذلك بالا يكون فيها تقبيح كبعض الالفاظ مثل «غبي» «دبشة» «حقير»,و لا تكون أمام الناس , و أن لا يكون الضرب على الوجه او الرأس.

- استعمال عقوبات مثل :

1. الحرمان من شيء محبوب مثل الحلويات او الفيديو او الدراجة او الكمبيوتر.

2. العزل عن البقية لمدة دقائق و هذه تجدي مع الصغار في الغالب.

3. الامر بالتوجه لمكان آخر للارتياح ثم التفكير في فعله وهذا ينفع للكبار قليلا.

أخيرا لا ينبغي الاكثار من العقوبات و لا التهديد بها لانها تفقد معناها كما ينبغي تنفيذها عند استحقاقها حتى يظل مفعولها ساريا وعدم المبادرةاألى تخفيفها والتنازل عن بعضها ما لم يشعر المربي أنها مبالغ فيها وأنها قد تضر بالطفل ومن ثم يجد مخرجا أفضل.
وهذه نصائح وقائية لعلاج مشكلة العدوان عند الطفل..


1- تجنب الممارسات والاتجاهات الخاطئة في تنشئة الأطفال مثل التسيب وعدم الانضباط والتسامح الزائد من ناحية الاباء.
2- تجنب مشاهدة الطفل التلفاز أو برامج الكارتون التي تحتوي على مشاهدة العنف.
3- تنمية ثقته بنفسه، والتخلص من كل مايثير خوفه وقلقه.
4- تجنب الشجار العائلي أما الأطفال.
5- تشجيع الطفل على ممارسة الأنشطة الرياضية التي تساعده في التخلص من حالات القلق والتوتر التي قد تنتابه من وقت لآخر.
6- تخصيص وقت فراغ للعب مع الأطفال، والتحدث معهم حول مشاكلهم مع المدرسة أو الواجبات المدرسية.
7- تعزيز السلوكيات الإيجابية المرغوبة.
8- المساواة بين الأخوة في المنزل وعدم التفرقة في المعاملة.
9- استخدام العقاب فهو من الطرق الفعالة في علاج السلوك العدواني لدى أطفال ما قبل المدرسة، والمقصود بالعقاب هنا استخدام العزل ومنعه من ممارسة الأنشطة الاجتماعية المعززة لديه كمشاهدة التلفاز أو الجلوس أمام الكمبيوتر، وتجنب العقاب الجسدي
10- تنمية مهارات التواصل الاجتماعي عند الأطفال.


في هذة الايام يواجهون الاباء مع الابناء صعوبات في تربيتهم وعدم القدرة علي تعديل سلوكهم الخاطئ
وبدلاً من الذهاب إلى عقاب هؤلاء الأطفال واليافعين ذهبنا لدراسة الموضوع وسألنا أنفسنا ألا يمكن لهؤلاء الأطفال أن يتوقفوا عن أعمالهم التخريبية، ألا يمكنهم اكتساب مهارات جديدة وسلوكيات جديدة تكون في صالحهم وصالح المجتمع الذي يعيشون فيه، فأجرينا دراسة لمجموعة من الطلاب الذين لوحظ عليهم بعض الملاحظات بهذا الخصوص وقمنا بتحديد المشاكل السلوكية وتحديد المهارات الاجتماعية اللازمة والمراد اكتسابها وأخذنا في الحسبان تقييم الأسرة (الوالدين) والمعلم في المدرسة والممرضات في وحدة طب نفسي الأطفال لهؤلاء الأحداث، وقدمنا لهم دورة تعليم المهارات الاجتماعية بخطواتها العلمية المدروسة وأعدنا الدراسة والتقييم بعد الدورة (شهر ونصف) وبعد مضي سنة من هذه الدورة فوجدنا أن الأطفال اكتسبوا المهارات التي درست لهم واحتفظوا بها حتى بعد مضي زمن عليها وبهذا ساعدنا في تقليل حجم المشكلة الاجتماعية والسياسية بإسلوب علمي حديث.

ومن هنا تأتي أهمية برامج تعديل السلوك الخاطيء لدى الأطفال وطلاب المدارس بمختلف فئاتهم.
الشروط التي يجب توفــرها قبل تعديل أي سلوك خاطــــيء:

( فليس من المعقول تعديل سلوك أبناؤنا ونحن غاضبون أو ثائرون مثلاً).


1. الاستقرار النفسي والعاطفي للمربي (الوالد والوالدة وغيرهما). 2. تعلم الأساليب التربوية المختلفة وكيفية تطبيقها. 3. تعاون جميع من لهم دور في تربية الأطفال في تطبيق هذه الأساليب لضمان فعاليتها. 4. القناعة بإمكانية التغيير والتعديل فالعملية التربوية تحتاج لوقت طويل فهي عملية بناء مستمر. 5. معرفة أهمية هذه الأساليب ونتائجها الإيجابية على الفرد والأسرة والمجتمع. 6. أهمية الاستعانة با لله عز وجل والاستنارة بهدي الحبيب صلى الله عليه وسلم ونهل فيض المعرفة من سنته وسيرته عليه الصلاة والسلام فهو معلم البشرية الخير والهادي إلى صراط الله المستقيم. 7. الاتصال الروحي با لله عز وجل والارتباط الديني بتعاليم الإسلام يجعل للعملية التربوية علاقة عمودية ( بين الفرد وربه ) غير العلاقة الأفقية المحدودة ( بين الأفراد فيما بينهم ) والتي تتعامل مع الإنسان بمادية بحته فالهدف ليس تعديل سلوك خاطيء فحسب إنما تأسيس جيل صالح من الشباب المسلم. 8. كسب ثقة الطفل وخلق جو جديد مبني على الاحترام والتقدير المتبادل. 9. تهيئة الطفل وشرح الأساليب التربوية له وتبسيطها له حسب سنه ليكون له دور فعال في عملية تعديل السلوك ويستعيد ثقته بنفسه. 10. اختيار الوقت المناسب والسلوك المراد تغييره حسب الأولوية والأهمية.
لماذا لا يتعلم كل الأطفال السلوكيات الاجتماعية المرغوبة؟
• ربما لأنهم لا يعرفونها أساساً فهم بحاجة إلى تعليم.
• ربما يعرفونها لكن لا يعرفون كيف يطبقونها فهم بحاجة إلى ممارسة وتطبيق.
• أو ربما هناك أسباب عاطفية تحول دون تطبيق السلوك المرغوب.
• بل هناك بعض الأطفال الذين يمارسون سلوكيات غير مرغوبة، لماذا؟ (ليس لأنهم أشقياء، أشرار، أطفال آخر زمن) بل لأنه تم تعزيز هذه السلوكيات الخاطئة من بيئتهم ولم يتم تعزيز السلوكيات الصحيحة، مثل ذلك الطفل الصغير الذي ينطق أول ما ينطق بشتيمة معينة... فتجد البعض يضحك له ويظهر علامات الاستغراب والبهجة والتي تدل على الموافقة مع أن ما فعله يعتبر غير صحيح ... ومع مرور الوقت وبتصرفنا هذا تعزز هذه الشتيمة فيه ويستمر الطفل في تردادها.

خطوات التعليم المنظم
• التعلم بالإقتداء والمشاهدة والتقليد.
• لعب الأدوار (إظهار السلوكيات المكتسبة عن طريق التمثيل).
• ردة فعل الآخرين لأداء الطفل في الدور الذي لعبه.
• نقل هذه الخبرة المكتسبة إلى الواقع ليتدرب عليها الطفل.

كيفية تعديل السلوك الخاطـــيء

1. يجب أن نبعد مشاكلنا النفسية وخلافاتنا الشخصية ولا ندعها تؤثر على أسلوبنا في التعامل مع أطفالنا فبعض الأمهات للأسف إذا كانت غاضبة من زوجها تفرغ جم غضبها في أطفالها (تشفي غليلها فيهم).
2. يجب أن يكون الهدف هو الإصلاح والتقويم وليس العقاب في حد ذاته.
3. يجب أن نفرق بين شخصية الطفل وهويته وبين ما ارتكبه من سلوكيات، فمثلاً عندما يرتكب طفل ما خطأ تجد الوالد ينهال عليه بالزجر والنهي وربما السب والشتم وربما الضرب (يا كذا ... يا كذا ... ياللي فيك ... ويخطيك) وهذا يؤدي إلى تحطيم شخصية الطفل وتقليل معنوياته وثقته بنفسه والصحيح أن نتعامل بأسلوب (أب الدقيقة الواحدة) نصفها الأول مدح وثناء للطفل والنصف الثاني توضيح للخطأ الذي صدر عنه مثال (أنت يا ابني كويس، طيب، ممتاز لكن التصرف هذا خطأ... التصرف هذا كذا وكذا...)، وبهذه الطريقة نكون قد صححنا السلوك الخاطيء مع الاحتفاظ بمعنويات مرتفعة للطفل ومستوى جيد من الثقة بالنفس لديه.
4. يجب علينا مسبقاً أن نعرف احتياجات أطفالنا العاطفية والفكرية ونغمرهم بالعطف والحنان والحب والرحمة كل حسب احتياجاته، والخطأ الحاصل في معظم الأحيان هو أننا مشغولون عنهم ولا نلتفت إليهم إلا بعد صدور أخطاء منهم ربما تكون هذه السلوكيات الخاطئة بمثابة لفت انتباه لنا لنهتم بهم ونشاركهم.
5. إذا حصل سلوك مرغوب فعلينا أن نعززه تعزيزاً إيجابياً بمكافأة أو هدية أو كلمة شكر أو ضمة حب أو ابتسامة رضا. أما إذا حصل سلوك غير مرغوب فيه فعلينا أن نتجاهله لكي لا نعززه باهتمامنا له إلى أن ينطفيء هذا السلوك ويتلاشى شيئاً فشيئاً.
6. يمكننا أن نستخدم التعزيز السلبي وذلك بسحب معزز كانوا يحصلون عليه بصورة تلقائية كحرمانهم من مشاهدة برنامجهم التلفزيوني المفضل مثلاً.
7.
• الإرشاد إلى الخطأ بالتوجيــه.
• الإرشاد إلى الخطأ بالملاطفة.
• الإرشاد إلى الخطأ بالإرشــاد.
• الإرشاد إلى الخطأ بالتوبيــخ.
• الإرشاد إلى الخطأ بالهجــــر.
• الإرشاد إلى الخطأ بالحرمـان.
• والبعد كل البعد عن الضرب