مررت بصديقتي..زرتها مع عائلتي...
كانت والدة زوجها هناك في تلك الزاوية....
اقتربت منها..حكت لي قصة حياتها...
كفاحها...وكيف استطاعت شراء بيت للعائلة من مدخراتها بحنكة...وفطنة...
وكيف اكترت بيتا بالتقسيط..من اخ زوجها...
كيف سهرت مع زوجها ، ليلة العمر في عام 54 مع أم كلثوم من التاسعة صباحا إلى السادسة مساء...
كيف كانت تغني ساعة وتغيب ساعة...
ليخرج الناس سكرى وماهم بسكارى...
كنت استمتع فعلا وأنتشي من قصص الجدات التي خسرناها...
كانت الصبايا في تلك الجلسة يكثرون الأسئلة..ورد الخبراء أعمق من رد القراء أحيانا...
**************
هكذا دوما هؤلاء الذين سسبقونا في تجربة الحياة يتغنون بتجربتهم، فهذا هو عمرهم كله بين يديك...
أشحت عن ذهني تلك اللحظات اللذيذة...التي نعيد تذكرها وكأننا نعيد حفظ درس ماحفظناه بعد...
بل ربما كانت اغنية فريدة تلك السيرة الذاتية التي نحملها في طيات عقولنا ومشاعرنا.


-كل هذا لايهم
قالت لي ابنتها عندما أوصلت لها الامانة ، فور وصولي لأرض الوطن..حيث كنت قافلة من دبي...
قولي لي كيف حدث..؟؟؟
-ماهو؟
أن وجدتْ الوالدة من يحمل لها تلك الأمانة الصعبة
-قولي لأعرف..
-أنت أعرف..
-ممم سمعت منها أنها طلبت من ربها بعد أن خسرت منزلها في بلادها شام شريف..أن يلهمها بمهمة مفيدة..
فنسجت قلنسوات صوف..لأجل يتامى سوريا...وفي كل غرزة كانت تسبح الخالق...وتدعو...أن تصل للمحتاجين..تدفع عنهم غول البرد،بكل تسبيحة ذكرتها...وبعد أن اقطعت بها السبل وعز الصديق..
وجدتْ أمي نفسها أخيرا في عمل مثمر جديد....
و بعد أن رفض الكثير أخذ هذا الحمل الكبير..جئت على عجل...
-
حسنا إليك المهمة التالية.....فلا تياسي..
-!!!
د. ريمه الخاني
(مقتبسة من قصة حياة الحاجة: ح-ش أ بتصرف)