يجاهدون وهم لا يصلّون
--------------------------------------------------------------------------------
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين أما بعد ..
إخواني أخواتي في كل مكان ، أدعوكم جميعاً لنصرة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، فإن الله ورسوله لا يحتاجون نصرتنا ولا دفاعنا .. وإنما نحن المحتاجون لذلك ..
إن المتأمل لواقع المسلمين اليوم يجد عجب العجاب ، ومن أشد ذلك اشتغالهم بالمفضول دون الفاضل.
وذلك بتركهم الواجب واشتغالهم بالمباح .. وهذا كثير من قلة الفقه في الدين ، والأدب مع رب العالمين.
فمن ذلك ما لاحظته في بعض الشباب الذين في الدول المجاورة وخاصة التي يوجد فيها غزو واحتلال على أراضيها ..
فقد تكلمت مع كثير منهم يجاهدون المحتل بما أوتوا من قوة ، وتراهم كالأسود الضارية ، وكالذئاب العاوية ، ويستفرغون وسعهم وطاقاتهم لذلك ، ولكن سرعان ما يذهب ذلك هباءا منثورا ، إذا علمت بأن هؤلاء الفتية لا يشهدون الصلاة مع الجماعة بل لا يصلون مطلقاً !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
وقد ناقشت أحدهم ونصحته وذكرته بالله إلا أنه أصر على عدم شهود الصلاة ،،،
فكيف يجرؤ هؤلاء على ذلك وهم أمام عدو محتل لن ينتصروا عليه إلا بسلاح التوحيد والعقيدة ( وهذا هو السلاح المعنوي ) ، ومن ثم بالسلاح الحسي الذي هو (سلاح الحرب والبدن) .
واعلموا علم اليقين أن السلاح الحسي لا يمكن أن يكون له أي قيمة بلا السلاح المعنوي ، وقد قال الله سبحانه وتعالى داعماً رسوله صلى الله عليه وسلم وأصحابه بالمعنويات( وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى) وهذا يدل دلالة قطعية على أن التسلح بالسلاح المعنوي هو أولى الأولويات ،،
فجيب علينا جميعاً وخاصة من يلاقون العدو المحتل أن يتسلحوا بالإيمان والتقوى أولاً ، وعلينا جميعاً أن نتعاهد الصلاة والمحافظة عليها ، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: [ العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر ] ، ويقول: [الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم] ، ويقول الله تعالى[وحافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين] .
واعلموا أن الصحابة في جميع معاركهم مع الرسول صلى الله عليه وسلم وحتى بعده فإنهم يتسلحون بالسلاح المعنوي أولاً ، ومن ثم بالسلاح الحسي ،، والأحاديث والآيات تدل على ذلك ...
ومن ذلك قوله تعالى عن الصحابة [ الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم ، فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل ] وذلك قبل غزوة بدر . ومن ذلك من السنة ، ما كان يفعله الرسول صلى الله عليه وسلم من مناجاته لربه وداعائه وتضرعه له سبحانه ، حتى أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه أشفق عليه ،وقال يا رسول الله كفاك مناجاتك لربك فإن الله منجز ما وعدك ...إلخ
وأريد من الإخوان والأخوات بارك الله فيهم ، أن يشاركوا في هذا الموضوع ، وأن يقدموا ما يستطيعونه نصرة لدينهم ،،،
أقول هذا القول فإن أخطأت فمن نفسي والشيطان وإن أصبت وهذا ما أتمناه فمن الله ،،،
وجزا الله كل من قرأ مقالتي وزادني فائدة بمشاركته ،،
وبالله التوفيق ..
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

منقول طبعا